نسور التضحية والفذاء

نسور التضحية والفذاءالقوات الجوية فى حرب أكتوبر

مصر12-10-2021 | 19:19

حقق نسور القوات الجوية العديد من البطولات المشرفة التى يفخر بها أبناء القوات المسلحة المصرية منذ 5 يونيو 67، مرورا بحرب الاستنزاف ووصولاً ل حرب أكتوبر المجيدة 73، ومن بين هؤلاء نستعرض بإيجاز سيرة ثلاثة من نسور القوات الجوية الذين سجلوا أسماءهم بأحرف من نور فى سجل البطولات العظيمة.

الشهيد البطل زكريا كمال.. فضّل الشهادة على الأسر

كان هذا أحد أبرز عناوين النصر العظيم يوم 6 أكتوبر 1973، بعد نجاح نسور القوات الجوية بكفاءة تفوق الوصف فى تنفيذ الضربة الجوية الأولى، وكان البطل زكريا كمال، رئيس أركان أحد الألوية الجوية، أثناء العمليات من أهم أبطال القوات الجوية، وعندما حانت ساعة الصفر كان على رأس تشكيل يضم العديد من أبطالنا الشهداء.


الشهيد زكريا كمال محمد عثمان الذى شارك فى حروب 67 والاستنزاف وأكتوبر، وتدرج فى المناصب العسكرية حتى أصبح رئيس أركان لواء جوى أثناء العمليات، وخلال مسيرته فى القوات المسلحة حصل على العديد من الأوسمة والأنواط، منها نوط التدريب من الطبقة الأولى ووسام الشجاعة ووسام نجمة الشرف من الطبقة الأولى.


حرص زكريا على الإجهاز على مطار المليز حتى أصيبت طائرته، وقد كانت الجبهة تشتعل فى الأرض والبحر والجو وأسراب الطائرات المصرية التى بلغ عددها 222 طائرة تواصل مهمتها التاريخية بنجاح مذهل وتدمر 3 مطارات للعدو وثلاث مناطق شئون إدارية بالإضافة إلى نقط العدو الحصينة شرق بور فؤاد.


وفى الساعة الثانية ودقيقتين وقبل التوقيت المحدد بدقيقتين هدرت فوق القناة مجموعة من أربع طائرات ميج على ارتفاع منخفض للغاية، وعبرت القناة فى لمح البصر وكان أول البلاغات عن نجاح سرب العقيد طيار الشهيد زكريا كمال فى تنفيذ مهامه، وعندها كان الشهيد البطل يستطيع العودة إلى قاعدته غير أنه أراد أن يكون المثل والقدوة لطياريه، وظل يحوم بطائرته حول مطار المليز بعد تدميره بحثا عن أهداف جديدة عندما أصيبت طائرته إصابة بالغة واتصل بقائد فرقته على الفور فطلب منه القفز بكرسيه من الطائرة دون تردد لكن البطل الفذ رفض أن يعرض نفسه للأسر واختار الشهادة.

عمر عبد العزيز.. تمنى الشهادة 3 مرات فنالها

ابن حى السيدة زينب حصل على الثانوية العامة من مدرسة الأورمان عام 1936 وكان عمره 16عاما فقط، ونظرا لعشقه الكبير للطيران منذ الصغر حرص على الالتحاق بالكلية الجوية وتخرج فيها عام 1966 برتبة ملازم، وكان نموذجا للشاب المصري المتدين الحريص على علاقته بربه وكانت أغلب قراءاته فى البخارى والقرطبى والرازى.


شارك البطل الطيار عمر عبد العزيز فى حرب 1967 وحرب الاستنزاف، وكان حريصًا على التدريب بحماس شديد بقدر حرصه على المواظبة على الصلاة، عندما نشبت حرب أكتوبر كان صائما وقبل استشهاده أخبر زملاءه بأنه يتمنى الشهادة أكثر من ثلاث مرات، ولذا كان اسم المقدم طيار عمر


عبد العزيز أحد خمسة أسماء من الطيارين الشهداء الذين تم تكريمهم فى الجلسة التاريخية التى عقدها مجلس الشعب يوم 19 فبراير 1974، حيث حظى اسم الشهيد البطل عمر عبد العزيز بوسام نجمة الشرف العسكرية إلى جانب وسام الشجاعة الليبي الذى منحه العقيد القذافى فى ذات الجلسة لجميع الشهداء الذين تم تكريمهم.

إسماعيل إمام.. طيار فذ أدخل الرعب فى قلوب الأعداء

ولد فى فاقوس بمحافظة الشرقية فى سبتمبر 1946، وتخرج فى الكلية الحربية فى يونيو 1967، بدأ مسيرته الحافلة بالبطولات خلال حرب الاستنزاف عندما نجح فى إسقاط طائرة ميراج إسرائيلية فوق المنزلة فى الاشتباك الجوى الذى جرى فى فبراير 1970.


البطل الطيار إسماعيل إمام يعد علامة بارزة فى تاريخ القوات الجوية المصرية، وكان طيارا فذا أدخل الرعب فى قلوب الأعداء بعد أن تمكن بمفرده خلال عشرة أيام من إسقاط 6 طائرات إسرائيلية من طراز سكاى هوك وميراج وفانتوم، قبل أن تصاب طائرته بعطل مفاجئ أثناء تصديه ضمن تشكيل من طائرات الميج المصرية لطائرات العدو فى شرق القناة.


اتصل الشهيد إسماعيل إمام بقائد التشكيل فور إصابة طائرته بعطل مفاجئ يسأله عن التعليمات وكانت الإجابة «حاول العودة على الفور لقاعدتك»، وقد حاول البطل تنفيذ الأمر بالفعل بعد أن فقد القدرة على المناورة والقتال وأثناء محاولته للعودة لمح معدة إسرائيلية لتوجيه الصواريخ، وشعر أن الطائرة تهوى به لا محالة إلى الأرض وليس أمامه سوى أحد خيارين، إما القفز بالمظلة لينجو بنفسه أو الهبوط فى قاعدة قريبة منه للعدو، لأن حالة الطائرة لن تمكنه من الوصول إلى قاعدته.


لكن الطيار الفذ كان يفكر بشكل آخر فلم يكن حريصا على حياته بقدر حرصه على إثبات بسالة المقاتل المصري، فهداه تفكيره إلى القيام بالسقوط بطائرته فوق معدة الصواريخ الإسرائيلية وتدميرها، فطلب من قائده السماح له بتنفيذ مهمته ونفذها ليثير الرعب بين الإسرائيليين على الأرض كما أثاره بينهم فى الجو.


شارك البطل فى حرب أكتوبر لمدة خمسة أيام فقط طار فيها فى اليوم الأول والثانى للحرب ثم فى اليوم 14و15و16 من أكتوبر أسقط خلالها ست طائرات كان آخرها قبل استشهاده مباشرة يوم 17 أكتوبر، عندما شارك فى كمين للطائرات الإسرائيلية فوق منطقة بورسعيد أثناء محاولاتها الهروب شرقا وتمكن من إسقاط إحداها من طراز ميراج.

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2