لقى رجل يبلغ من العمر 55 عاما مصرعه دهسا، تحت أرجل الثيران، خلال مهرجان لمطاردة الثيران فى مدينة أوندا الإسبانية.
وتعرض الرجل للدهس والنطح عدة مرات من ثور هائج، خلال مهرجان فيرا دى أوندا، فجرح فى رأسه، كما قطعت بعض شرايين فخذه.
ونقل الرجل فور إصابته إلى مستشفى قرب مدينة فيلاريال، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة.
وقالت سلطات المدينة إنها ألغت بعض فعاليات مطاردة الثيران، ضمن المهرجان، لكن بعض الفعاليات الأخرى لازالت قائمة.
وتعد هذه أول حالة يقتل فيها إنسان فى مهرجانات مطاردة الثيران فى إسبانيا، بعد تفشى وباء فيروس كورونا.
وسمحت إسبانيا بتنظيم هذه المهرجانات الحاشدة مرة أخرى بعد رفع القيود التى فرضتها سابقا، للحد من تفشى الوباء.
ورغم ذلك ألغيت العديد من المهرجانات المشابهة فى إسبانيا الصيف الماضى، بسبب الجدل الكبير الذى تشهده البلاد حول طبيعتها، والمطالبات بعدم السماح بها نهائيا.
ولطالما اعتبرت مهرجانات مطاردة الثيران، معلما تعتبره إسبانيا ثقافيا، كما تجرى أحداث مشابهة فى كل من فرنسا والبرتغال.
وخلال هذا النوع من المهرجانات يُغلق جزء معين من المدينة وتُطلق الثيران فيه بحرية ليبدأ المشاركون فى استفزازها لتطاردهم.
وفى بعض الأحيان يُجمع الثيران بعد عدة ساعات، وتُجلب إلى حلبة مصارعة الثيران، وهى ممارسات منتشرة فى إسبانيا، تثير الجدل عالميا بسبب القسوة ضد الحيوانات.
وكانت مقاطعة كتالونيا، قد منعت هذه الممارسات عام 2010، لتحذو حذو جزر الكنارى، التى منعتها في وقت سابق.
ويصف المعارضون مصارعة الثيران بأنها "عمل وحشى"، غير أنها تحظى بشعبية لدى كثيرين في البلاد، كما لا تزال الكوريدا وهو اسمها الإسبانى، تمارس فى أغلب أقاليم إسبانيا.
وهذا النوع من الممارسات يدر أرباحا اقتصادية كبيرة.
ووفقا لصحيفة "إل باييس" الإسبانية، دافع قانون إسبانى أقر عام 2013 عن مصارعة الثيران بوصفها جزءا من التراث الثقافى للبلاد، وجاء فيه أنه من واجب الدولة "الحفاظ عليها وتشجيعها".
وحسب خوان مدينا، المحاضر فى الشئون الاقتصادية بجامعة إكستريمادورا، فإن مصارعة الثيران أدرت 313 مليون دولار عام 2013، منها نحو 70 مليون دولار كدخل من ضرائب المبيعات فقط.
وحسب صحيفة "إل بايس" فإن 134 شخصا، من بينهم 33 مصارعا للثيران فى القرن الماضى، قتلتهم الثيران فى أسبانيا.
ويعتقد ان مصارعة الثيران تعود إلى 4 آلاف سنة، وأنها نالت شعبية فى عهد الرومان.