حذرت منظمة الصحة العالمية من أن العالم سيواجه عجزًا قدره ثلاثة مليارات جرعة لقاح كوفيد-19 في أوائل العام المقبل، إذا عززت الدول الأكثر ثراء البالغين "بقوة" وفتحت التحصين للأطفال، مما يزيد من إعاقة انتشار و توزيع اللقاحات في الدول الفقيرة.
وقالت تانيا سيرنوشي، القائدة الفنية ل منظمة الصحة العالمية لاستراتيجية اللقاحات العالمية، في مقابلة أجرتها مع صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، اليوم الأربعاء، يلوح في الأفق لدينا سيناريو مخيف قد يتحقق في حال قامت البلدان ذات التغطية العالية من اللقاحات بتحصين الأطفال، وتقديم جرعات معززة لجميع مواطنيها، الأمر الذي قد يُحدث فجوة في الربع الأول من العام القادم تصل إلى حوالي ثلاثة مليارات جرعة.
وأشارت سيرنوشي إلى أنه في ضوء مساعي العالم للتغلب على متغير أوميكرون المُتحور من فيروس كورونا المستجد، والذي اكتشفه العلماء لأول مرة في جنوب إفريقيا الشهر الماضي، بدأت الدول الغنية في التعزيز من برامج لقاحاتها على نطاق واسع، لكن هناك سبعة في المائة فقط من الأشخاص الذين يعيشون في البلدان منخفضة الدخل تلقوا جرعة واحدة على الأقل من اللقاحات، فضلا عن أن 98 دولة - أي حوالي نصف الدول الموجودة على مستوى العالم - لم تصل إلى هدف منظمة الصحة العالمية المتمثل في تحصين 40 في المائة من سكانها.
وأضافت: من الواضح أنه إذا كان هناك أيضًا تخزين للجرعات في مواجهة أوجه عدم اليقين (بشأن فعالية أوميكرون واللقاح على حد سواء)، فقد يؤدي ذلك إلى تفاقم الوضع المزري بالفعل، وهو سيناريو قد يتحقق مع النمو المذهل في توزيع المعززات وتحصين الأطفال.
وفي هذا الصدد أبرزت "فاينانشيال تايمز" أن أحدث البيانات العلمية أكدت أن معززات فايزر-بيونتيك يمكن أن تزيد الحماية ضد متغير أوميكرون،. وتشير الأدلة الأولية أيضًا إلى أن تلقي جرعتين من عدد معين من اللقاحات يمكن أن تحمي من التداعيات الشديدة للمرض، على الرغم من عدم وجود إجماع حتى الآن بين العلماء حول هذا الشأن.
وفي الوقت الحالي، توصي منظمة الصحة العالمية بإعطاء جرعة ثالثة من أي لقاح معتمد من منظمة الصحة العالمية، لأولئك الذين يعانون من نقص المناعة، كما أوصت بجرعة معززة لمتلقي اللقاحات الصينية الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا حيث تسمح الإمدادات بذلك، وقالت إنه يجب استخدام اللقاحات إلى جانب تدابير الصحة العامة، مثل استخدام الأقنعة ، لتحقيق أكبر حماية.
وأعلنت المملكة المتحدة عزمها تقديم حقنة معززة لكل شخص يزيد عمره عن 18 عامًا بحلول نهاية العام، مع وجود فترة زمنية لا تقل عن ثلاثة أشهر بين أخر جرعة، وهي فترة أقصر من تلك الموجودة في الدول الأخرى، كما قامت البلدان الأخرى ذات الدخل المرتفع، بما في ذلك الولايات المتحدة وبعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، بتوسيع نطاق عمليات الترويج الداعمة.