تقرير استخباراتى أمريكى يحذر من احتدام التوتر فى العالم

تقرير استخباراتى أمريكى يحذر من احتدام التوتر فى العالمبايدن

عرب وعالم22-10-2021 | 14:47

نبّه تقرير استخباراتى أمريكى إلى أن تغير المناخ سيؤدى إلى احتدام التوتر حول العالم.

ويعد هذا التقرير هو الأول من نوعه للاستخبارات الأمريكية فى تقدير أثر التغير المناخى على الأمن الوطنى حتى عام 2040.

ورجّح التقرير أن ينشأ جدل فيما بين الدول على كيفية التعاطى مع التغير المناخى، والذى ستظهر آثاره فى الدول الأكثر فقرًا بصورة أقوى من غيرها، نظرًا لتراجع قدرات تلك الدول على التكيف.

وحذر التقرير من مخاطر لجوء دول بعينها وبصورة منفردة إلى استخدام تقنيات متقدمة فى مجال الهندسة الجيولوجية.

ويقع التقرير فى 27 صفحة ويحوى نظرة 18 وكالة استخباراتية أمريكية مجتمعة ويرسم صورة لعالم فشل فى التعاون وانتهى إلى تنازع خطير وحالة من الاضطراب.

واستبق التقرير فى صدوره حضور الرئيس جو بايدن قمة التغير المناخى السادسة والعشرين المقررة فى اسكتلندا، والتى تطمح إلى الوصول إلى اتفاق دولى.

وتنعقد قمة COP 26 فى جلاسكو فى الفترة الواقعة بين 31 أكتوبر و12 نوفمبر.

وحذر التقرير من مغبة سعى دول بعينها إلى الدفاع عن مصالحها الاقتصادية وتطوير تقنيات جديدة لتسخيرها فى هذا الصدد.

وحذر كذلك من إعراض بعض الدول عن التعاون فى وجه التغير المناخى، فى ظل اعتماد أكثر من 20 دولة على الوقود الأحفورى الذى يمثل مصدرا لأكثر من 50 فى المئة من عوائد صادراتها.

ويقول التقرير إن "التراجع فى عوائد الوقود الأحفورى من شأنه تأجيج التوتر فى الشرق الأوسط المرشح للتأثر بشكل كبير بالتغير المناخى".

كما يحذر التقرير من أن أثار التغير المناخى ستكون ملموسة حول العالم.

الدول الأكثر فقرا

وحدد مجتمع الاستخبارات الأمريكى، فى تقريره، إحدى عشرة دولة ومنطقتين إقليميتين حيث تأمين الطاقة، والغذاء، والصحة معرّض للخطر جراء التغير المناخى.

ويعزى التقرير تأثُّر هذه الدول أكثر من غيرها إلى أنها أكثر فقرًا وأقلّ قدرة على التكيف، مما يتركها فريسة لعدم الاستقرار والنزاع الداخلى. ومن شأن الموجات الحارة، والجفاف أن تؤثر على توفير خدمات كالكهرباء.

وتقع خمس من الدول الإحدى عشرة فى جنوب وشرق آسيا - أفغانستان، وبورما، والهند، وباكستان، وكوريا الشمالية. وثمة أربع دول فى أمريكا الوسطى والكاريبى - جواتيمالا، هايتى، والهندوراس، ونيكاراجوا.

ويتبقى بذلك العراق وكولومبيا. كما تعتبر أفريقيا الوسطى ودويلات فى المحيط الهادى عرضة للخطر.

ويرجح التقرير أن يدفع التغير المناخى بشرًا كثيرين إلى النزوح، محذرًا من موجات لجوء قد تضع ضغوطا على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة وتتسبب فى مأساة إنسانية.

نُذر

من المرجح أن يكون القطب الشمالى إحدى المناطق المتضررة جراء التغير المناخى؛ ذلك أن ذوبان الجليد سيجعل تلك المنطقة مطروقة أكثر من ذى قبل.

وسيمهد ذلك بدوره الطريق أمام سفن شحن جديدة للدخول، واستكشاف الثروات السمكية، لكنه سيفتح المجال كذلك أمام سوء الحسابات مع دخول سفن حربية.

وسيكون الوصول إلى المياه مصدرًا للمشكلات؛ وتكفى الإشارة إلى أن 60 فى المئة من موارد المياه السطحية فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هى عابرة للحدود.

وتتنازع باكستان والهند على المياه منذ زمن طويل. وقد تنشأ مشكلات تتعلق بحوض نهر ميكونج بين الصين وكمبوديا وفيتنام .

تقنيات متطورة

وثمة باعث آخر على القلق يتمثل فى إقدام دول بعينها على تسخير تقنيات الهندسة الجيولوجية فى مواجهة التغير المناخى.

ومن ذلك على سبيل المثال إرسال جزيئات عاكسة إلى طبقات الجو العليا فى محاكاة لعملية تبريد الأجواء الناجمة عن ثوران البراكين، أو استخدام جزيئات الأيروسول العالقة فى الهواء لتبريد بقاع معينة.

لكن استخدام دولة ما لتلك التقنيات كفيل بإزاحة المشكلة عن أجوائها إلى أجواء منطقة أخرى وبالتالى استعداء دول تلك المنطقة التى ستتأثر سلبًا.

وينظر باحثون فى دول عديدة بينها أستراليا، والصين، والهند، وروسيا، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة، فضلا عن الاتحاد الأوروبى فى أمر تلك التقنيات، ولكن فى ظل عدم وجود غير القليل من القواعد والقوانين المنظمة.

حافز على التعاون

ويستدرك التقرير بالقول إن هناك طرقًا قد تحول دون الوصول إلى هذا المصير القاتم. ومن تلك الطرق، تسخير تقنيات متطورة بينها الاستخدام المقبول للهندسة الجيولوجية. ومنها أيضا وقوع كارثة مناخية تدفع العالم دفعًا إلى التعاون!

ويعدّ التقرير دليلا على أن المناخ أصبح يمثل جزءا محوريا من التفكير الأمنى، وعلى أن مشكلة المناخ ستؤجج مشكلات قائمة، وتخلق مشكلات جديدة.

ويفتح هذا التقرير الاستخباراتى الأمريكى العيون على مشكلات كبرى تكتنف طريق المستقبل. لكن يبقى سؤال هو: ماذا سيفعل صانعو السياسات بعد هذا التحذير؟

أضف تعليق

خلخلة الشعوب و تفكيك الدول

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2