إنطلاقا من المبادرات الرئاسية الغير مسبوقة التي دشنها السيد رئيس الجمهورية للإهتمام بصحة الشعب المصري عن طريق الوقاية والكشف المبكرعن الأمراض تحت شعار 100مليون صحة ومنها مبادرة الكشف المبكرعن الأنيميا و السمنه و التقزم بين طلاب المدارس ، وتنفيذاً لتعليمات وزيرالصحة والسكان بمتابعة تنفيذ هذه المبادرات على النحو الذى يحقق الهدف المرجو منها ، وحرصا من الهيئة العامة للمستشفيات والمعاهد التعليمية على ممارسة دورها الريادي في الإهتمام بصحة الشعب المصري وبخاصة الأطفال منهم ، حيث تضم الهيئة بين وحداتها معاهد ومراكز بحثية متخصصة تنفيذ الأبحاث والدراسات العلمية وتقوم بتطبيق أحدث النظم البحثية طبقاً لأحدث ما توصل إليه العلم الحديث في شتى مجالات الطب لتقدم أفضل الخدمات الصحية.
وفي هذا الإطار صرح الدكتور محمد فوزي السوده ، رئيس الهيئة بأن المعهد القومي للتغذية التابع للهيئة يقوم دائما بتقديم أحدث الأبحاث في مجال تغذية الأطفال طبقاً لأحدث المعايير العالمية ، حيث يضم بين جنباته نخبه من الأساتذة والإستشاريين المتخصصين في هذا المجال ، ويقوم بدور رائد في التدريب والبحث الأكاديمي وتقديم دورات تدريبيه وورش عمل ودبلومات متخصصه ينفرد بها المعهد بالتعاون مع مركز التدريب بالهيئة ، وقد قام المعهد ممثلا عن وزارة الصحة بوضع نموذج للتغذية المدرسية طبقا للمراحل التعليمية والمراحل العمرية المختلفة ، بحيث يلبى النظام الغذائي أكثر من 25% من الاحتياج اليومي للطالب ، مع مراعاة الحالة الصحية واحتياجات الطالب اليومية من المعادن والفيتامينات الأساسية لضمان حصول كل طالب على العناصر الغذائية اللازمة لحالته الصحية ، وذلك بناءاً علي أحدث وأفضل الممارسات العالمية بمجال التغذية المدرسية وتوصيات منظمة الصحة العالمية ، من خلال العمل بمنهجية للوصول إلى جميع الفئات وتوجيه الوجبات المفيدة لهم وفقًا لنظام علمي وصحي وطبي.
وأفادت الدكتورة جيهان فؤاد، عميد المعهد القومي للتغذية بأن تطبيق برامج التغذية المدرسية في مصر بدأ عام 1981 تحت إشراف وزارة التربية والتعليم ومن خلال إدارة مختصة بالبرنامج تابعة للوزارة، وتمثل التغذية المدرسية في مصر إحدى القنوات المهمة لضمان تغذية سليمة وصحية للتلاميذ في مختلف أعمارهم ومراحلهم التعليمية ، حيث تعمل تلك البرامج على تحسين مستويات صحة الأطفال من خلال محاربة بعض الأمراض الناتجة عن سوء التغذية، مما يؤدى إلى زيادة قدرة التلاميذ على الإستيعاب وبخاصة في المناطق الفقيرة والنائية ، بالإضافة إلى محاصرة بعض الأمراض الصحية المنتشرة مثل الأنيميا ، هذا إلى جانب ما يُخلفه الجوع من تأثير مباشر على القدرات الذهنية للأطفال ، ومن ثم يُنقص من قدرتهم على التحصيل في الفصول بما مؤداه ارتفاع نسب التسرب من التعليم ، ومن ثم تدنى المتحصل التعليمي للأفراد بتسربهم من التعليم قبل نيل القسط الواجب الحصول عليه من التعليم.
وأضافت أنه لوضع نموذج للتغذية المدرسية طبقا للأحتياجات الغذائية المختلفة ، تم تقسيم الطلبه إلى ثلاث فئات عمرية من عمر 6 إلي 8 سنوات ، ومن عمر 9 إلي 12 سنة ، ومن عمر 12 إلي 15 سنة ، وقد راعي التقسيم الاحتياج اليومي للطالب حسب فئته العمرية من البروتينات والكالسيوم والحديد والزنك كما أوصي نموذج المعهد القومي للتغذية بخمس وجبات غذائية مختلفة السعرات الحرارية والمكونات التغذوية لسد كافة الاحتياجات اليومية للطلبه وللتغلب علي ابرز المشاكل التي قد تواجه الفئات العمرية للطلبه أثناء مراحل التحصيل الدراسي وكان أبرز تلك المشكلات امراض قصر القامة والانيميا والسمنة ، كما وقد أعطي النموذج مرونة في اختيار وتغير مكونات بعض الوجبات تبعا للحالة الصحية للطلاب.