نصائح ذهبية لأطفال «كي جي وان»

نصائح ذهبية لأطفال «كي جي وان»نصائح ذهبية لأطفال سنة أولى روضة

منوعات11-10-2021 | 11:15

من المؤكد والثابت علميا إن إلحاق الأطفال بمرحلة رياض الأطفال تساعد وتفيد بدرجة كبيرة في تنمية جوانب نموهم النفسية والجسمية والعقلية والحركية والإدراكية واللغوية كما تساهم أيضا في تطوير قدراتهم وميولهم وبالتالي تحقيق توافقهم الشخصي والاجتماعي.

ويؤكد الدكتور جمال شفيق أحمد أستاذ علم النفس الإكلينيكي بجامعة عين شمس وأمين عام قطاع الطفولة و رياض الأطفال بالمجلس الأعلى للجامعات ا ان الأطفال الذين يلتحقون ب رياض الأطفال وهم في مرحلة ( الطفولة المبكرة) تلك المرحلة النمائية التي تتحدد فيها أسس شخصية الطفل وملامحها

لذلك فان اى خبرات معينة تحدث في هذه المرحلة الباكرة من حياة الطفل يمكن إن تترك بصماتها وأثارها (الايجابية أو السلبية ) على أحواله وسلوكه وتصرفاته وشخصيته ، ليس في هذه المرحلة فقط ، وإنما تمتد هذه الآثار اى كان نوعها طوال فترة حياته.

وتجدر الإشارة في هذا المقام الى انه يجب إن نضع في اعتبارنا إن ذهاب الأطفال الى الروضة يمثل في حد ذاته (الأزمة النفسية الثالثة) التي تواجه الأطفال ،بعد تعرضهم مسبقا (للازمة النفسية الأولى) وهى (أزمة أو صدمة الميلاد) والتي تتحدد في انفصال الجنين عن رحم إلام الذي كان يعيش بداخله وتلبى له ما فيه جميع مطالبه واحتياجاته الفسيولوجية بصورة مثالية ودقيقة ومحكمة ربانيا ، حيث يفاجأ ويصدم عقب الولادة .. بمواجهة عالم أخر جديد مختلف تماما عما عايشه وتمتع وتنعم به .

بمواجهة عالم أخر جديد مختلف تمام عما عايشه وتمتع ونعم به وتعود عليه لمدة تسعة أشهر في بطن أمه

إما (الأزمة أو الصدمة الثانية ) التي يمر بها الأطفال هي (أزمة الفطام) وهى إن الطفل بعد إن كان يعتمد في غذائه على ثدي أمه ، واحتضانها له وحنوها عليه إثناء عملية الرضاعة ، فانه وحسب قلة وعيه وفهمه وإدراكه في مرحلة الرضاعة ، غالبا ما يربط بين منع الثدي عنه وبين منع الحب والعطف والحنان والاهتمام ، لذا فنه ينصح نفسيا وتربويا بان يكون فطام الطفل تدريجيا وليس فجاءة.

وإذا ما نظرنا إلى (الصدمة الثالثة) التي قد يواجهها الأطفال إثناء فترة حياتهم النمائية فهي صدمة أو (أزمة الفطام النفسي ) والانفصال عن الأسرة والذهاب إلى الروضة .

حيث إن الروضة قد تمثل لمعظم الأطفال في هذه السن الباكرة من عمرهم مكان جديد وغريب ، وشديد الاتساع إذا ما قورن ببيئة المنزل ، لم يخبره ولم يألفه من قبل ، يتعامل بداخله مع أشخاص كثيرين غرباء بالنسبة له ، لا يعرفهم ولا يعرفونه .

وهنا يدرك الطفل ويستشعر مدى النقلة الكبيرة في حياته ، لأنه إثناء وجوده داخل الأسرة فان الجميع من : الأب وإلام والإخوة والأخوات مهتمين به وبخدمته وبتلبية كل مطالبه و احتياجاته دون إن يطلبها أو يسال عنها ، فالكل ملتف حوله يساعده ، ويعاونه ، يحميه و يدافع عنه حتى في أماكن اللعب و النزهة والترفية ، لدرجة أنهم يعتذرون شخصيا نيابة عنه عندما يصدر عنه أو منه اى خطا أو تصرف أو سلوك غير لائق أو غير مناسب

غير انه عندما يذهب الطفل للروضة ولأول مرة ، فان الأمر يكون مختلف تماما ، حيث يقبل الأطفال على بيئة جديدة تحكمها النظم والقواعد والضوابط المختلفة ، فهناك نظام الفصل والحصة والكتب وبعض الواجبات المدرسية والانضباط والالتزام بالمواعيد ، والتعامل الاجتماعي مع المشرفة والإقران .

وقد يكون هناك دور أو سلوكيات أو تصرفات من قبل احد الوالدين آو كليهما أو كل إفراد الأسرة ، إذا إن بعض أولياء الأمور وبحكم عاطفتهم وحبهم الشديد والمبالغ فيه للطفل ، يريدون دائما رؤية طفلهم إمام أعينهم في كل وقت وفى كل مكان ، بل إن البعض من أولياء الأمور قد نجدهم في حالة (شبة هيستيرية ) أو حالة من الفزع والرعب والقلق والتوتر والخوف نتيجة أو بسبب أنهم لا يتصورون أو يتخيلون إن لا يكون طفلهم (وسط أحضانهم) وهو ما يطلق عليه في علم النفس (الرعاية أو الحماية الزائدة في التربية ).

وبناء على تلك المشاعر والأحاسيس غير العادية وغير الطبيعية وغير السوية ، يحيطون أطفالهم بكم هائل من الأوامر والنواهي و الإرشادات والتحذيرات و التنبيهات من كل المحيطين بهم أو الذين سيتعاملون معهم داخل هذا المجتمع الجديد ( الروضة ).

ولعلهم ينتهجون تلك الأساليب والسلوكيات ظنا منهم واعتقادا بان هذا هو الأسلوب الأمثل والمناسب لحماية الطفل وللحفاظ عليه .

ومكمن الخطورة هنا في مثل هذه الأحوال في إن الطفل بطبيعته يحتاج دائما إلى الشعور بالأمن والأمان و الطمأنينة ، ونظرا لان انتقاله من (حضن أسرته) إلى مجتمع أخر جديد غامض بالنسبة له وغريب ، فانه يؤذيه ويزعجه ويوتره ، ذلك أن اى طفل عادى يحتاج لبعض الوقت حتى يستطيع إن يقيم علاقة اجتماعية تفاعلية ناجحة مع (المشرفة أو المعلمة ) التي توازى أو تقارب بالنسبة له شخصية أمه . فضلا عن إقامة علاقات اجتماعية أخرى مع زملائه داخل الفصل .

فإذا ما شعر الطفل بالخوف منهم ، أو الابتعاد عنهم ، أو بعدم القدرة على التفاهم أو التواصل أو التعامل معهم . فانه عند هذه الحالة يفقد الإحساس بالأمان وتضطرب نفسيته ، مما ينعكس سلبا على سلوكه وتصرفاته ، وقد يعانى من مشكلات التأتأة أو التلعثم في الكلام ، أو التبول اللأارادى ، أو فقدان الشهية للطعام أو الشعور بالمغص والصداع أوقد يصاب بالسخونة أو برودة الإطراف ، وقد يدخل في حالات من البكاء الشديد والصراخ دون وجود سبب معين

ومما تجدر الإشارة إليه في هذا المقام : إن خوف الوالدين على أطفالهم في الحدود المعقولة أمر عادى وطبيعي ، واشتياقهم إليهم وتلهفهم عليهم أثناء فترة وجودهم ب الروضة تعتبر أحاسيس ومشاعر طيبة ومقبولةتاج إلى تخطى تلك المرحلة بهدوء وسلام ، حتى يستطيع الطفل إن يجتازها دون الوقوع في أزمة أو صدمة نفسية . فانه يجب على الوالدين قدر الإمكان إتباع الإرشادات النفسية والتربوية التالية :

  • يجب إن يعي ويدرك الوالدين إن ذهاب طفلها إلى الروضة أمر مفرح ومبهج يشرح الصدر، ومعناه ببساطة انه كبر وأصبح على أولى أعتاب سلم العلم الذي سيفتح له أفاق المستقبل والنجاح.
  • يجب على الأسرة ضرورة تهيئة الطفل وإعداده قبل دخول الروضة بوقت كاف بالقصص الجميلة عما يرتبط ب الروضة ، وبان ذهابه إليها هو مكافأة وجائزة على حسن أدبه وطاعته داخل الأسرة.
  • من المفيد إن يوضح الوالدين للطفل إن الروضة هي فرصة لتلبية ببعض احتياجاته التي لا يستطيع تحقيقها داخل المنزل ، مثل أنها مكان واسع للألعاب الكثيرة التي لا توجد بالمنزل (كالمرجيحة أو الزحليقة ) وان هناك أطفال من أصدقائه سوف يشاركونه اللعب والمسابقات مع بعضهم البعض .
  • أعطا الطفل مساحة محدودة من التصرف بحرية واستقلال في بعض الأمور البسيطة داخل الأسرة ، حتى يستطيع الاعتماد على نفسه ، والتصرف السليم في بعض أموره الخاصة.
  • عدم المبالغة في تعويد الطفل على الالتصاق بوالديه بشكل دائم ومستمر ، تمهيدا لانفصاله عنها وذهابه إلى الروضة .
  • ضرورة التحلي بالهدوء وتوعية الطفل بأسلوب بسيط دون تخويف أو تهويل وتقديم النصح بالمحافظة على إغراضه الخاصة وعدم المساس بإغراض زملائه إلا بعد استئذانهم.
  • ترغيب الطفل وحثه على ممارسة سلوك التعاون والمشاركة والمساعدة والتعاطف مع أصدقائه وتبادل الأدوار في الأخذ والعطاء لتنمى بداخله مشاعر الحب والانتماء.
  • تدريب الطفل وتشجيعه على حب الزى المدرسي والأدوات المدرسية مثل (الحقيبة – القلم –الممحاة – المسطرة – البراية) حتى يألفها ويحبها ويحافظ عليها.
  • حث الطفل وتشجيعه على ضرورة المحافظة على الأشياء الموجودة بالفصل من مقاعد والعاب . وحوائط وغيرها وعدم إتلافها .
  • اكتشاف ميول الطفل وقدراته ومهاراته ومواهبه الخاصة والعمل على تنميتها وتطويرها ، وتشجيعه وتحفيزه ومكافأته باستمرار .
  • يجب على الوالدين مراعاة الانسحاب التدريجي في الأسبوع الأول من التحاق الطفل ب الروضة وعدم تعويده على الوجود معه طوال اليوم .
  • عدم تراخى أو استسلام الولدين لعدم تقبل الطفل للروضة ، وإشعاره بقيمة الروضة وأهميتها ومزاياها ، وان كل الأطفال في مثل سنه يحبون الذهاب للروضة والتمتع بما فيها.
  • مراعاة أولياء الأمور لتواجدهم ب الروضة عند ميعاد انصراف أطفالهم بوقت كاف، حتى لا يشعر الطفل بالخوف من عدم حضور احد الوالدين لاصطحابه إلى المنزل مرة أخرى.
  • ينبغي على الوالدين إتباع أسلوب الحوار الهادئ في التفاهم مع الطفل غير المتقبل للروضة واحترام إنسانيته وطفولته وشخصيته وتقبل مشكلته كما يراها هو ويبديها ويبررها ،و الإنصات إليه بحب واهتمام ، والإجابة عن استفساراته بأسلوب منطقي بسيط يناسب قدراته المحدودة.
  • يجب إن يراعى الوالدين في حالة عدم تقبل الطفل للروضة عدم التسرع لنقله إلى فصل أخر أو روضة أخرى، لان ذلك من شانه إن يزيد المشكلة تعقيدا وتأزما.
  • يجب لن لا ينزعج الوالدين في حالة طفلهما غير المتقبل للروضة ، وان لا ينفعلان أو يصرخان في وجه الطفل ويتهمانه بالفشل أو بأنه اقل من الآخرين، حتى لا يفقد الثقة في نفسه وتنتابه مشاعر الدونية والنقص والعجز والانهزامية وكراهية الذات والخجل والانطوائية والانسحاب.

مما لاشك فيه أن (الروضة) لها دور هام وخطير جدا على تربية الطفل وسلوكه وشخصيته بل وكل حياته في هذه المرحلة المبكرة من عمره .

ومن هنا : فانه يجب على القائمين عليها باختلاف أدوارهم ووظائفهم مراعاة ما يلي مع الأطفال:

  1. ضرورة توافر الكوادر المؤهلة للتعامل السليم مع الأطفال في هذه الفئة العمرية ، وإجادة فهم احتياجات الأطفال ومتطلباتهم في النواحي الجسمية والعقلية والانفعالية والاجتماعية وسبل وإشباعها وتحقيقها .
  2. التطبيق التربوي السليم (لبرنامج الأسبوع التمهيدي ) بالروضة، والذي يتم من خلاله التخفيف التدريجي لمشاعر الخوف والرهبة والغربة لدى الأطفال ، مما يبعث في نفوسهم الطمائنينة والألفة والراحة النفسية قدر الإمكان .
  3. إثارة وتدعيم حب الروضة في نفوس الأطفال من خلال توفير أدوات اللعب والترفية المختلفة.
  4. ممارسة الأطفال للألعاب الجماعية والتنافسية والفردية حتى نسرع من درجة تفاعلهم واندماجهم مع بعضهم البعض.
  5. توزيع الهدايا والجوائز الرمزية والحلويات والعصائر في الأسبوع الأول ب الروضة ، مما يجذب الأطفال إليها ويجعلهم يحبونها ويرتبطون بها بصورة سريعة .
  6. ضرورة أن تتعامل إدارة الروضة والمشرفين مع قلق وخوف أولياء الأمور بصورة ايجابية قائمة على احترام مشاعرهم والتعاطف معهم والتعاون لما فيه راحة وسعادة أطفالهم.
أضف تعليق

خلخلة الشعوب و تفكيك الدول

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2