قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إن الغارات الجوية التي شنتها القوات الإثيوبية على عاصمة إقليم تيجراي ميكيلي، الاثنين، قد تؤدي إلى تعطيل عمليات الإغاثة بشدة، وتؤثر على المدنيين، مشدداً على ضرورة تأمين المرور السريع للعمليات الإغاثية لتجنب وقوع مجاعة.
وأوضح دوجاريك في بيان، أن الهجمات الجوية التي وقعت الاثنين، "أصابت على ما يبدو مناطق سكنية في ميكيلي"، معرباً عن قلقه "بشأن التأثير المحتمل على المدنيين الذين يقيمون أو يعملون في المناطق المتضررة".
وأفاد المتحدث الأممي بأن هناك قلقاً عميقاً "إزاء تصاعد الصراع في شمال إثيوبيا"، مشدداً على ضرورة تجنب "جميع الأطراف استهداف المدنيين أو البنية التحتية المدنية".
وجدد دوجاريك دعوة الأمين العام لوقف جميع الأعمال العدائية، حاثاً الأطراف على "إعطاء الأولوية لرفاه الناس وتقديم الدعم اللازم لتدفق المساعدات الإنسانية الحيوية، بما في ذلك تسهيل حركة توصيل الوقود والأدوية"
المتحدث الأممي لفت إلى أن نقص الإمدادات الأساسية "وخاصة الوقود، سيؤدي إلى تعطيل عمليات الإغاثة بشدة في تيجراي، حيث يواجه ما لا يقل عن 400 ألف شخص ظروفاً تشبه المجاعة".
وقال: "نذكر مرة أخرى جميع أطراف النزاع بالتزاماتهم بموجب القانون الإنساني الدولي لحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. ويشمل ذلك مئات العاملين في المجال الإنساني على الأرض الذين يعملون بلا كلل لتقديم المساعدة لملايين المدنيين المحاصرين في القتال".
وأشار دوجاريك إلى أن القتال "يجبرنا على تقليل عمليات الإنقاذ عندما يكون الناس في أمس الحاجة إليها، بما في ذلك توزيع الغذاء والمياه والخدمات الصحية".
وفي أمهرة وعفر المجاورتين لإقليم تيجراي، قال دوجاريك إن قدرات المنظمة الأممية "أعيقت للوصول إلى الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إلى المساعدة، بما في ذلك النازحين بسبب تصاعد القتال".
ودعا المتحدث الأممي "جميع الأطراف إلى السماح وتسهيل المرور السريع من دون عوائق للإمدادات ولموظفي الإغاثة إلى جميع مناطق القتال"، لافتاً إلى أن هذه الإمدادات تشمل "الوقود والنقود والأدوية، والتي دونها لا يستطيع العاملون في المجال الإنساني القيام بعملهم".
وكانت القوات الإثيوبية كثفت غاراتها الجوية على عاصمة تيجراي، مستهدفة سوقاً في أحد المناطق الحيوية، بعد أسابيع من الهدوء، ما أدى إلى وقوع عدد من الضحايا.
وتأتي هذه الغارات بعد أيام من هجوم عسكري بري جديد على قوات تيجراي، التي تنخرط في مواجهات عسكرية ضد الحكومة الإثيوبية والقوات المتحالفة معها، منذ نحو عام.
وجاء هذا التصعيد الجديد رغم الضغوط التي تمارسها الأمم المتحدة، والولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، ودول إفريقية أخرى لوقف إطلاق النار وإجراء محادثات، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية.