كتب: عاطف عبد الغنى
في الوقت الذى تتصاعد فيه حدة التوتر بين واشنطن وبيونغ يانغ، يعكف الآن الفريق الرئاسى الأميركي للأمن القومي على دراسة خيارات للتعامل مع كوريا الشمالية، من بينها الهجوم على مواقعها النووية، هذا ما كشفت عنه صحيفة "التايمز" البريطانية، فى تقرير نشرته صحيفة "التايمز" اللندنية وجاء فيه أيضا أن مسئولين أميركيين حاليين وسابقين يروا أن خيارات أمريكا العسكرية للتعامل مع ملف كوريا الشمالية، عالى الخطورة، وقد يؤدي إلى نشوب حرب نووية.
واورد تقرير الصحيفة عن "إريد إيدلمان" المسئول سابق في وزارة الدفاع الأميركية، قوله إن تهديدات كوريا الشمالية بتحويل سول عاصمة كوريا الجنوبية إلى كرة من لهب ليست مجرد تهديدات جوفاء في حال نشوب حرب، وأضاف "إيدلمان" أن كافة الخيارات "قاتمة"، بسبب الغموض الذي يكتنف حجم وانتشار وأماكن الأسلحة النووية لكوريا الشمالية وعناصر برنامجها النووي، لافتا إلى أن احتمال وجود أسلحة مدفونة بعيدًا في باطن الأرض قد يؤدي إلى لجوء بيونغ يانغ إلى استخدام بعضها، في حال فشلت الضربات الأميركية في تدميرها جميعًا.
وأضاف " إيدلمان" لذلك تمضى أمريكا الآن فى مراجعة استراتيجيتها العسكرية تجاه كوريا الشمالية، وذلك بعد إجراء الأخيرة لتجاربها على الصواريخ الباليستية، والكشف عن أنها أصبحت في المراحل النهائية من تطوير سلاح نووي قادر على الوصول إلى الأراضي الأميركية.
قال أيضا إيدلمان إنه بحسب تهديدات كوريا الشمالية المتكررة، هناك احتمال لجوء الأخيرة إلى الأسلحة التقليدية لتدمير سول.
وفى نفس السياق حذر جيمس وولسي المدير السابق لوكالة الاستخبارات الأميركية (سى أى إيه) من أن الترسانة النووية لبيونج يانج تعد أكثر تطورًا مما يعتقد البعض، وقال ولسى أن اغتيال أخي الزعيم "كيم يونج أون" مؤخراً في ماليزيا، ضرب جرس إنذار في واشنطن.
وصدرت تحذيرات من تداعيات القيام بعمل عسكري ضد كوريا الشمالية من مسئولين عسكريين وخبراء أمن، وقال بعضهم إن، عملا كهذا قد يتضمن، عمليات قصف جوي بالقاذفة الاستراتيجية بي-2 وطائرات الشبح، بالإضافة إلى عمليات للقوات الخاصة وحرب إلكترونية في جانب منها.
ومن جانبه قال المستشار السابق في البنتاجون، "أندرو كريبنفيتش"، إن استهداف القدرات النووية لكوريا الشمالية وتمديرها بالكامل يعد خيارًا في غاية الصعوبة، مشيرًا إلى أنه من الصعب تدمير كافة الأسلحة قبل أن تتمكن كوريا الشمالية من إطلاق صاروخا أو أكثر من صواريخها النووية، مضيفا أن إنجاز عمل عسكري سريع ومفاجىء لتدمير مئات الأهداف فى كوريا الشمالية دون استخدام السلاح النووي الأميركي، أمر شديد الصعوبة.
وكان الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون قد وصل إلى حافة حرب نووية مع كوريا الشمالية عام 1994، لكنه تراجع عندما أخبره قائد القوات الأميركية في كوريا الجنوبية بأن الحرب ستؤدي إلى مقتل ما يصل إلى مليون شخص، بينهم 52 ألف أميركي وتكلفة 100 مليار دولار، إضافة إلى دمار في المنطقة يقدر بتريليون دولار، وفقًا لصحيفة "التايمز".
[caption id="attachment_7503" align="aligncenter" width="1440"]
إثنان من أعضاء فريق الأمن القومى حول ترامب[/caption]
