اتفاق عالمي لهجرة آمنة بالمكسيك

اتفاق عالمي لهجرة آمنة بالمكسيكاتفاق عالمي لهجرة آمنة بالمكسيك

* عاجل5-12-2017 | 15:57

كتب: محمد وديع

بدأ اليوم الاجتماع التحضيري الذي يستمر ثلاثة أيام للمؤتمر الحكومي الدولي لاعتماد اتفاق عالمي للهجرة الآمنة والمنظمة والمنتظمة في بويرتو فالارتا بالمكسيك.

وافتتح الاجتماع  الدكتور لويس فيديغاراي وزير خارجية المكسيك و السيدة لويز أربور الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الهجرة الدولية، بصفتها أمينة عامة للمؤتمر الحكومي الدولي.

وانطلقت المرحلة التقييمية لعملية وضع الاتفاق العالمي حول الهجرة خلال الاجتماع التحضيري إذ ستستعرض الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والمجتمع المدني والأطراف الأخرى المعلومات والبيانات والتوصيات التي تم جمعها خلال المشاورات  التي انعقدت بين أبريل  ونوفمبر من هذا العام، وستشارك في تحليل بناء من شأنه أن  يساعد على المضي قدما في هذه العملية.

مرحبة  بالمشاركين ، ذكرت لويز أربور الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة  بأن الاجتماع المنعقد في بويرتو فالارتا يجري بعد جولات عديدة من المناقشات على الصعيدين الوطني والإقليمي.

وشملت هذه المناقشات كلا من الحكومات والعديد من الجهات الفاعلة الأخرى، بما في ذلك المجتمع المدني.

وصرحت لويز أربور بأن "الهجرة هي واقع عالمي يزداد اتساعا، ذلك أن التغيرات في الهياكل السكانية، وتغير المناخ، والتغيرات في طبيعة الوظائف والعوامل الاقتصادية الأخرى، جنبا إلى جنب مع تطلعات الإنسان الأساسية لتحقيق الذات، سوف تحدد وبشكل كبير الطبيعة المستقبلية للهجرة "، مضيفة أن " الهجرة لن تستمر فقط ولكن من المرجح أيضا أن تتفاقم في المستقبل".

و أشارت أربور إلى أن الهجرة أصبحت قضية حساسة جدا في كل أرجاء العالم مشددة  أن "قرارات السياسة العامة يجب أن تتخذ على أساس الواقع وليس التصور والخيال والأسطورة" وأن الاتفاق العالمي للهجرة، وفقا للسيدة أربور، " هو فرصة لتغيير السرد حول المهاجرين، الذي غالبا ما يكون ساما، ليكون سردا أكثر دقة حول الهجرة يعترف بأثر الهجرة الإيجابي إلى حد كبير، و قادر على مواجهة تحديات الهجرة بطريقة هادئة وواقعية".

والطريقة الوحيدة للتصدي لتحديات الهجرة وتعظيم فرصها هي اتباع نهج متسق من جانب المجتمع الدولي ، وذكرت السيدة أربور: "تتطلب الهجرة استجابة عالمية حيث إن حركة الأشخاص عبر الحدود هي بحكم تعريفها حقيقة دولية " ، وأضافت : " إن نجاح الاتفاق العالمى سيعتمد على أقصى قدر من االدعم السياسى والأخلاقى للدول واستعدادها لتعزيز التعاون على المستويين الإقليمى والدولى".

وقالت آربور: "إن قدرتنا على تحسين إدارة التنقل البشري تستند إلى نتوصل إلى أقوى اتفاق عالمي ممكن ، اتفاق مدعوم على نطاق واسع ويتمحورحول حقوق الإنسان، يضع فى صدارته احتياجات أكثر الفئات ضعفا ".

وأكد وزير خارجية البلد المضيف، المكسيك، الدكتور لويس فيديغاراي كاسو، أن الهجرة لها آثار عالمية مفيدة، لأنها تعزز الاقتصاد والتنمية الاجتماعية لمعظم البلدان.

وقال فيديغاراي " إن الهجرة، كظاهرة تاريخية عالمية، تتطلب حوارا متعدد الأطراف مستمرًا ومسؤوليات مشتركة، بالإضافة إلى إجراءات تشمل فاعلين على كافة المستويات المحلية والوطنية والإقليمية والعالمية"، وأضاف "لا يمكن لأي بلد مهما كان كبيرا وقويا أن يواجه بمفرده ظاهرة الهجرة ".

وأعرب الوزير المكسيكي عن "أسفه" لقرار الولايات المتحدة الذي أعلن يوم الجمعة الماضية بالانسحاب من مفاوضات الاتفاق العالمي الذي يمثل "محاولة لتحسين حياة الملايين من البشر".

وقال فيديغاراي "إن الفرصة التي أضيعت هنا هي فرصة لممارسة القيادة وفرصة للتأثير والعمل معا حول ظاهرة تهمنا جميعا".

وسيرأس الاجتماع كل من السيد خوان خوسيه غوميز كاماتشو، الممثل الدائم للمكسيك لدى الأمم المتحدة، والسيد يورغ لوبر، الممثل الدائم لسويسرا لدى الأمم المتحدة، اللذان يعملان كميسريين لعملية وضع الميثاق العالمي للهجرة.

وسيحدد الاتفاق العالمي للهجرة مجموعة من المبادئ والالتزامات والتفاهمات بين الدول الأعضاء فيما يتعلق بالهجرة الدولية بجميع أبعادها.

وتحقيقا لهذا الهدف، ستغطي المناقشات في بويرتو فالارتا الجوانب العالمية والإقليمية والوطنية والمحلية والمجتمعية والبشرية للهجرة.

وستنبثق مرحلة التقييم عن وثيقة تتضمن النتائج التي سوف يتم التوصل إليها تحت اسم  "ملخص لرئيس الاجتماع" ، و هذه الوثيقة  و التقرير المقبل للأمين العام للأمم المتحدة الذي سيصدر في كانون الثاني / يناير 2018 سيرشدان صياغة المشروع الأولي للميثاق العالمي للهجرة تبدأ بعده المفاوضات الدولية التي ستنطلق في شباط / فبراير 2018 وتنتهي في تموز / يوليه ، وسيعرض الاتفاق للمصادقة عليه في مؤتمر دولي حول الهجرة الدولية في نهاية عام 2018.

وقد تم التنصيص على وضع ميثاق عالمي للهجرة في إعلان نيويورك الذي اعتمده مؤتمر قمة رفيع المستوى بشأن التصدي للتحركات الكبيرة للاجئين والمهاجرين  في أيلول / سبتمبر 2016 والذي وافقت خلاله 193 دولة عضو بالإجماع على الحاجة إلى اتفاقين، اتفاق حول اللاجئين و اتفاق حول المهاجرين.

    أضف تعليق