لم تكن كرة القدم بعيدة أبدًا عن واقع حياة المصريين، لطالما كانت أحد مصادر سعادتهم حتى فى أصعب فترات تاريخهم عندما سقط جزء عزيز من بلادهم «شبه جزيرة سيناء» فى يد المحتل الصهيونى عام 1967، فقد كانت الساحرة المستديرة جزءً أساسياً من خطة الخداع الاستراتيجى التى اعتمدها الرئيس الراحل محمد أنور السادات لخداع العدو.
فبعدما توقف نشاط كرة القدم وألغيت بطولة الدورى الممتاز لمدة 6 مواسم بينها موسم 1971-1972 الذى لم يكتمل بسبب أحداث شغب فى مباراة الأهلى والزمالك، عادت الحياة من جديد إلى الملاعب المصرية بإقامة موسم استثنائى من البطولة 1972-1973، والذى انتهى بتتويج غزل المحلة بلقبه الوحيد، وفى الموسم التالى انطلقت المنافسة يوم 7 سبتمبر 1973 أى قبل انطلاق الحرب بأقل من شهر، واستمرت المباريات حتى 6 أكتوبر 1973 يوم نجاح الجيش المصرى فى عبور قناة السويس وتدمير خط برليف والقضاء على أسطورة الجيش الصهيونى الذى لا يهزم، وأقيمت 7 مباريات يوم 5 أكتوبر، فى إطار منافسات الجولة الخامسة من بطولة الدوري، وتبقت مباراتان تقرر إقامتهما فى اليوم التالى 6 أكتوبر بين الطيران وحامل اللقب غزل المحلة، وبين الإسماعيلى والمصرى البورسعيدي.
فقد كانت الحياة فى مصر عادية وطبيعية بشكل لا يوحى مطلقاً بأن هذا البلد يستعد لخوض حرب كبرى بعد ساعات قليلة، حيث حرص الرئيس الراحل السادات على خداع الكيان الصهيونى وحلفائه وإقناعهم بأن مصر ليس لديها أى نية للقيام بأى تحرك عسكري، وكان هذا الخداع هو إحدى أهم مفاجآت حرب أكتوبر وأحد أهم أسباب الانتصار.
وخلال الفترة ما بين عامى 1967 و1973، خاض منتخب مصر 36 مباراة دولية مقسمة بين ودية وأخرى رسمية ضمن تصفيات ونهائيات كأس أمم إفريقيا، وبالتحديد فى عام الحرب 1973 خاض منتخب الفراعنة أكبر عدد من المباريات والتى وصلت إلى 8 مباريات جميعها كانت ودية.
وعقب انتصار أكتوبر العظيم، بدأت الحياة تعود تدريجياً إلى ملاعب كرة القدم المصرية، وكانت البداية باستضافة مصر لكأس أمم إفريقيا 1974، والتى شهدت فوز منتخب الفراعنة بالمركز الثالث والميدالية البرونزية وسط حضور جماهيرى كبير، كما استأنفت بطولة الدورى الممتاز بشكل طبيعى بداية من موسم 1974-1975.
يشار إلى أن الأندية المصرية حرصت على خوض العديد من المواجهات الودية مع بعضها البعض فى الداخل ومع أندية عربية فى الخارج من أجل توجيه دخل تلك المباريات لدعم الجيش المصرى وإعادة بنائه وتسليحه.