عاصفة أمريكية جديدة تقفز بأسعار النفط إلي 74 دولارًا

عاصفة أمريكية جديدة تقفز بأسعار النفط إلي 74 دولارًاصورة أرشيفية

اقتصاد14-9-2021 | 22:34

واصلت أسعار النفط الخام قفزاتها السعرية، حيث يحوم خام برنت حول مستوى 74 دولارا للبرميل بفعل مخاوف من احتمال وقوع عاصفة جديدة تعطل الإنتاج الأمريكي في خليج المكسيك مجددا، الذي لم يتعاف بعد من تداعيات إعصار إيدا، إذ يواجه حالة من التباطؤ والمقاومة في جهود استعادة مستويات الإنتاج الطبيعية.
كما دعمت الأسعار مخاوف من تعطل إنتاج النفط الليبي في ضوء أعمال الاحتجاج هناك بينما تواصل مجموعة "أوبك+" المضي قدما في زيادة العرض على نحو تدريجي محدود بقيمة 400 ألف برميل يوميا حتى أكتوبر المقبل مع مراجعة الموقف في اجتماع وزاري للمجموعة يعقد أول الشهر المقبل.
وإضافة إلى جهود "أوبك+" تقوم الولايات المتحدة والصين بتعزيز الإمدادات النفطية عن طريق بيع جزء من الاحتياطي الاستراتيجي وتسريع وتيرة السحب من المخزونات.
وبعد ردود الأفعال الدولية الإيجابية على تقرير "أوبك" الشهري أمس الأول، أعقبه أمس، تقرير وكالة الطاقة الدولية الذي رأى أن الطلب العالمي على النفط من المقرر أن ينتعش الشهر المقبل من التأثير الأخير لمتغير دلتا من فيروس كورونا، متوقعة تقلص الإنتاج في أسواق النفط قبل نهاية العام إذا ظلت إيران تحت العقوبات.
وأوضح التقرير أنه مع زيادة القيود في عدد من الدول منذ يوليو للحد من ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا عدلت وكالة الطاقة الدولية تقديراتها للطلب العالمي على النفط للربع الثالث بمقدار 200 ألف برميل يوميا في تقريرها الشهري الأخير عن أسواق النفط، مشيرة إلى "طلب كامن قوي واستمرار التقدم في برامج اللقاحات".
وعلى الرغم من ضعف الطلب في الربع الثالث، ذكرت وكالة الطاقة الدولية أنها الآن أكثر تفاؤلا بشأن أخبار جائحة كورونا بسبب التقدم في تصنيع اللقاحات والتلقيح وإجراءات التباعد الاجتماعي الأقل تقييدا في العديد من الدول.
وقالت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها "بدأت تظهر بالفعل مؤشرات على تراجع حالات الإصابة بفيروس كورونا حيث من المتوقع الآن أن ينتعش الطلب بمقدار 1.6 مليون برميل يوميا في أكتوبر ويستمر في النمو حتى نهاية العام".
وأضاف التقرير أنه يجب أن يدعم الطلب المكبوت التقدم المستمر والقوي في برامج التطعيم ما يسجل معه انتعاشا قويا في الربع الرابع من 2021.
ورفع التقرير تقديرات وكالة الطاقة الدولية للطلب على النفط في 2022 بمقدار 100 ألف برميل يوميا إلى 99.4 مليون برميل يوميا. وترى الآن أن الطلب العالمي على النفط سيرتفع بمقدار 5.2 مليون برميل يوميا هذا العام وبـ3.2 مليون برميل يوميا في 2022، وهو خفض بمقدار 105 آلاف برميل يوميا و85 ألف برميل يوميا على التوالي.
ويأتي تقرير الوكالة بعد يوم من رفع أوبك توقعاتها الخاصة بنمو الطلب العالمي في 2022 إلى 4.15 مليون برميل يوميا ارتفاعا من 3.28 مليون برميل يوميا ما يتوقع أن يتجاوز الطلب العالمي على النفط مستويات ما قبل الوباء في 2022.
ونتيجة لارتفاع أسعار الغاز الطبيعي والغاز الطبيعي المسال في أوروبا وآسيا، ترى الوكالة أن العديد من الدول تستخدم المزيد من زيت الوقود أو النفط الخام لتوليد الطاقة في الأشهر المقبلة.
ومع التركيز على التحول المحتمل من الغاز إلى النفط في دول الشرق الأوسط وإندونيسيا وباكستان وبنجلاديش قالت وكالة الطاقة الدولية إنها تتوقع 150 ألف برميل يوميا إلى 200 ألف برميل يوميا من الوقود في مستويات الطلب الإضافي من الربع الثالث من 2021 إلى الربع الأول من 2022.
وبحلول نهاية 2021 تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن يصل استهلاك النفط إلى 99.1 مليون برميل يوميا أي أعلى بنحو 4.7 مليون برميل يوميا مما كان عليه في نهاية 2020، لكنه لا يزال أقل بمقدار 1.1 مليون برميل يوميا مقارنة بنهاية 2019.
وبشكل عام ترجح وكالة الطاقة الدولية عودة الطلب العالمي على المنتجات النفطية إلى مستويات 2019 في 2022 على الرغم من تأخر 1.3 مليون برميل يوميا في الطلب على الطائرات والكيروسين عن مستويات 2019.
ومع توقف ما يصل إلى 1.7 مليون برميل يوميا من إنتاج النفط على طول ساحل الخليج في نهاية أغسطس نتيجة لإعصار إيدا وتأجيل إعادة تشغيل عدد من المنصات البحرية، قالت وكالة الطاقة الدولية إنها ترى التأثير الأكبر من العاصفة على العرض في سبتمبر.
وأوضحت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها أن إيدا هي أسوأ عاصفة تضرب منطقة ساحل الخليج منذ إعصاري كاترينا وريتا في 2005 وقد تؤدي إلى خسارة إجمالية في إمدادات النفط الخام تصل إلى 30 مليون برميل بالنظر إلى الإغلاق الممتد الحالي.
ومع زيادة "أوبك+" إنتاجها من النفط الخام شهريا بمقدار 400 ألف برميل يوميا من أغسطس للتخلي عن بقية التخفيضات المتعلقة بالجائحة، يرى تقرير وكالة الطاقة الدولية أن سوق النفط تقترب من التوازن بدءا من أكتوبر.
ومن المتوقع أن يرتفع إنتاج نفط "أوبك+" بمقدار 2.4 مليون برميل يوميا بين أغسطس ونهاية 2021. وفي الوقت نفسه، تقدر وكالة الطاقة الدولية أن الإنتاج من خارج "أوبك+" من المقرر أن يرتفع بنحو 400 ألف برميل يوميا.
وقالت وكالة الطاقة الدولية "مع ذلك لن يكون العرض مرتفعا بما يكفي للسماح بتجديد مخزونات النفط إلا بحلول أوائل 2022".
وذكرت الوكالة أنه بالنظر إلى المستقبل فإن تخفيف انقطاع الإمدادات يعني أن منتجي "أوبك+" يمكنهم ضخ 1.4 مليون برميل يوميا فوق الطلب على خام مجموعة "أوبك+" في الربع الأول من 2022 على افتراض أن إيران لا تزال تحت العقوبات.
وأضاف تقرير الوكالة أنه بحلول الربع الثاني من العام المقبل قد يرتفع إنتاج "أوبك+" من النفط الخام إلى 2.4 مليون برميل يوميا فوق الطلب.
وفيما يتعلق بالمخزونات، أكدت وكالة الطاقة الدولية أن البيانات الأولية للولايات المتحدة وأوروبا واليابان تظهر أن إجمالي مخزونات الصناعة في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية انخفض بمقدار 31.1 مليون برميل أخرى في أغسطس بينما انخفض النفط الخام الموجود في التخزين العائم قصير الأجل بمقدار 20.3 مليون برميل إلى 101.7 مليون برميل.
وأوضحت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها أنه إذا تأكدت بيانات أكثر دقة فإن السحوبات في أغسطس ستضع مخزونات الصناعة في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية عند مستوى ضيق بشكل استثنائي أقل من الحد الأدنى لنطاق خمسة أعوام.
وفي يوليو الماضي كانت وكالة الطاقة الدولية قد ذكرت أن مخزونات الصناعة سحبت 34.4 مليون برميل لتقف عند 2.85 مليار برميل بانخفاض 185.7 مليون برميل عن متوسط 2016-2020 و120.3 مليون برميل أقل من متوسط خمسة أعوام قبل جائحة كورونا.

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء (2)

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2