ماهر فهمى يكتب: أنا والسادات والأهلى عن قرب

ماهر فهمى يكتب: أنا والسادات والأهلى عن قربماهر فهمى يكتب: أنا والسادات والأهلى عن قرب

*سلايد رئيسى8-12-2017 | 17:02

السادات الشامخ .. سابق عصره وزمنه بكل المقاييس .. بطل الحرب والسلام .. كان مثلى الأعلى وقدوتى وأنا ابن الرابعة عشرة من عمرى .. فهو إنسان مناضل أنيق خارق الذكاء .. حتى الترويح عن النفس بميعاد .. أول مرة رأيته فيها كان فى النادى الأهلى .. فى مباراة للملاكمة بين مصر وبلغاريا فى أوائل شهور ثورة 23 يوليو 1952 بملعب كرة السلة حيث نصبت حلقة الملاكمة ..

كان والدى محمود فهمى رئيس فريق الشمس بالأهلى قد رأس الجمعية العمومية الشهيرة .. وقاد عملية سحب الثقة من مجلس عمور باشا .. وسبلها 12 ألف جنيه مكتوب إلى جوارها فى الميزانية المدفوعة .. مصاريف سرية وهى فى الحقيقة مصاريف كرة القدم .. وكان ممنوعا بناء على لوائح اللجنة الأوليمبية الهواية الخالصة .. وأى لاعب يتقاضى مليما .. يمنع من المشاركة فى الدوارات الأوليمبية والدولية باعتباره محترفا.

صححت الجمعية العمومية للأهلى كلمة مصاريف سرية فى الميزانية .. فلما امتنع مجلس الإدارة فى وجود مندوب وزارة الشئون الاجتماعية وكانت الهيئات الرياضية تابعة لها .. طلب محمود فهمى سحب الثقة .. وعندئذ خرج أمين شعير وكان عضوا بمجلس الإدارة .. وقطع التيار الكهربائى عن الجمعية بشد سكينة الكهرباء فأكملت الجمعية اجتماعها بحديقة راتب بدلا من صالته .. وبأغلبية سحبت الثقة .. واختارت محمود فهمى أكبر الأعضاء سنا رئيسا للجمعية العمومية ومعه لجنة من ستة أعضاء هم الدكتور محمد عبدالقادر أستاذ الكيمياء الحيوية ومصطفى عفيفى المحاسب القانونى وطه الفرنوانى وأحمد الريس الأستاذ بالكلية الحربية والدكتور حلمى عبدالشافى .. واعتبروا الجمعية العمومية مفتوحة على أن تدير اللجنة شئون النادى وإجراء انتخابات جديدة .

فى اليوم التالى اجتمع مجلس الإدارة برئاسة عبود باشا وفصلوا اللجنة بأكملها ما عدا أحدهم اكتفوا بإيقافه ستة أشهر.

فلما قامت الثورة .. كانت اللجنة المشطوبة .. قد كونت من أول يوم حكومة ظل فى نادى البلدية .. القاهرة الآن .. ورفعوا قضية بشرعيتهم أمام مجلس الدولة .. وكانت الصحف مهتمة بالموضوع وتتابع أخبارًا عنوانها ماذا فى النادى الأهلى وطبع محمود فهمى منشورا مؤيدا حركة نادى الضباط  وتحديها الملك وانتخاب اللواء محمد نجيب رغم أنف السرايا رئيسا للنادى

ومن الصدف أن يأتى هذا اللقاء الدولى للملاكمة .. فألبسنى والدى وأنا فى الرابعة عشرة من عمرى ملابس جندى شرطة عسكرية .. ووجدت فى انتظارى على باب النادى أحد الضباط وتقدمنى إلى ملعب الملاكمة .. وعند وصولى مشيت مشية عسكرية حتى وصلت إلى اللواء محمد نجيب قائد الثورة آنذاك وأديت التحية العسكرية وأعطيته المنشور .. فقام بتقبيلى .. وكان إلى جواره محمد بك مدكور وكيل النادى .. وعم لاعب الكرة والمعلق المشهور المرحوم اللواء حسين مدكور .. وكان إلى جوار اللواء محمد نجيب البكباشى جمال عبدالناصر .. فلما هممت بالانسحاب نادانى بكباشى أسمر فى نفس رتبة جمال عبدالناصر .. وقال لى: يا ابنى وزع الذى فى يديك على أعضاء مجلس الثورة .. وفعلت.

لم تمر أيام إلا والدكتور نور الدين طراف وفكرى باشا الضاحك الباكى نجم الصحافة .. والدكتور نور الدين طراف رغم أنه طبيب إلا أنه سياسى وطنى مناضل .. فى منزلنا يجلسون مع والدى واللجنة المؤقتة وتم الصلح بعد الموافقة على تعديل الميزانية ووضع الـ12 ألف جنيه تحت بند مصاريف كرة القدم على العموم دون الإشارة لأى مكافآت للاعبين .. والتى كانت متواضعة جداً .. ولكنه الميثاق الأوليمبى .. وعادت اللجنة إلى ناديها المعشوق .. وسط ترحيب كبير من مجلس الادارة.

وكان والدى بعد أن وزعت المنشورات وقلت إن بكباشى أسمر طلب منى توزيع المنشورات على أعضاء مجلس الثورة .. فقال لى: إنه البكباشى أنور السادات عضو مجلس الثورة .. والذى كنت أقص عليك قصص نضاله السياسى .. وقضية مقتل أمين عثمان الوزير حليف الإنجليز، وانتقاله وهروبه وفصله من الجيش .. وعودته .. وكنت منبهراً به جداً .. وعدت إلى فريقى فريق السباحة بالأهلى لأننى خلال فترة الشطب كنت أتدرب بنادى البلدية.

وكنت سعيداً بأول مرة رأيت فيها البكباشى الأسمر .. وودت أن أناضل مثله .. وأن أصبح قيادة رياضية مميزة.

ثم كانت الصدفة بأن أقترب من السادات فى حمام النادى الأهلى .. فكان يمارس رياضته بالأهلى وكنت أقترب منه فى حلقة فريق الشمس .. وهو يسترخى فى شمس الغروب المفيدة .. وكان حديثه شيقًا وممتعًا ومتنوعًا وخفيف الظل دون أن يفقد هيبته .. وأحسن لحظات حياتى عندما أنزل للسباحة معه .. ومن هنا بدأت الحكاية .. والبقية تأتى فى السطور التالية

وكان والدى مديرا لتعليم البنات ولكن السادات نقله معه مديرا لمكتبه فى المؤتمر الاسلامى .. ثم إلى مجلس الأمة وجريدة الجمهورية ..

وفى الحلقة القادمة أقدم السادات الإنسان.

    أضف تعليق

    إعلان آراك 2