حارقة قاتلة.. فاكهة الموت

حارقة قاتلة.. فاكهة الموتالشجرة السامة

منوعات11-11-2021 | 05:54

في عام 1999، ذهبت اختصاصية الأشعة نيكولا ستريكلاند لقضاء عطلة في جزيرة توباجو الكاريبية، وهي جنة استوائية مليئة بالشواطئ المثالية المهجورة، ففي صباحها الأول هناك، انطلقت للبحث عن صدف وشعاب مرجانية في الرمال البيضاء.

ووجدت ستريكلاند وصديقتها بعض الفاكهة الخضراء ذات الرائحة الحلوة، التي تشبه إلى حد كبير السلطعون الصغير، متناثرة بين جوز الهند والمانجو على الشاطئ، وقررتا بحماقة تتناول قضمة منها ولكن سرعان ما تحولت العطلة إلى الأسوأ.

كل ذلك بسبب شجرة جميلة تثمر فاكهة خضراء ذات رائحة حلوة طيبة، ولكن إن قررت تتناول قضمة منها، ففي غضون لحظات تطغى رائحة الفلفل مع الشعور بالحرقان على النكهة الحلوة اللطيفة مع ضيق شديد في الحلق، دون القدرة على ابتلاعها أو قذفها مرة أخرى.

تنتمي هذه الفاكهة إلى شجرة المانشينيل، والتي يشار إليها أحيانا باسم "تفاحة الشاطئ" أو "الجوافة السامة"، التي يكمن موطنها الأصلي في الأجزاء الاستوائية من جنوب أمريكا الشمالية، وكذلك أمريكا الوسطى ومنطقة البحر الكاريبي وأجزاء من شمال أمريكا الجنوبية.

ووفقا لموسوعة جينيس للأرقام القياسية، فإن شجرة المانشينيل هي في الواقع أخطر شجرة في العالم.

وكما أوضح معهد فلوريدا للأغذية والعلوم الزراعية، فإن جميع أجزاء شديدة السمية، والتفاعل مع أي جزء من هذه الشجرة وابتلاعها قد يكون مميتا.

ونظرا لاحتوائها على مادة phorbol القابل للذوبان في الماء بدرجة عالية، فأنت لا تريد حتى أن تقف تحت مانشينيل عندما تمطر، لا يزال بإمكان قطرات المطر التي تحمل هذه المادة المخففة أن تحرق بشرتك بشدة.

وبسبب هذه الخصائص المرعبة، في بعض أجزاء النطاق الطبيعي للشجرة، يُرسم صليب أحمر أو حلقة حمراء من الطلاء أو حتى إقرانها بعلامات تحذير صريحة.

وقد تعتقد أن البشر يمكنهم فقط إزالة الأشجار، ولكنها في الواقع تلعب دورا مهما في الأنظمة البيئية المحلية، كشجيرة كبيرة، تنمو manchineel في غابة كثيفة توفر مصدات رياح ممتازة، مع حماية ضد تآكل السواحل على شواطئ أمريكا الوسطى.

وانتشرت تقارير عن حالات شديدة من التهاب العين وحتى العمى المؤقت الناجم عن دخان حرق خشب المانشينيل، ناهيك عن آثار استنشاق المادة.

ومع ذلك، فإن النجارين الكاريبيين يستخدمون خشب المانشينيل في الأثاث لعدة قرون، بعد قطعه بعناية وتجفيفه في الشمس لتحييد المادة السامة.

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء (2)

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2