حفلات الساحل وفراغ الشباب

حفلات الساحل وفراغ الشباببهاء زيتون

الرأى21-8-2021 | 10:12

استوقفتنى بشدة واقعة غريبة أثناء حفل الفنان عمرو دياب بالعلمين منذ أيام قليلة وهى قيام أحد الشباب بالسجود – سجدة شكر لله – على غرار سجدة لاعبى الكرة عقب إحرازهم هدف «علشان قِدر يوصل ل عمرو دياب ويسلم عليه فوق مسرح العلمين».

وكأنه فتح عكا.. فلم أتصور أن الأمور وصلت إلى هذا الحد.. ولهذه المرحلة من التفاهة والانهيار الأخلاقى والفكرى وصل الحال ببعض الشباب.. وبهذا الشكل الذى يندى له الجبين.. ولا أملك إلا أن أقول عليه العوض ومنه العوض.

والحقيقة لا أعرف ماذا حدث للمجتمع وخاصة الشباب؟ حيث أصبح تعظيم التفاهات هى السمة الغالبة وهى الوجاهة الاجتماعية.. والدليل أن ثمن تذكرة حفل عمرو دياب بالعلمين بلغت 5 آلاف جنيه.. والبعض أكد لى أن سعر التذكرة وصل إلى 10 و15 ألف فى السوق السوداء.. ومع ذلك بيعت التذاكر عن آخرها ولم يتمكن الكثيرون من دخول الحفل!!

وتساءلت بينى وبين نفسى: أين مصلحة الضرائب من هذا البذخ.. وهذا السفه.. ومن هذه الأموال التى تصرف على اللهو بهذه السهولة وتدخل جيوب القائمين على مثل هذه الحفلات دون أن يدفعوا جنيها واحدا للدولة؟

فما نشهده ما هو إلا نتاج أن الشباب يعانى الفراغ الفكرى ويؤكد أيضا على غياب الأسرة (الأب والأم) والمؤسسات التربوية (المدرسة والجامعة) عن القيام بدورهما فى التربية وملء الفراغ الفكرى لدى الأبناء والشباب.

وقد ساعد على تفشى التفاهات والانحدار الفكرى والأخلاقى اقتحام سوق الغناء لعدد من فنانى «الغبرا» والذين يدعون أنفسهم بفنانى المهرجانات، أمثال حمو بيكا وحسن شاكوش وكسبره وغيرهم واحتلالهم سوق الغناء بكلمات أغانى غريبة، تُعظم التفاهة وقلة الأدب.. والمصيبة الكبرى أنهم لاقوا استحسانا منقطع النظير عند الكثير من الشباب وللفن الهابط الذى يقدمونه والذى كان من نتاجه أن هؤلاء «فنانى الغبرا» قد حققوا ثروات طائلة من وراء هذه التفاهات وأصبحوا هم القدوة للشباب.. فماذا ننتظر؟

وقد حكى لى صديق بأن النحاس باشا رئيس وزراء مصر فى عام 1950 أصدر أوامره بمنع أغنية للفنان الكبير فريد الأطرش لمجرد أنه استشعر بأن الأغنية تحتوى على بعض الكلمات المخلة بالذوق العام وهى كلمات «يا عوازل فلفلوا» حيث اعتبر أن هذه الكلمات فيها نوع من المكيدة.. وهذا لا يصح حفاظا على الأخلاق والآداب والذوق العام.

وتساءلت بينى وبين نفسى «أومال» لو النحاس باشا كان «شاف» حمو بيكا وأخواته شاكوش وكسبره واستمع لكلمات أغانيهم.. فماذا كان فعل؟!.. بالتأكيد كان «ولع فيهم» أو حولهم إلى محكمة الجنايات.

الأمر يحتاج لوقفة جادة لمواجهة هذه التفاهات حفاظا على شبابنا.. والعمل على إعادة هيبة الرقابة على المصنفات الفنية لإجازة ما هو صالح وكذلك العمل على إعادة دور المدرسة والجامعة فى ملء الفراغ الفكرى للنشء والشباب.

أضف تعليق

خلخلة الشعوب و تفكيك الدول

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2