ماهر فهمى يكتب: حول العالم.. مطبات وحكايات

ماهر فهمى يكتب: حول العالم.. مطبات وحكاياتماهر فهمى يكتب: حول العالم.. مطبات وحكايات

*سلايد رئيسى1-12-2017 | 14:56

وكنت مع الزمالك فى الكوت ديفوار وفور وصولنا قال المهندس حسن عامر رئيس نادى الزمالك ورئيس البعثة: كل واحد يضع فى أذنه أن أفريقيا منتشر فيها الإيدز .. فقلت: لأن القرد الأخضر الذى نقله للإنسان من أفريقيا.. ثم ضحكت وتابعت ساخرا يعنى إحنا جايين ناخد ايدز .. وزيادة فى السخرية قلت: ايدز ده جمع ايد.. وهل من مزيد قلت: لأن آخرها s   الجمع فى اللغة الانجليزية .. فضحك الجميع .. وعندما دخلت غرفتى فى الفندق وجدت فى الحمام علبة واقى ذكرى.. أى أنهم فى بلاد أفريقيا يطبقون مبدأ الوقاية خير من العلاج.. فقال المهندس حسن عامر وهو شقيق المشير عبدالحكيم عامر ياجريبى: حاسب تتلط .. قلت: ده يبكى أكبر غلط .. وذهبنا وعدنا من الصينى بعد غسيله.

وكنت أعتبر نجيب المستكاوى من أساتذتى .. فكنت فى جميع السفريات التى تجمعنى معه.. أقوم بمساعدته فى إنهاء الإجراءات ووزن حقيبته.. وخاصة عندما تعب وكنت فى خدمته.. فكان يقول لى بمداعبة: يازفت أنت لما نوصل حنكون مهمتك أن تأتى لى بكل ما ينشر فى المركز الصحفى لأننى لا أستطيع أن أغطى جميع الألعاب.. وكنت لا أتركه ليلا ولا نهارا أحب الجلوس معه والسهر معه.. فهو أستاذ ساخر أجد فائدة كبيرة فى كل كلمة يقولها.. وأقمت معه فى نفس غرفته فى بعض الرحلات بناء على طلبه.. وكنت أسعد بخدمته.. ونفس كانت علاقتى بجليل البندارى وهو الناقد الفنى الساخر.. وفى الأهلى كان أستاذى الضاحك الباكى فكرى باشا أباظة.. وكنت أجلس وراءه وهو يقرأ كلمته بعد أن يكتبها فى الصالون ويقوم يتمشى يقرأها.. وأسمع جرس كلماته وكان عمرى 14 سنة وأنا منبهر بالباشا وهو يسمح لى بالجلوس فى صالون للكبار فقط.. ومن قمة تواضعه يسألنى: إيه رأيك يا ابن محمود.. فهو صديق والدى محمود فهمى رئيس فريق الشمس بالنادى الأهلى وكان بينهما مداعبات ضاحكة.. ومن أقسى السفريات التى سافرتها.. الشرق الأقصى وأمريكا الجنوبية أو اللاتينية أقل سفرية تستغرق من 11 ساعة إلى 22 ساعة.. أو قضاء ساعات طويلة فى المطارات.. ونفس الشىء فى الطيران الداخلى بأفريقيا لأنه غير منتظم.. والسفر فى الشرق الأقصى المطبات الهوائية أثناء الطيران تنزع القلوب وفى كل مرة تشعر وكأن الطائرة فى طريقها للهاوية.. وعندما تصل تشكر الله على سلامة الوصول.. ومن أطول الرحلات كانت الأرجنتين وكان لنا محطة فى البرازيل ترانزيت لم نعرف أى شىء فيها عن البرازيل.. لأنها كانت عدة ساعات مرهقة ولما وصلت بيونس ابرس ذهبت إلى الفندق الذى قالوا إنه حضر بطولة العالم لكرة السلة.. فزعت لأن الموعد بعد منتصف الليل ووجدت الفندق لا حس ولا خبر .. ولا علم عند الاستعلامات عن مكان ومقر مكتب بطولة العالم لكرة السلة.. واسقط فى يد وجلست ضائعا أين أذهب؟.. وجلست على أحد الاراءيك فى مدخل الفندق.. وفجأة وجدت المعلق الرياضى المشهور رياض شرارة وهو لاعب كرة سلة قديم.. فالتقطت النفس وقلت له: الحقنى يا رياض أين أذهب لكى أسكن وأضع حقائبى وآخذ قسط من الراحة أنا منذ يومين من غير نوم.. ومرهق جدا.. قال: هذا الفندق ليس له دعوة ببطولة العالم.. وأنا بالصدفة جئت لأقابل أحد الأصدقاء العرب يقيم فى هذا الفندق طيب انتظر حتى أقابله فأنا أعرف المقر الرسمى للبطولة.. وسآخذك معى وكان رياض صديقى ففرصة أنه وجدت من أصحبه طوال الرحلة ..

تشربى قهوة

وعندما وصلنا للفندق الذى به مستقبلى ضيوف البطولة.. عرفنا أن مجموعة مصر تلعب فى مدينة اسمها سلطا.. وقلت سلطا.. سلطا على بعد 160كم ده .. وأنا تعبان هكذا أكبر غلطة.. وبعد الوصول لسلطا وتسكينى ودفع المطلوب.. صعدت إلى غرفتى لأنام حتى لأنهار فى بار الفندق وهو الذى يقدم الشاى والقهوة وتعرفت بالصدفة على سيدة جميلة جدا اسمها قاندا.. وعرفت أنها مديرة الشئون الاجتماعية لهذا الأقليم.. وكان صديق لى أرجنتينى قال لى: إذا أردت أن تصادق امرأة قل لها: تشربى قهوة.. فلما قلتها لقاندا ابتسمت وقالت لا مانع.. وشربت القهوة.. وقالت لى إن أصلها من الهنود الحمر.. وفى يوم وجدتها تقول لى: تشرب قهوة قلت لا مانع فدعتنى إلى سيارتها ووجدت نفسى فى فندق شاليهات.. وخرج باب بخرطوم والتصق بباب السيارة ودخلنا دون أن يرانا أحد .. وشعرت أننى وقعت فى المصيدة وكل تفكيرى كيف أتخلص مما وقعت فيه دون قصد.. وأطلت الحديث فوجدتها تطلب غذاء فقلت لها لا داعى لأننى على موعد وتخلصت مع أن الفريسة كانت جاهزة.. وحمدت الله ولا أعرف سر السيدات كبار السن معى.. حتى فى دورة لوس أنجلوس الأوليمبية أعجبت بيجى وهى السائقة المتطوعة للاتوبيس .. وكانت فى كل أوقات راخاها تصاحبنى إلى الملاعب.. وكانت صديقة بمعنى الكلمة ولم تنقطع عن مراسلتى بعد عودتى لمصر.. وكلما سافرت إلى لوس أنجلوس اتصل بها .. فتأتى هى وزوجها وفى كينيا صادقتنى فتاه سمراء جميلة اسمها ستلا .. وكانت تصاحبنى للمركز الصحفى وتساعدنى فى استخراج النشرات ..

أما البرازيل فسافرت إلى ساوباولو ثم سانتوس حيث كنت رئيسا للبعثة المصرية للسياحة الطويلة.. وأقمنا فى فندق أشبه بالفنادق من غير نجوم .. وكنا نقيم خمسة فى غرفتين بحمام مشترك وسانتوس هى بلد النادى البرازيلى المشهور.. ولأننى صديق لبيليه عرفت منزاه فوق ربوة قريبة من البحر.. ولما ذهبت لأراه وجدته على سفر خارج البرازيل.. فتركت تليفونى والفندق محل الإقامة.. ولم اندهش عندما سمعت صوت بيليه يعتذر عن عدم رؤيتى .. وقال : أنا أكون فى القاهرة بعد شهر.. وتسطيع أن ترانى فى هيلتون النيل.. قلت له بالتأكيد.. قال لى: سأنتوس بلد جميل.. واستمتع بكل شىء فيها.. فقلت له إن المرافقة البرازيلية معى رائعة.. فقال: ارجو أن تقضى أياما سعيدة.. ورأيته فعلا فى القاهرة عندما جاء سفيرا يروج لأحد البنوك.

وأعود بكم مرة أخرى إلى سلطا.. وبعدها بيونيس أيرس.. فأخذونها إلى البرلمان لنرى إحدى الجلسات.. وبعدها حفل استقبال من أدوارد منعم رئيس البرلمان ، وهو شقيق كارلوس منعم رئيس الجمهورية.. وهما من أصل سورى.. ودستور الأرجنتين لينص على ضرورة أن يكون رئيس الجمهورية مسيحيا وفى حفل الاستقبال قال لنا ادوارد إن أزمة الأرجنتين أزمتها أن نسبة النساء أكثر من نسبة الرجال.. فى 8 إلى واحد.. والرئيس كارلوس منعم فى حفل استقباله لفرق كاس العالم كان يلاحظ السيدات وقال ضاحكا باعالج المشكلة وضحك.

    أضف تعليق

    إعلان آراك 2