عن حفلة «ويجز».. ألم يحن الوقت لاستغلال تلك الجماهيرية المرعبة؟!

عن حفلة «ويجز».. ألم يحن الوقت لاستغلال تلك الجماهيرية المرعبة؟!نور الهدى فؤاد

الرأى1-11-2021 | 15:07

بانبهار وإعجاب، تداول رواد مواقع التواصل الإجتماعي صورة مرتفعة من حفل فنان الراب "ويجز"، قبل ساعات من انطلاق الدورة الـ٣٠ من مهرجان الموسيقى العربية، المهرجان القومي الوحيد المخصص للموسيقى والغناء في مصر بخلاف مهرجان القلعة الذي لا يخرج عن عباءة الموسيقى العربية قيد أنملة.


تظهر الصورة عددًا يقدر بالآلاف من الجمهور المتزاحم بلا أي اعتبار لقرارات التباعد الاجتماعي التي ما زالت تطبق على كل أشكال التجمعات، حفلات غنائية سينمائية كانت أو عروض مسرحية أو حتى المساجد الكبرى التي لا تزال مغلقة بالكامل.


على عكس الكثير من أصدقائي، لم تثر تلك الصورة إعجابي البتة، بل أثارت غيرتي وذكرتني بمشاعري تجاه أخبار المهرجانات الموسيقية الضخمة في الدول المجاورة شرقًا وغربًا، التي يعتمد بعضها على نجومنا وموسيقينا كعنصر أساسي للنجاح، بينما يعتمد البعض الآخر على تعدده الثقافي والفني.


على الرغم من تطور حفلاتنا الموسيقية للحد الذي يتجلى بوضوح في تلك الصورة "كمثال"، وما يبوح به عن شغف وشوق عارم للجمهور المصري وخصوصًا الشباب، إلا أننا لا نزال لا نملك مهرجان موسيقي ضخم واحد، وأقصد هنا مهرجان ذو طابع عالمي، بما يتناسب مع تاريخنا الفني الذي لا يمكن منافسته إلا بالأفق المتسع والإمكانيات فائقة الاحترافية.


ما أعنيه هنا يتخطى كثيرا طموح رجل الأعمال سميح ساويرس الذي أعلن عنه من قبل، والمرتبط بمدينة الجونة التي نستطيع تخيل إقامة مهرجان موسيقي ضخم على أرضها وشأنها في ذلك شأن مهرجانها السينمائي، لا هي تستهدف الجمهور العادي ولا تعبر عن مصر.


بل مهرجان موسيقي عالمي متنوع، يقدم الكلاسيك والشعبي والچاز والراب وحتى المهرجانات، يستقدم فرق ونجوم من حول العالم ليشاركوا نجومنا المصريين عروضهم، في مكان يعبر عن الوطن مصر كسفح الأهرامات، ولا مانع من أن يتبنى أحد رجال أعمالنا الفكرة التي ستقدم له الكثير من الربح والشعبية، وإن كنت أفضل أن يكون مهرجان قومي لا يخضع لأهواء شخصية، ما يمكن إعتباره تطور طبيعي لخوض الدولة أجواء الترفيه الجماهيري في مركز المنارة، كما يمكن أن تصبح الفكرة أول مشروعات الشركة القابضة للإستثمار في الصناعات الثقافية والسينمائية التي أعلن تشكل مجلس إدارتها منذ أسابيع مصحوبًا بالكثير من الآمال، دون توضيح آلية عملها أو جدول أعمالها أو بدايته على الأقل.


تلك الأفكار لابد أن يتبعها تذكري لتفاصيل المؤتمر الصحفي الخاص ب مهرجان الموسيقى العربية ٢٠٢١ الذي أجري قبل أيام، لقبته يومها بأنه أفضل مؤتمر صحفي للمهرجان منذ سنوات، ببساطة لأنه شهد مناقشات هي الأولى من نوعها، حين فتح باب الأسئلة للحضور، فتحول الأمر لمؤتمر "هموم الموسيقى المصرية"، إذ كانت أبرز الأفكار المثارة؛ لماذا لا تصل الجهود الموسيقية الرسمية للجمهور في الشارع لترفع الذوق العام؟ هل بسبب احتكار بعض القنوات التليفزيونية للحفلات وغيابها عن أجواء السوشيال ميديا؟ هل بسبب غياب الإذاعات المصري والأغانى تحديدًا، التي لم تعد تبث تلك الحفلات، وهي أهم وسيط بين عالم الأغنية والجمهور في الوطن العربي لعقود طويلة؟


تلك المناقشة التي فتحت قلب الملحن المصري محمد رحيم ليعاتب الصحافة و وسائل الإعلام التي تتجاهل الفن الراقي ومنجزات الموسيقة المصرية الحقيقية، لاهثين خلف المهرجانات والتريندات، كذلك الشاعر هاني عبد الكريم الذي أرجع سطوة أغاني المهرجانات لسهولة تداولها على مواقع التواصل التي تحقق لهم ربح سريع وانتشار واسع، في حين يعاني الفن الأصيل من تحكمات الملكية الفكرية التي تقيده وتحد من انتشاره، كما دعى لإتاحة حفلات الموسيقى العربية للجمهور بالشوارع في مدن مختلفة بالمحافظات على شاشات كبيرة، أو انتشار نشاط المهرجان بالمحافظات وصولًا للقرى.


تلك المناقشات المحبة لعالم الأغنية والموسيقى المصري تنبئ بأمل كبير في تغيير ما نعيشه من تراجع أحد أهم روافد القوى الناعمة التي كانت يومًا جزء أساسي في الحراك السياسي والدبلوماسي بأسم مصر أمام العالم.


والتي تعبر بما لا يدع مجال للشك عن حاجة ملحة لتغيير جذري في التوجه الفني الرسمي في مصر، هدفه الأول الإتاحة والوصول لجمهور البسطاء ومواطن الشارع الذي يتحكم بذوفه في سوق الموسيقى، أما الهدف الثاني؛ فارتقاء أسم مصر الفني واستعادة مكانتها وريادتها المستحقة.

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء (2)

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2