الفرق بين الغيبة والنميمة.. وكيفية التوبة منهما؟

الفرق بين الغيبة والنميمة.. وكيفية التوبة منهما؟الغيبة والنميمة

الدين والحياة15-11-2021 | 13:15

يعرف العلماء الغيبة بأنها ذكر الإنسان لأخيه الإنسان بالسوء بظهر الغيب، فإذا ذكرت إنسانا بكلام لو وصله لساءه لكنت بذلك قد اغتبته، ولا شك بإنه لا عذر لأحد في أن يغتاب أخاه المسلم إلا في حالات معينة حددتها الشريعة الإسلامية.

والواجب على المسلم أن يحفظ لسانه من الاستطالة في الناس ذمًّا وقدحًا، فلا يستعمل عبارات العموم والإطلاق، وإنما يخص من يستحق الوصف المذكور دون غيره، إذا كان غرضه التحذير والتنبيه، وليس الغيبة والتشهير.

الغيبة و النميمة كبيرتان من كبائر الذنوب، فالواجب الحذر من ذلك، يقول الله سبحانه: «وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا» (سورة الحجرات:12).

عقوبة الغيبة و النميمة في الآخرة
يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «لَمَّا عَرَجَ بِي رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ، مَرَرْتُ بِقَوْمٍ لَهُمْ أَظَافِرُ مِنْ نُحَاسٍ يَخْمِشُونَ وُجُوهَهُمْ وَصُدُورَهُمْ فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلاءِ يَا جِبْرِيلُ؟ فَقَالَ: هَؤُلاءِ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ لُحُومَ النَّاسِ وَيَقَعُونَ فِي أَعْرَاضِهِمْ».


أسباب الغيبة وبواعثها:
قال الغزالي - رحمه الله -: للغيبة أسباب وبواعث، وفيما يلي خُلاصتها:
- شفاء المغتاب غَيظَهُ بذكر مساوئ مَن يغتابه.
- مجاملة الأقران والرِّفاق، ومُشاركتهم فيما يَخوضون فيه من الغيبة.
- ظن المغتاب في غيره ظنًّا سيئًا مدعاة إلى الغيبة.
- أن يبرئ المغتاب نفسَه من شيء، وينسبه إلى غيره، أو يذكر غيره بأنَّه مُشارك له.
- رفع النَّفس وتزكيتها بتنقيص الغَيْر.
- حسد من يثني عليه النَّاس ويذكرونه بخير.
- الاستهزاء والسخرية وتحقير الآخرين.

دعاء كفارة الغيبة والنميمة
نصح الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابة والأمة الإسلامية أن من تحدث في مجلس ونم واغتاب أحدًا وكثر لغطه فيه، فيقل دعاء كفارة المجلس.
وروى أبوهريرة رضي الله عنه دعاء كفارة الغيبة والنميمة، قال: قال رسول الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: «مَنْ جَلَسَ في مَجْلس فَكثُرَ فيهِ لَغطُهُ فقال قَبْلَ أنْ يَقُومَ منْ مجلْسه ذلك: سبْحانَك اللَّهُمّ وبحَمْدكَ أشْهدُ أنْ لا إله إلا أنْت أسْتغْفِركَ وَأتَوبُ إليْك: إلا غُفِرَ لَهُ ماَ كان َ في مجلسه ذلكَ» رواه الترمذي.

وقال المباركفوري في تحفة الأحوذي في شرحه دعاء كفارة الغيبة والنميمة: وقول صلى الله عليه وسلم في الحديث "فكثر" بضم الثاء، لغطه بفتحتين أي تكلم بما فيه إثم لقوله غفر له، وقال الطيبي: اللغط بالتحريك الصوت والمراد به الهزء من القول وما لا طائل تحته فكأنه مجرد الصوت العري عن المعنى فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك: «سبحانك اللهم وبحمدك» ولعله مقتبس من قوله تعالى: «وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ» (الطور: 48 ).

ويشير الحديث إلى أن الإنسان إذا جلس مجلسا فكثر فيه لغطه فإنه يكفره أن يقول: سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك قبل أن يقوم من مجلسه فإذا قال ذلك فإن هذا يمحو ما كان منه من لغط وعليه فيستحب أن يختم المجلس الذي كثر فيه اللغط بهذا الدعاء: سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.

ومما ينبغي في المجالس أيضًا أن تكون واسعة فإن سعة المجالس من خير المجالس كما قال صلى الله عليه وسلم: خير المجالس أوسعها لأنها إذا كانت واسعة حملت أناسا كثيرين وصار فيها انشراح وسعة صدر وهذا على حسب الحال قد يكون بعض الناس حجر بيته ضيقة لكن إذا أمكنت السعة فهو أحسن لأنه يحمل أناسا كثيرين ولأنه أشرح للصدر. «شرح الترميزي».

أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2