هل في الجنة حمل وولادة؟

هل في الجنة حمل وولادة؟صورة أرشيفية

الدين والحياة21-8-2021 | 09:45

الإيمان بالغيب من صفات المتقين و الجنة أعدها الله للمتقين، ومسألة الولادة في الجنة محل خلاف بين أهل العلم، وينبغي تحرير محل النزاع في هذه المسألة بتعلق مشيئة أهل الجنة بذلك، فيقال: هل يشتهون فيها الولد أم لا؟ ولا يقال: هل إذا اشتهوه فيها يعطونه أم لا؟! لأنهم إذا شاءوه فلن يمنعوه، وأجمع وأتقن من تكلم في هذه المسألة هو العلامة المدقق ابن القيم ـ رحمه الله ـ فعقد لها بابا في كتابه حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح، فقال: الباب السادس والخمسون: في ذكر اختلاف الناس هل في الجنة حمل وولادة أم لا؟ وعرض فيها أدلة القولين تفصيلا، وجواب كل طائفة عن أدلة الطائفة الأخرى، فكان من أدلة المثبتين حديث أبي سعيد الخدري مرفوعا: المؤمن إذا اشتهى الولد في الجنة كان حمله ووضعه وسنه في ساعة كما يشتهي.

ففى الجنة كمال نعيم وتمامه، وأنهم لا يشاءون فيها شيئا إلا أعطوه، ولا يشتهون فيها شيئا إلا نالوه، قال تعالى: لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ {ق:35}.

وقال سبحانه: وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ {الزخرف:71}.

قال الشيخ عطية صقر رحمه الله يقول الله سبحانه: {إن أصحاب الجنة اليوم فى شغل فاكهون . هم وأزواجهم فى ظلال على الأرائك متكئون} يس : 55 ، 56 قال المفسرون : إن الشغل هو المتعة التى تكون بين الأزواج والزوجات ، ونسب هذا التفسير إلى ابن عباس رضى الله عنهما ، بل نسب إلى النبى صلى الله عليه وسلم فى حديث رواه أبو يعلى والطبرانى والبيهقى ، وجاء فى ذلك حديث أخرجه البزار والطبرانى وغيرهما" أهل الجنة إذا جامعوا نساءهم عدن أبكارا" .

وفى مجال الحديث عن هذه المتعة تحدث العلماء عن أثرها فى الإنجاب والتوالد ، فذكر العدوى فى كتابه "مشارق الأنوار ص 186" أن العلماء اختلفوا فى ذلك ، فقال بعضهم هناك توالد ونسل ، مستدلين بحديث رواه الترمذى بسند حسن "المؤمن إذا اشتهى الولد فى الجنة كان حمله ووضعه وسنه فى ساعة كما يشتهى" قال الترمذى : اختلف أهل العلم فى هذا ، فقال بعضهم : فى الجنة جماع ولا يكون ولد، وهو مروى عن طاوس وعن مجاهد والنخعى، وقال إسحاق بن إبراهيم فى هذا الحديث :

فالخلاصة أن هناك رأيين فى التوالد ، قال بعضهم : لا توالد، وقال بعضهم الآخر: فيه توالد ولكن إذا اشتهى الرجل ذلك ، ويكون الحمل والوضع والسن -الذى يريده الإنسان طفلا أو شابا مثلا- فى ساعة أى زمن وجيز، وهذا الكلام قيل : إنه موقوف لم يرفع إلى النبى صلى الله عليه وسلم ، وقيل : مرفوع إليه بإسناد حسن ، أو كالمرفوع إليه لأنه لا مجال فيه للرأى .

أضف تعليق