يحتفل العالم أجمع بـ"عيد الحب" أو "الفالنتاين" في 14 فبراير من كل عام، وينتظر المحبون هذه المناسبة للتعبير عن حبهم لبعضهم البعض بصفة خاصة ولإحياء مشاعر قد تكون مغمورة في ظل الروتين اليومي.فتنتعش تجارة الورود والشوكولاتة وبطاقات المعايدة وغيرها من الهدايا حيث ينتظر بائعو الزهور والهدايا في جميع بلدان العالم هذه المناسبة لتحقيق مبيعات أكثر من أيام العام العادية.
وعلى الرغم من أن الحب لا يحتاج للتقيد بتاريخ ما للاحتفال فإن العالم تعارف على 14 فبرايرالذي يرجع أصله لروايات تاريخية مختلفة، لعل أشهرها دينية على غرار رواية القديس الإيطالي سان فالنتين الذي أعدم في هذا التاريخ وذلك بسبب عقده زواجات مسيحية سرا.
أما مصر فهي تحتفل بهذا العيد مرتين، الأولى في الرابع من نوفمبر، والثانية في التاريخ المتفق عليه عالميا.
في هذا السياق، قالت الدكتورة سهير لطفي لفرانس24( الرئيسة السابقة للمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بالقاهرة ) أن الشعب المصري "بتكوينه الثقافي والتراثي، هو شعب عاطفي دائم البحث عن سبل للاحتفال بالحب بجميع مظاهره، فليس من الغريب أبدا أن يحتفل سنويا ب عيد الحب مرتين".
ولتأكيد هذا ذكرت "سهير لطفي" عيد المرأة في بلادها كمثال فقالت "إن مصر تحتفل بعيد المرأة في تاريخين مختلفين: يوم المرأة العالمي في الثامن من مارس ويوم المرأة المصرية في السادس عشر من الشهر نفسه".
كما تقول سهير لطفي "لا أذكر تحديدا الأسباب وراء اختيار هذا التاريخ، ولكني أعتقد أن مصطفى أمين، هو وراءها، بحكم بصماته المتروكة دائما في أعياد المصريين، ومنها عيد الأم، ومن هنا أبلغ تحياتي للكاتب" الراحل.
وترجع مسألة تخصيص المصريين ليوم 4 نوفمبر للاحتفال ب عيد الحب إلى فقرة بعنوان "فكرة" نشرها "مصطفى أمين" في عام 1974 في جريدة "أخبار اليوم" التي أنشأها هو وأخوه علي أمين.
و"فكرة" أمين هي أن يكون يوم الرابع من نوفمبرمن كل عام هو يوم للاحتفال ب عيد الحب في مصر ولكن الحب بمعناه الواسع الشامل بدءا من حب الله والأسرة والجيران والأصدقاء والناس جميعا، فكتب: "نريد أن نحتفل لأول مرة يوم السبت 4 نوفمبر بعيد الحب، حب الله وحب الوطن وحب الأسرة وحب الجيران وحب الأصدقاء وحب الناس جميعا هذا الحب سوف يعيد إلينا كل فضائلنا ويبعث كل قيمنا، يوم كانت النخوة طابعنا والمروءة ميزتنا والشهامة صفتنا".
وتؤكد ابنته صفية مصطفى أمين في حوار نشرته صحيفة " أخبار اليوم" العام 2017 أن هذه "الفكرة" مستلهمة من قصة نشر والدها تفاصيلها في مقال بنفس العدد من "أخبار اليوم" العام 1974 حيث روى الكاتب أنه شاهد، في هذا التاريخ أي الرابع من نوفمبر" جنازة" في حي السيدة زينب بوسط القاهرة، فتعجب من وجود ثلاثة رجال فقط يسيرون في الجنازة، إذ من المعروف عن المصريين أنهم يشاركون عادة في الجنازات بأعداد وفيرة حتى ولو كان الميت لا يعرفه أحد.
فاختار أمين "فكرة" هذا التاريخ واقترح أن يكون عيدا للحب بهدف نشر السلام والمودة بين أفراد المجتمع، وليكون أيضا نافذة أمل للجميع للتخلص من همومهم، وبمرور الوقت انتقلت تلك الدعوة من مجرد "فكرة" للكاتب مصطفى أمين إلى انتفاضة للحب بين المصريين، وبات يوم 4 نوفمبر من كل عام عيدا للحب في مصر.