(١)
أكتب هذه الكلمات اليوم الخميس، الثانى من سبتمبر لعام ٢٠٢١، بالتزامن مع استضافة مصر، قمة ثلاثية تضم الرئيس عبد الفتاح السيسى والملك عبدالله الثانى ملك الأردن والرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن.
(٢)
ودون انتظار لخروج بيان رسمى عن القمة، دعونا نسأل ما الجديد؟!.. وماذا دار ويدور فى الكواليس؟!.. وما وراء هذه القمة؟!
والذى أعرفه هو أن مصر والأردن تعملان بتنسيق كبير، منذ شهور مع الجانب الفلسطيني، للوصول إلى خطة تحظى بدعم عربي، أمريكي، ودولى، لإعادة إطلاق عملية سياسية جديدة فى منطقة الشرق الأوسط، تحت رعاية الرباعية الدولية وتنضم لها الأطراف المؤثرة، ذات الصلة بالقضية الفلسطينية، وعلى رأسها بالطبع كل من مصر والأردن.
ومن خلال هذه العملية، يتم استئناف المفاوضات المباشرة، بين الفلسطينيين وإسرائيل، والتي توقفت منذ سنوات، وتجمدت بفعل فاعل من اليمين الليكودى الإسرائيلى، وزعيمه رئيس الوزراء الإسرائيلى السابق بنيامين نتنياهو، ولم يهتم باستئنافها، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية السابق دونالد ترامب، والذى اهتم فى الحقيقة بتصفية القضية الفلسطينية حسب الأمانى الصهيونية، دون اعتبار لأى حقوق للفلسطينيين فى أراضيهم المحتلة، أو إقامة دولتهم على أسس عادلة، ومقبولة، ولو فى الحد الأدنى لمطالبهم.
(٣)
هدف آخر من إطلاق هذه المفاوضات، تسعى له مصر بالذات، وهو فرض تهدئة واسعة فى كل المناطق الفلسطينية، الضفة، والقدس، وقطاع غزة، وأيضا البدء فى إعمار القطاع .. ونحن لا نملك إلا أن نصدق أن إدارة الرئيس الأمريكى الحالى جو بايدن، تولي اهتماما لإيجاد حل للقضية الفلسطينية، أو كما قال بايدن، خلال حملته الانتخابية من أن قيام دولة فلسطينية هو الحل للنزاع، وأكد ذلك خلال لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت مؤخرا، حين قال إنه لابد من قيام دولة فلسطينية وطالب بوقف الاستفزازات، والحفاظ على حقوق الفلسطينين.
وتأتى الآن القمة المصرية الأردنية الفلسطينية المنعقدة فى القاهرة قبل أيام من سفر الرئيس محمود عباس، إلى نيويورك، هو والزعماء والرؤساء العرب، وعلى رأسهم الرئيس عبد الفتاح السيسى الحريص على التأكيد فى كل خطاباته، التى يلقيها على منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة على تذكير العالم بالقضية الفلسطينية، ودعوته للتكاتف لحلها، حيث تمثل جزءا مهما جدا من سلام العالم واستقراره.
ومن المخطط أيضا أن يعلن الرئيس محمود عباس على منصة الأمم المتحدة عن مبادرة سياسية من أجل صنع السلام، تشمل رؤية متقدمة فى هذا المسار، كما سيطالب بتوفير حماية دولية للشعب الفلسطيني.
(٤)
وسعى أبو مازن، خلال الأيام القليلة الماضية، بجهود ومساعدة مصرية لإنهاء كل الخلافات مع بعض الدول الخليجية، التي أقامت معاهدات سلام مع إسرائيل لضمان توحيد الصف العربي.
وإذا أضفنا إلى كل ما سبق أن هناك اتصالات لعقد قمة عربية فى الجزائر، للخروج بموقف عربي موحد لدعم الرئيس عباس، يبقى آخر وأهم شرط، لتقوية الجبهة العربية ألا وهو المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية، فدونها، لا دولة فلسطينية،
ولا سلام، بل مع استمرارها قل على القضية الفلسطينية السلام.