شوقي علام: دار الإفتاء من أوائل المؤسسات الدينية التي استشعرت خطر التطرف

شوقي علام: دار الإفتاء من أوائل المؤسسات الدينية التي استشعرت خطر التطرفشوقى علام

الدين والحياة14-9-2021 | 14:22

قال الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية ، رئيس الأمانة العمة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، إن الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، ارتأت إعداد دليل عامٍّ بعنوان: «الدليل المرجعي لمواجهة التطرف.. مدخل عام في فهم التطرف واستراتيجيات مواجهته»، ويقع في أكثر من ألف صفحة، وقد استغرق إعداده سنوات عدة، وتحديدًا منذ عام 2014، تلك السنة التي درسنا فيها الحالة الداعشية، فضلًا عن الواقع المصري الذي أعقب حكم الإخوان، وصيغ الدليل بشكل علمي رصين بعيدًا عن الغموض؛ ليكون سهل العبارة قريب المأخذ، مع التركيز بشكل كبير على استدعاء كافة النصوص الشرعية الداعية إلى التسامح والرحمة، والناهية عن التطرف والغلو؛ كي يحقق الدليل الفائدة المرجوة منه، كل ذلك في إطار التوثيق العلمي المنضبط، والقائم على الشمول والاستيعاب.
جاء ذلك في الندوة التي نظمتها الهيئة الوطنية للصحافة، برئاسة المهندس عبد الصادق الشوربجي، وأدارتها الدكتورة فاطمة سيد أحمد عضو الهيئة الوطنية للصحافة تحت عنوان "الدليل المرجعي الصادر عن هيئات الإفتاء في العالم لمواجهة التطرف واستراتيجية المواجهة".

وأكد مفتي الجمهورية، أن الدليل يستهدف في ذلك فئة الشباب على وجه الخصوص، الذين يقعون فريسة لبراثن التطرف، ويخاطب أولياء الأمور والمربين المهتمين بحماية النشء من التطرف، كما يستهدف القيادات الدينية وأئمة المساجد الإسلامية في الشرق والغرب، ومنظمات المجتمع المدني العاملة في الحقل الاجتماعي والسياسي والثقافي، والمنظمات والمؤسسات الدولية المعنية بنشر السلام العالمي، ومتخذي القرار المهتمين بمواجهة التطرف والإرهاب.
وبخصوص الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان ، التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي قال المفتي: إن الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان ، تعبر عن مدى احترام مصر للإنسان وحفظ كرامته، وهو ما يوافق ما دعت إليه الأديان السماوية في ذلك؛ حيث إن الاستراتيجية جاءت متكاملة ومعبرة عن جوهر الدين الحنيف، وقد تميَّزت بمعالجة حقوق الإنسان بشكل متكامل، عالج جوانب الحياة وانتظم فيه ملف مواجهة الإرهاب والرعاية الاجتماعية ومواجهة العشوائيات والتعليم وغيرها من الملفات الشائكة؛ فحق الانسان لا يقف فقط على ممارسته للحق السياسى بل يمتد إلى حقوقه جميعا.
وأوضح علام، أن دار الإفتاء المصرية من أوائل المؤسسات الدينية حول العالم التي استشعرت خطر التطرف والإرهاب، فأنشأت في يناير عام 2014م مرصدًا لفتاوى التكفير والآراء المتطرفة، يقوم برصد الفتاوى المتطرفة وتحليلها وتفكيكها على مدار الساعة، حيث أصدر حتى الآن أكثر من 600 تقرير.
وأشاد المفتي، بدَور الصحافة والإعلام ، مؤكدًا على أن لهما دورًا كبيرًا في نشر الوعي وعملية التثقيف في أي مجتمع، فضلًا عن دورهما في بناء المجتمعات وتوجيه المستويات الفكرية، وتشكيل ملامح المستقبل. موضحًا أن عملية الوعي تحتاج إلى تضافر جهود كل المؤسسات الوطنية، مضيفا أن الفكر المتطرف والإرهاب جرثومة ووباء حل بالأوطان، ولا تكاد نقطة في العالم إلا وطالتها يد الإرهاب.
وردًّا على خطة الدار للتوسع في نشر الدليل، أوضح علام، أنه يأمل أن يصل الدليل إلى الجميع، فهناك خطة لتحويل الدليل إلى رسائل على الهاتف المحمول، وإلى فيديوهات موشن جرافيك من إنتاج وحدة الرسوم المتحركة التابعة للدار، فضلًا عن التوصية بطبعات شعبية من الدليل. مشيرًا إلى أن الدليل المرجعي عمل فريد يأتي ضمن خطة اعتمدناها مؤخرًا تضم عشرات الأنشطة والمجلدات بعنوان "المرجع المصري في دراسة التطرف ومواجهته"، تحت مظلة مركز سلام لدراسات التطرف، الذي يضم باحثين متخصصين في مجالات عديدة، وهو مركز تابع ل دار الإفتاء المصرية والأمانة العامة، ويستعد لعقد مؤتمر ضخم في ديسمبر المقبل بعون الله.

من جانبه ،أشار المهندس عبد الصادق الشوربجي رئيس الهيئة، إلى أن الهيئة الوطنية للصحافة واجهت محاولات جماعة الإخوان لاختراق الصحافة، مثمنًا دَور دار الإفتاء في التصدي للأفكار المتطرفة وجهودها في نشر الأفكار البناءة الداعمة للتنمية والعطاء والاستقرار والتجديد.
ولفت د. إبراهيم نجم، مستشار مفتي الجمهورية، النظر إلى أن دار الإفتاء بصدد إصدار النسخة الإنجليزية من الدليل متبوعة بسائر اللغات إن شاء الله، كما كشف عن عزم الدار إنشاء دليل تدريبي لمكافحة التطرف، وسعيها إلى وضع برنامج أكاديمي في دراسات التطرف.
وفي ختام الندوة، أهدى المهندس عبدالصادق الشوربجي مفتي الجمهورية درع الوطنية للصحافة، وقد حرص رئيس الهيئة الوطنية للصحافة ومفتي الديار المصرية على التقاط صورة تذكارية مع عدد من رؤساء مجالس إدارة المؤسسات الصحفية ورؤساء تحرير عدد من الإصدارات الصحفية.

أضف تعليق