سيكولوجية الهوس الكروى.. لماذا لم يحتفل المصريون بـ«فريدة عثمان» مثلما احتفلوا بـ «محمد صلاح»

سيكولوجية الهوس الكروى.. لماذا لم يحتفل المصريون بـ«فريدة عثمان» مثلما احتفلوا بـ «محمد صلاح»سيكولوجية الهوس الكروى.. لماذا لم يحتفل المصريون بـ«فريدة عثمان» مثلما احتفلوا بـ «محمد صلاح»

* عاجل15-10-2017 | 16:45

تحقيق : مروة علاء الدين

 يشهد شارع جامعة الدول العربية، وميدان سفنكس، وأحمد عرابى، وشارع شبرا وغيرها من شوارع المحروسة، على هوس المصريين بمعشوقتهم الساحرة المستديرة كرة القدم.

وتشهد الليالى التى لا ينام فيها المصريون عندما تحقق كرة القدم انتصارا على ما سبق، فى حين نام المصريون دون احتفال عندما طيرت وسائل الإعلام فوز السباحة المصرية فريدة عثمان، وتحقيقها رقما قياسيا غير مسبوق فى لعبتها، وحصولها على ميدالية لم تحققها مصر من قبل فى منافسات العالم فى سباحة الحمامات، لكنها للأسف.. السباحة لعبة شهيدة.. نعم لعبة شهيدة، هى ومعظم الألعاب الفردية الرقمية، وباقى الألعاب الجماعية فيما عدا كرة القدم

هل هناك سر فى هوس كرة القدم؟! .. وهل كل ما يحققه اللاعبون فى مختلف الرياضات فى حساب الإنجازات، صفر على الشمال بينما ركلة فى كرة القدم فى تصعد بصاحبها إلى عنان السماء.

فى التالى نبحث عن سر الهوس وتفسيره سيكولوجيا.

تقول "سارة ممدوح" استشارى الصحة النفسية والعلاقات الأسرية ومدرب تنمية بشرية:

أولا: مبروك لمصر، مبروك لكل من شارك في إنجاز وصول المنتخب إلى كأس العالم وتحقيق هذا الإنجاز العظيم بعد فترة طويلة من الانتظار، مبروك لملايين المصريين على فرحتهم بتحقيق هذا الإنجاز.

وأضافت إن كل إنجاز تم الوصول إليه كان فى بدايته حلم، ثم فكرة ثم تطور لممارسة ثم من نجاح إلى إنجاز عظيم، ولكن من أين تأتى الأفكار؟

تأتى الأفكار والاختيارات من تنوع الأشياء والمصادر، فالأذواق ليست واحدة والمهارات ليست واحدة أيضا، لقد خلقنا الله بمهارات مختلفة عن بعضنا البعض وقدرات مختلفة أيضا فلماذا نحصر أنفسنا داخل مهارة واحدة فقط، إن ممارسة الرياضة مفيدة جدا لأى شخص سواء كان لاعب كرة قدم أو غير ذلك .

ونذكر كلام سيدنا "عمر بن الخطاب" حين قال : (علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل ) فهذا أكبر دليل على أن الأولاد لابد من تعليمهم ممارسة الرياضة.

فهل يمكن لطفل أن يختار ممارسة نوع من أنواع الرياضة وهو منحصر داخل لعبة كرة القدم، فهو يرى الكل يتحدث عنها وتركيز الإعلام بالكامل عليها وكبار أسرته يشجعونه على ممارسة كرة القدم من حيث الشهرة والمال والمنظر.

هل أحد يتحدث عن رياضة السباحة , هل أحد يتحدث عن رياضة الجودى أو التجديف أو الاسكواش أو الغوص أو الخيل أو كرة السلة؟

لدينا أبطال نجحوا فى ممارسة رياضات عديدة ولم يتحدث عنهم الإعلام ولا الأشخاص بمثل ضجة وشهرة كرة القدم, ولدينا أبطال يسافرون ويحققون إنجازات ثم يعودون ببطولات وميداليات ولا أحد يتحدث عنهم إلا قليلا .

فهل هذا يجعل الأجيال القادمة تفكر أو تعرف شىء على الأقل عن باقى الرياضات أوأبطالها لكي يحلموا بأن يكونوا مثلهم.

أين حق باقي الرياضات الأخرى فى أن يتحدث عنها الجميع ويكون لدينا أكثر من بطل ولدينا قدوة لجيل صاعد يتمنى أن يكون مثله ويحقق نجاحه

أين دور الإعلام لتسليط الضوء على الرياضات الأخرى؟

أين التنوع فى الأفكار ليكون لدينا جيل من الأبطال فى كل شىء؟

وأضافت "ممدوح" نحن نريد من كل مسئول عن مجال من مجالات الرياضات المختلفة أن يسعى لنشر نماذج أبطال ناجحة للفت الانتباه والنظر إلى إعادة التفكير فى ممارسة أكثر من رياضة بدلا من الالتفاف حول لعبة كرة القدم فقط.

لأن الإعلام هو من يلفت الأنظار نحو شىء أو حدث أو قضية معينة فيلتف نحوه الكثير والكثير من الأشخاص.

وتساءلت "سارة ممدوح" أننا لدينا قنوات إعلامية متخصصة لكرة القدم فقط فهل من الصعب علينا عمل برنامج لكل رياضة نتحدث فيه عن أبطالها وأخبارها ومميزاتها؟

إن التطوير يبدأ بأكثر من ثقافة وفكر ولا يحدث تطوير على الإطلاق بعقلية واحدة أو الاندماج فى شىء واحد.

وأخيرا فإن المثابرة والجهد والتعب والعطاء والبذل وعدم اليأس من أهم السمات والصفات التى تكون الدافع لتحقيق النجاح وإثبات الذات، وكان هذا خير مثال فيما تحقق فى الخمس دقائق الأخيرة التى كادت أن تحول بيننا وبين تحقيق حلم الصعود لكأس العالم ولكن العزيمة والكفاح والإرادة الحديدية أتت بتحقيق كل الآمال و الأمنيات والدعوات الصادقة فتحقق الحلم بعزيمة الرجال وإرادة الأبطال وهذا المثال دافع لتحقيق الإنجازات فى شتى المجالات و النهوض ببلدنا الحبيبة مصر.

التاريخ

وعن سيكولوجية الهوس الكروى في مجتمعنا الشرقي توضح "زينب مهدى" معالج نفسى وخبير تنمية بشرية:

أن هذا يرجع إلى أن تاريخها يرجع إلى سنوات عديدة، وهى من ضمن الألعاب التي تتمتع بروح الفريق والألعاب الرياضية الجماعية تحتل مراكز جماهيرية كبيرة، هذا بجانب التركيز الشديد علي تسويق تلك اللعبة ، ولأنها ترتكز علي روح الانتماء الوطني وهذا من أهم أسباب انتشارها.

وأضافت "مهدى" أن التربية الموجهة للطفل شىء خطير ومهم جدا ولابد أن يكون قائم على عدة أسس ولابد أن نعرف جيدا أن الأسرة هي المسئولة عن تحويل الطفل من كائن بيولوجي إلي كائن اجتماعي قادر علي التعامل مع المهارات الاجتماعية ومهارات التواصل.

ولكن كثير من الآباء والأمهات يستخدمون التربية بشكل خاطئ وأكثر شىء قاسي جدا على الأطفال في سن صغيرة هو إجبارهم على شىء ما .

ومن أهم هذه الأشياء التى يتم إجبار الطفل عليها هي ممارسة رياضة ما

وعن أهم أساليب التنشئة الأسرية السوية تقول"مهدى":

ترك الطفل يختار طبقا لميوله واتجاهاته فاللأسف نجد كثير من الأمهات تقوم من تلقاء نفسها باشتراكها لطفلها في لعبة كرة القدم دون الأخذ برأي الطفل ومعرفة ما هي ميوله وأكثر شىء يريد أن يفعله، فتلك هي الأم التي تستخدم التربية بشكل خاطئ لتصبح أما متسلطة، أما الأم الواعية تقوم بعرض جميع الرياضات علي طفلها حتي يقوم هو بالاختيار دون أي ضغط من أي فرد في الأسرة،  وزرع الثقة بالنفس في نفس الطفل من خلال اختيار الطفل للشىء الذي يحبه وتلقيه التحفيز والتشجيع من أسرته وهذا يزرع الثقة في نفسه أكثر وأكثر، وإعطاء الطفل الحرية في الاختيار سوف نجعله بذلك متحملا لمسئولية نجاحه أو فشله في تلك الرياضة لأنه لم يُجبر عليها

 وأشارت "مهدى " إلى أهمية إعطاء  الطفل الفرصة في التعبير عن رأيه وهذا الشىء نفتقده كثيرا لأنه يوجد كثير من أولياء الأمور كانوا يريدون أن يصبحون لاعبين كرة قدم مشاهير بالتالي يجبرون أطفالهم علي الدخول في اللعبة لتحقيق أهدافهم القديمة وهذا خطأ كبير فلابد من إعطاء الطفل الحق فى التعبير عن رأيه دون خوف من العقاب أو التأنيب.

موهبة الأطفال

  وللأسف كثير من الآباء والأمهات يختصرون موهبة أطفالهم في الرياضة ولكن هذا أمر غير صحيح لأنه يوجد للعديد من الأطفال مواهب أخري تجعلهم أكثر سعادة مثل الرسم والعزف علي الآلات الموسيقية المختلفة أو رياضات أخرى مثل السباحة وغيرها.

اذا لابد أن نصحح مفهوم ما هي رياضة ابني المفضلة ونقول ما هي موهبة ابني التي من خلالها يكون سعيد ويحقق ذاته بكل سهولة .

أما أهمية الرياضة بالنسبة للجسم فلا يوجد اختلاف عليها،

لأنها تقوي من القدرات العقلية وتنشط الدورة الدموية في الجسم وتعمل علي تقوية عضلات الجسم والحفاظ عليه

وبالتالي الخلاصة تكمن في إعطاء الطفل الفرصة في الاختيار وعدم إجباره علي شىء حتي يمارس حياته بكل سعادة ودون ضغط من والديه يدمر حياته.

والنادي الرياضي جزء مهم في حياة الطفل ولكن لابد أن نحبب الطفل فيه من خلال اختياره هو للعبة التي يحب أن يمارسها هو وليس اختيار والديه لها..

بناء أجسام

وعن أهمية الرياضة تقول "مرفت رجب" استشارى صحة نفسية وأسري وتربوي :

إن الرياضة بشكل عام من أكثر الأشياء التي تساعد علي بناء أجسام الأبناء وعقولهم وتقوي من صحتهم النفسية وتؤثر فى سلوكهم ومهاراتهم.

و كل الآباء والأمهات يبحثون عن كل ما يفيد أبناءهم فهم جيل المستقبل، والرياضة ليست وسيلة ترفيهية أو تسلية فقط بل هى جزء أساسي من حياتهم اليومية، وبخاصة أن وسائل الراحة والتكنولوجيا الحديثه جعلتهم قليلي الحركة جدا بالنسبة للطاقة الكبيرة للطفل وهنا يكمن دور كل أب وأم في زرع أهميه الرياضة في عقول الأبناء.

وأضافت"مرفت" أن الرياضة تقوي العضلات وتنمي العقل أما بالنسبة للصحة النفسية فهي تعطي الطفل الثقة في النفس وتخرج الطاقات السلبية من الجسم وتنفس عن طاقات العنف والطاقات العدوانية والإحباط وتكسبه روح الجماعة حيث روح الفريق الواحد مما يزيد قدرته علي التواصل الاجتماعي.

وأشارت إلى أن هناك الكثير من أنواع الرياضة البناءة بعضها يقوي الطفل كليا وبعضها يقوي نوع معين من العضلات وبعضها يقوي التنفس مثل السباحة وبعضها يقوي المرونة مثل الجمباز.

وعلي الأسره نشر الوعي بهذه الألعاب وفوائدها وعدم التركيز علي لعبة واحدة  - مثل التركيز على لعبة كرم القدم كما في معظم دول الشرق الأوسط - وغرس مفهوم أنها فقط التى تشهره أو وسيله لكسب المال الوفير دون الإشارة إلى أهميتها كلعبة فريدة ويكون هنا التركيز فقط علي احتراف لعبة كرة القدم وحسب.

وللأسف بعض الآباء يجبرون أولادهم علي ممارسة كرة القدم فقط للشهرة والمال فى حين تكون ميول الطفل وإمكانياته لا تتفق مع قوانين تلك اللعبة، لذلك يجب علي الآباء والأمهات مراقبة مهارات الطفل وأماكن قوته وتوجيهه فقط لحب الرياضة ومساعدته في اختيار أي لعبة هو بالفعل موهوب فيها ويبدأ تنميه مهاراته فيها بالتمرين.

وأوضحت أن البعض يعتقد أن ممارسة الرياضة عائق للدراسة وهذا بالطبع اعتقاد خاطئ فالعقل السليم في الجسم السليم.

كما يجب عدم عقد المقارنات بين طفلك وأي طفل آخر فالقدرات تختلف من طفل لآخر ..

سارة ممدوح

زينب مهدى

مرفت رجب

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء (2)

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2