إنذار بجائحة مناخية

إنذار بجائحة مناخيةجمال رائف

الرأى9-8-2021 | 14:28

إنها غضبة الطبيعة التي شملت الأرض ومن عليها فباتت لا تفرق بين مدينة صينية وأخرى أمريكية، فما بين نيران الغابات وفيضانات الأنهار وقسوة الأمطار، يشير خبراء المناخ بالأمم المتحدة إلى أننا بصدد ظواهر جوية غير مسبوقة في تاريخ البشرية، فهل يحمل هذا العام جائحة مناخية للبشرية ؟!

الثورة الصناعية التي دهست الطبيعة باحثة عن الوقود الأحفوري لإدارة الآلات جعلت من تلك المعدات الصناعية قاتلا بطيئا للطبيعة ورغم التحذيرات، التي امتدت لعقود من خطورة الاحتباس الحراري الذي يحدث خللا في الغلاف الجوي للأرض إلا أن البشر لم يفكروا في ترويض المارد الصناعي، الذي أخذ يبطش ب الأرض والبحار ويلوث الهواء ويعكر صفو المحيطات ،فلم تكن تحذيرات الطبيعة والتي استشعرها سكان العالم بعد أن تجرعوا ألم الكوارث الطبيعية الناتجة عن التغيرات المناخية لتلفت الانتباه إلا أن الخطر قادم بشكل أسرع من حسابات البشر ، حتى الجهود التي اتخذتها الأمم المتحدة والمنظمات والهيئات المعنية بالأمر لم تحقق المطلوب، فمنذ مؤتمر ستوكهولم للبيئة عام 1972 وهناك جهود دولية لعل أبرزها ظهر في مؤتمر باريس للمناخ عام 2015 والذي استهدف التصدي بشكل جاد للتغيرات المناخية وتنسيق الحلول وإيجاد تعاون دولي يهدف لخفض نسب انبعاثات الكربون عبر تحول صناعي للتصنيع الصديق للبيئة، وبالفعل انضمت 189 دولة لاتفاق باريس والذي كان يحمل طموحات تتعلق بالحد من ارتفاع درجات الحرارة خلال القرن الحالي بمعدل 1.5 درجة وهو الرقم الذي تشير الظواهر الطبيعة الحالية إلى أنه تم تجاوزه.

مصر وعبر القيادة السياسية المتمثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي تتواجد دوما في كافة المحافل الدولية والإقليمية المهتمة بقضايا التغيرات المناخية لهذا تواجد الرئيس في باريس عام 2015.


المشاركة في مؤتمر باريس للمناخ وألقى الرئيس السيسي بيانا نيابة عن الدول الأفريقية للتعبير عن موقفها الداعم للتوصل إلى اتفاق ملزم حول تغير المناخ يقوم على مبدأ المسؤولية المشتركة وتباين الأعباء بين الدول المتقدمة والنامية في التخفيف من حدة التغيرات المناخية والتكيف معها، وفي عام 2018 وخلال كلمة الرئيس السيسي في حوار رفيع المستوى حول تنفيذ اتفاقية باريس حول تغير المناخ حذر بشكل واضح من المخاطر المستقبلية لتلك القضية قائلا " لعله لن يكون من قبيل المبالغة، القول بأنه من بين القائمة الطويلة من التحديات التي تواجه عالمنا، فإن تغير المناخ يُعد أوسعها نطاقًا، وأكثرها إلحاحًا وحاجة للتحرك العاجل، فآثار تغير المناخ لا تقتصر على نطاق جغرافي دون آخر، ولن يقتصر التضرر منها على مستوى اقتصادي دون غيره، فالكل معرض دون استثناء لتحمل الثمن الباهظ، لذلك فعلينا العمل جميعًا على رفع الوعي بهذه القضية " أيضا خلال مشاركة الرئيس السيسي في الاجتماع الذي نظمه بنك التنمية الأفريقي بالتعاون مع المركز العالمي للتكيف تحت عنوان "حوار القادة حول التداعيات الطارئة لجائحة كورونا وتغير المناخ في أفريقيا أشار الرئيس إلى أن تغير المناخ من أكبر التحديات الوجودية التي تكبد أفريقيا خسائر فادحة، جراء الأحداث المناخية القاسية التي تنجم عن الظاهرة

لمصر استراتيجة واضحة في قضية التغيرات المناخية تبحث عن العدالة في تحمل مسئولية تبعات التغيرات المناخية بين الدول المتقدمة والدول النامية بحيث تكون المساواة هنا بين الدول المتقدمة التي حققت نهضتها الصناعية وبين الدول النامية خاصة الافريقية ظلم يحطم آمال وطموحات شعوب تلك الدول في التنمية المستدامة، ورغم أن مؤتمر باريس للمناخ أقر في مضمونة مساعدة الدول النامية تساهم في التحول للاقتصاد الأخضر وغيرها ووضع عددا من الآيات للتقليل من الانبعاثات إلا أن على الدول المتقدمة تحمل مسئوليتها الآن وقبل فوات الأوان، فما يشهده العالم في تلك الأيام من متغيرات متسارعة على صعيد التغيرات المناخية ينذر بكارثة طبيعية ستشمل الجميع يمكن وصفها بالجائحة المناخية التي لا لقاح لها إلا أعمال العقل وترشيد الانبعاثات وتخلي الدول العظمى مؤقتا عن المنافسة التصنيعية والاتجاه بشكل مباشر وسريع نحو الاقتصاد الأخضر ،فغضب الطبيعة لا يفرق بين دولة متقدمة ونامية الجميع سيتضرر.

أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2