ثروت عكاشة.. الفارس الذى تجاهلته وسائل الإعلام.. ونسيته الأوساط الثقافية

ثروت عكاشة.. الفارس الذى تجاهلته وسائل الإعلام.. ونسيته الأوساط الثقافيةثروت عكاشة.. الفارس الذى تجاهلته وسائل الإعلام.. ونسيته الأوساط الثقافية

*سلايد رئيسى7-3-2017 | 22:45

[gallery type="slideshow" columns="1" size="large" ids="8707,8708,8709,8710"]
بقلم وريشة: دعاء عبد الواحد
منذ أيام قليلة مرت ذكرى وفاة ثروت عكاشة.. ولم تتوقف أمامها، قليلا أو كثيرا، الأوساط الثقافية المصرية المشغولة بأمور أخرى لا داعى لذكرها أو الخوض فيها .. تراها أكثر أهمية من تذكر عكاشة وإلقاء الضوء على سيرة هذا الرجل الذى ألقى حجرا كبيرا فى مياه الثقافة المصرية فى حقب الستينيات والسبعينيات فخلق دوائر لايزال أثرها يلحظه المثقفون والمتابعون بينما تجهله أجيال من الشباب بسبب تجاهل وسائل الإعلام للرجل الذى ثُور الثقافة أيام الثورة .. ثورة 23 يوليو عام 1952، التى تبنت مشروعا ثقافيا كبيرا كان عكاشة واحدًا من أهم الفاعلين فيه .. للأجيال التى تجهله هذا هو ثروت عكاشة.
مبدع بدرجة مقاتل، هكذا اشتهر ولم يشتهر كأحد أعضاء مجلس قيادة الثورة وقد كان توليه مسئولية وزارة الثقافة المصرية عام 1958م بمثابة ثورة شاملة فى إعادة هيكلة الثقافة المصرية وكان أهم جوانب تلك الثورة هو تحويل مسار الثقافة المصرية والنزول بها إلى الشارع المصرى بعد أن كانت قاصرة على الطبقة الأرستقراطية، ومنذ اليوم الأول له فى الوزارة أخذ على عاتقه تحقيق وعى ثقافى شامل لكل طبقات الشعب المصرى وذلك عبر إرساء جهاز الثقافة الجماهيرية فى كل ربوع مصر وأسس المكتبة الثقافية التى تعد الأب الروحى لمشروع مكتبة الأسرة، وفى الفنون استقطب خبراء الموسيقى الشعبية عالميًا لجمع ودراسة التراث المصرى من كل أنحاء الجمهورية حفاظًا عليه من الضياع.
نافذة على الفنون العالمية
أنشأ عكاشة العديد من الهيئات الثقافية والفنية التى حافظت على التراث المصرى والآثار المصرية مثل المجلس الأعلى للثقافة والهيئة العامة للكتاب ودار الكتب والوثائق القومية، وأنشأ أكاديمية الفنون 1959م .
قدم عكاشة ما يقرب من 45 كتابًا مترجمًا فى الثقافة والفنون مما كان له أكبر الأثر فى بداية الانفتاح على الفنون العالمية وتأهيل الكوادر الفنية المصرية فى المجالات المختلفة عبر التدريب والدراسة والتأهيل للمشاركات الدولية.
وانطلاقًا من نظرته الشمولية للثقافة قام بإرساء قواعد التعليم الفنى فى مصر مانحًا بذلك الفرصة لصقل وتنمية الموهوبين والمبدعين فى شتى المجالات.
السيرة الذاتية
وتشهد السيرة الذاتية لشخصية عكاشة على  ما قدمه من إنجازات ثقافية ، ويكفى فى ذلك أن نعلم أنه تنازل عن منصبه فى مجلس قيادة الثورة طواعية لعشقه الذى لا ينضب وظمئه الذى لا ينتهى وولعه الذى لا يهدأ بالثقافة والفنون فى شتى جوانبها.
 ومن إبداعات ثروت عكاشة سيرته الذاتية التى كتبها بعنوان"مذكراتى فى السياسة والثقافة" والذى يعد أحد أهم الكتب التى تناولت الحياة السياسية والحضارية والاجتماعية فى مصر فى عهد الرئيس جمال عبد الناصر حيث كشف فيه عن العديد من الأسرار السياسية المهمة والصراعات التى خاضتها مصر داخليا وخارجيا.
قدم عكاشة العديد من المؤلفات والمترجمات والموسوعات معتمدًا على دقة البحث وسعة الاطلاع وعمق التأمل نذكر منها على سبيل المثال: (الفن المصرى1971م)، (الفن العراقى القديم 1974م)، التصوير الإسلامى الدينى والعربى ... 1978 وغيرها.
علم وعمل
كان عكاشة من أنصار مدرسة الانفتاح الذهنى مؤمنًا بأن الثقافة علم وعمل ورؤية وأسلوب حياة ولذلك كان النجاح حليفه فى كل ما أقدم عليه من مشروعات فكرية ومؤسسية .
بقى أن نذكر أن ثروت عكاشة ولد بالقاهرة فى عام 1921م وتخرج فى الكلية الحربية فى العام 1939م وحاز درجة الدكتوراه فى الآداب من جامعة السوربون وعمل أستاذًا زائرًا بالكوليج دى فرانس 1973م .
تقلد عكاشة العديد من المناصب منها سفير مصر فى روما 1958م، ووزير الثقافة المصرية (1958م - 1962م)، رئيس المجلس الأعلى للفنون والآداب (1963-1966م)، نائب رئيس الوزراء 1966م، كما حاز على العديد من الجوائز والأوسمة مثل جائزة الدولة التقديرية فى الفنون من المجلس الأعلى للثقافة 1978م.
وفى عام 2012 توفى ثروت عكاشة بعد حياة حافلة بالعطاء وبعد أن رضى عن نفسه و رضى عنه الناس وسطر التاريخ اسمه بأحرف من نور.
أضف تعليق

رسائل الرئيس للمصريين

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2