إيهاب الملاح يكتب: إلى الذين يسيئون للخطيب!

إيهاب الملاح يكتب: إلى الذين يسيئون للخطيب!إيهاب الملاح يكتب: إلى الذين يسيئون للخطيب!

*سلايد رئيسى29-11-2017 | 21:25

نعم أحب محمود الخطيب.. وأتمنى أن يفوز لأسباب عديدة.. من أهمها ما أراه وأتابعه بعيني في هذه الحرب اللا أخلاقية القذرة التي يتعرض لها عيانا بيانا جهارا نهارا بلا حيا ولا خشا! كل شيء مباح والضرب تحت الحزام شغال الله ينور.. في حلقة الأمس من برنامج الإعلامي عمرو أديب الذي استضاف الخطيب ورغم الفخ الماكر الذي تم نصبه للخطيب ورغم محاولات استفزازه المتكررة.. فإن بيبو كما أعرفه ويعرفه كل عشاقه ومقدريه: كان في منتهى الأدب الرفيع.. ذوق.. رقي.. منطق.. بيان وكشف حساب سلس وواقعي عن خبراته الثقيلة الطويلة في إدارة النادي وخدمته.. إخلاص وعشق أسطوري للأهلي..

الخطيب منافس شريف ومثالي وأخلاقي ضد منافسين لا يعرفون هذه المناقب ولا تمسهم من قريب أو بعيد..

بعيدا عن هذه المعركة؛ فإنني لا أزال أحمل ذكريات أحبها عن الخطيب وكرة القدم وأبناء الثمانينيات الذين تفتحت عيونهم على تألق ونجومية الخطيب التي لا تنسى:

تتعالى صيحات مشجعي الدرجة الثالثة (جمهور الكرة الأصيل الرائع) يرجون الملعب رجا، لحن جماعي يعزفه الجماهير في الاستاد والمنازل والشوارع وفي كل مكان، تتعلق القلوب والأعين بذلك الذي يحمل القميص رقم 10 يستعد للنزول إلى أرض الملعب، أجيال بكاملها أحبت هذا الرقم وعشقته وتحول إلى أيقونة للسعادة والمهارة والحب أيضًا. مَن منا لم يحب الخطيب؟! مَن منا لم يردد كلمة "الله" مع كل لمسة سحرية ومهارة مدهشة تفنن فيها وأداها بإتقان محسوب لا يتكرر. مَن مِن أبناء جيلي لم يتسمر أمام شاشة التليفزيون بالساعات ذات يوم من عام 1987 ليتابع ماتش اعتزال "بيبو"، ويبكي بكاء حارا على الموهوب الذي يودع الملاعب. كان موهوبا وكان محبوبا وكان محمود الخطيب.

طوال السنوات الأولى من الثمانينيات، التي تفتحت فيها أعيننا على الفريق الذهبي للنادي الأهلي بنجومه الكبار، كنا نتابع "اللعيبة" ونحبهم ونشجعهم بحماسة صادقة ووافرة.. شطة، مصطفى عبده، مختار مختار، طاهر أبو زيد، مصطفى يونس، إكرامي، ثابت البطل، صفوت عبد الحليم، حمدي أبو راضي، ودرة التاج محمود الخطيب. ذلك الجيل العظيم، الذي بسببه أحببنا الكرة ولعبناها واستمتعنا بكل مباراة حلوة أدوها وطرنا من الفرح مع كل بطولة يتم إحرازها، كنت صبيحة يوم أي فوز للأهلي أو المنتخب أستيقظ مبكرا جدا وأقطع مسافة طويلة سيرا على الأقدام لأقف مع الواقفين لدى بائع الجرائد انتظارا لطبعات الأهرام والأخبار والجمهورية، وقبل أن أصل إلى البيت أتوقف بجانب أي رصيف قريب وألتهم السطور وأقرأ تغطيات الماتش وتحليلات المباراة وأشاهد الصور.

وبعد أن يقرأها والدي، أقوم بقصقصة الصور الملونة أو البوسترات أحيانا كي ألصقها على باب الغرفة أو جدران الحجرة، يا على الأيام! كانت حلوة ولحظاتها السعيدة طعمها في حلقي لا ينسى.

لم أفوت مباراة للخطيب، هدفا أحرزه، بطولة حققها مع زملائه، في الدوري والكأس، دوري أبطال أفريقيا، وأبطال الكؤوس، كانت ثقافتي كروية بامتياز لا ينازعها في ذلك الوقت إلا روايات مصرية للجيب وميكي وسمير! كنت أحب الخطيب، أحبه وهو يلعب، أحبه وهو يتحدث في أي حوار صحفي أو تليفزيوني، كنت أراه دائما طيبا وادعا متواضعا متصالحا مع نفسه ومع الجميع، حفظت كل الأغاني التي ألفت له أو عنه وكل الشعارات والهتافات التي تفنن جماهير الكرة في تأليفها له خصيصا، كنت أبكي كي أضغط على أبي ليشتري لي "فانلة كورة" من الصالون الأخضر تحمل الرقم 10 (أقصى ما كنت أحلم به حينها والله).

وإلى الآن، لم يقل شغفي أو يفتر حماسي لمتابعة أي شيء يخص الخطيب، لو مررت بالصدفة أمام التليفزيون وكان يعرض هدفا له توقفت، لو خبر عارض جاء عنه استمعت، لو شير أحدهم فيديو بأهدافه ومسيرته التي أحفظها عن ظهر قلب، شيرته أنا أيضا بسعادة كبيرة وفرح عظيم!

أستعيد بعضا من الأهداف الأسطورية التي أحرزها فيتجدد عشقي ومتعتي بالساحرة المستديرة، هل تذكرون هدف الخطيب في مرمى كوتوكو الرهيب هناك في قلب أكرا حيث القرود المذبوحة والخنازير المدفونة أسفل خط المرمى؟ ولاّ هدفه في مرمى تونس عندما سحب الكرة بكعبه وهو يجري يطارده المدافع التونسي فلا يستطيع منعه أو إيقافه و"يركنها" على يسار الحارس مسجلا هدفا من أجمل أهداف اللعبة في تاريخها.

إذا حاولت عدّ الأهداف الجميلة، الممتعة، الخالدة، التي أحرزها الخطيب "مش هنخلص"!

كبرنا وأخذتنا الدنيا ولم أعد الذي كنته أيام الخطيب، قلت في نفسي خلاص انتهى زمن الخطيب وراحت أيامه ولن يأتي غيره أبدا.. لكن أسطورته حية متوهجة.. ولهذا فأنا أتمنى أن يفوز الخطيب..

    أضف تعليق

    خلخلة الشعوب وإسقاط الدول "2"

    #
    مقال رئيس التحرير
    محــــــــمد أمين
    إعلان آراك 2