وزير الأوقاف: حسن التخطيط واعتماد الكفاءات من أهم دروس الهجرة

وزير الأوقاف: حسن التخطيط واعتماد الكفاءات من أهم دروس الهجرةوزير الأوقاف

الدين والحياة8-8-2021 | 22:04

احتفلت وزارة الأوقاف، مساء اليوم الأحد، بالعام الهجرى الجديد، من رحاب مسجد السيدة نفيسة -رضى الله عنها- بمدينة القاهرة.

حضر الاحتفال خالد عبدالعال محافظ القاهرة نائبًا عن سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى، والدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، والدكتور محمد عبدالرحمن الضوينى وكيل الأزهر الشريف نائبًا عن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية، والدكتور محمد محمود هاشم أمين سر اللجنة الدينية بمجلس النواب، والدكتور هشام عبد العزيز رئيس القطاع الدينى، والشيخ خالد خضر وكيل وزارة الأوقاف بالقاهرة، والدكتور مهران عبد اللطيف مهران رئيس حى السيدة زينب، وعدد محدود من الحضور مع الالتزام بالإجراءات الوقائية والاحترازية ومراعاة التباعد الاجتماعى.جانب من الاحتفال

وفى كلمته وجه الدكتور محمد مختار جمعة، خالص التهنئة والتحية والتقدير للرئيس عبدالفتاح السيسى، وللشعب المصرى بمناسبة العام الهجرى الجديد، سائلًا الله -عز وجل- أن يجعله عام يمن وبركة وأمن وآمان على مصرنا العزيزة وسائر بلاد العالمين.

وأكد وزير الأوقاف، أن من دروس الهجرة النبوية حسن التخطيط واعتماد الكفاءات وتوظيف جميع طاقات المجتمع من رجال وشباب ونساء من مسلمين وغير مسلمين بلا استثناء ولا إقصاء، مضيفًا: "الوطن لأبنائه جميعا وهو بهم جميعًا وهذا ما نتعلمه من تخطيط سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتوظيفه للطاقات فى رحلة الهجرة بدءًا من صحبة الصديق سيدنا أبى بكر -رضى الله عنه- ومن تكليف الشاب الإمام على -رضى الله عنه- أن ينام فى مكان سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومن تكليف سيدنا أبى بكر لخادمه عامر بن فهيرة أن يتتبع المسير بغنمه ليخفى آثار من يذهب إلى الغار كالسيدة أسماء عن أعين المشركين، ومنها أن اختار النبى -صلى الله عليه وسلم- دليلا حاذقا غير مسلم لاعتماده على الكفاءة، وكان فى إمكانه أن يختار من الصحابة من يختار، لكنه -صلى الله عليه وسلم- يضرب لنا المثل فى اعتماد الكفاءات دون تمييز على أساس الدين أو اللون أو العرق أو الجنس، فاختار عبد الله بن أريقط لخبرته بمسالك ودروب الصحراء".

وأشار إلى أن الدرس الثانى هو حسن المعية وهنا سؤال يتبادر إلى الذهن رغم ما كان فى الهجرة النبوية من مخاطر بحسابات البشر، لماذا كانت رحلة الإسراء والمعراج بالبراق دون تعرض لهذه المخاطر، ولم تكن الهجرة النبوية المشرفة كذلك، وكان فى الإمكان أن تكون كرحلة الإسراء والمعراج على براق أو بلا براق وبلا تعرض لما كان فيها مما علمناه فى صفحات السيرة النبوية المباركة؟ ولكن كان ذلك كذلك لنتعلم الأخذ بالأسباب ولنتعلم حسن التخطيط لكل أمورنا ولنتعلم حسن الثقة فى الله وحسن الاعتماد عليه، فمن الذى كان سينقل لنا ما كان فى هذه الرحلة حين مر النبى -صلى الله عليه وسلم- بين أيدى المشركين حين جمعوا أربعين شابا يقفون بسيوفهم عند منام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليجهزوا عليه بضربة رجل واحد فإذا به -صلى الله عليه وسلم- يخرج من بين أيديهم وأمام أعينهم جميعًا ويأخذ حفنة من التراب ويقول باسم الله شاهت الوجوه فلا يبصره أحد منهم، حيث أخذتهم جميعًا سنة من النوم أو النعاس فلم يدروا بما كان حولهم، ثم يأتى المشركون إلى الغار وينظرون إليه، حيث يراهم الصديق -رضى الله عنه- على فتحة الغار فيقول للنبى -صلى الله عليه وسلم- يا رسول الله: لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا، وقف المشركون ونظروا وكانت الأقدام على مقربة من الغار وانقطعت آثارهم فقالوا لعلهم فى الغار، فيقول أحدهم عن العنكبوت التى نسجت خيوطها على الغار: لقد نسجت خيوطها على الغار من قبل ميلاد محمد، وهنا يقول البوصيرى رحمه الله:-

كيف ترقَى رُقِيَّك الأَنبياءُ يا سماءً ما طاوَلَتْها سماءُ

لَمْ يُساوُوك فى عُلاكَ وَقَدْ حالَ سناً مِنك دونَهم وسَناءُ

إنّما مَثَّلُوا صِفاتِك للناس كما مثَّلَ النجومَ الماءُ

أنتَ مِصباحُ كلِّ فضلٍ فما تَصدُرُ إلا عن ضوئِكَ الأَضواءُ

ويْحَ قومٍ جَفَوا نَبِيَّاً بأرضٍ أَلِفَتْهُ ضِبَابُها والظِّبَاءُ

وَسَلَوْهُ وَحَنَّ جِذعٌ إِليه وَقَلَوْهُ وَوَدَّهٌ الغُرَباءُ

وَكَفَتْهُ بِنَسْجِها عنكبوتٌ ما كَفَتْهُ الحمامةُ الحَصْداءُ

أبِذِكْرِ الآياتِ نوفيك حقًا أيْنَ مِنا وأَيْنَ منها الوفَاءُ

وفى هذه الرحلة يتبع سراقة بن مالك وكان لا يزال مشركا سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فتغوص أقدام فرسه فى الرمال ويقول له النبى -صلى الله عليه وسلم- فى إعجاز نبوى: "ارجع يا سراقة ولك سوار كسرى"، إنها الثقة فى الله.

هذه الثقة التى تجلت فى قوله -صلى الله عليه وسلم- لسيدنا أبى بكرٍ -رضى الله عنه-: "يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما يا أبا بكر لا تحزن إن الله معنا"، وفى هذا يقول الله تعالى "إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِى اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِى الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللّه معنا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِى الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ" فكلمة الكفار قد تعلو يوما ما لكن مصيرها "وجعل كلمة الذين كفروا السفلى"، أما كلمة الله فهى عليا وستظل عليا، ولم يقل وجعل كلمة الله هى العليا، وجاء بالاستئناف: وكلمة الله هى العليا مهما كان إلى يوم القيامة.

أضف تعليق