خبير آثار يرصد كيف كان العام الجديد مصدر سعادة وتفاؤل لكل البشر

مصر28-12-2021 | 07:00

أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار أن استقبال العام الجديد هو مصدر سعادة وفرحة وتفاؤل لكل الشعوب واتخذ الاحتفال بمصر فى عصر الدولة القديمة مظهرًا دينيًا حيث يبدأ بنحر الذبائح كقرابين للمعبودات وتوزع لحومها على الفقراء وكان بعضها يقدم للمعابد ليقوم الكهنة بتوزيعها بمعرفتهم وكان سعف النخيل من أهم النباتات المميزة لعيد رأس السنة .

كان سعف النخيل الأخضر يرمز لبداية العام لأنه يعبر عن الحياة المتجددة كما أنه يخرج من قلب الشجرة وكانوا يتبركون به ويصنعون منه ضفائر الزينة التى يعلقونها على أبواب المنازل ويحملونها كذلك لتوضع فى المقابر ويوزعون ثماره الجافة صدقة على أرواح موتاهم ومازالت هذه العادة حتى الآن خاصة فى صعيد مصر كما كانوا يصنعون من ال سعف أنواع مختلفة من التمائم والمعلقات التى يحملها الناس لتجديد الحياة فى العام الجديد.


وينوه الدكتور ريحان إلى أن عقد القران فى مصر القديمة اقترن باحتفالات رأس السنة خاصة فى الدولة الحديثة حتى تكون بداية العام بداية حياة زوجية سعيدة ومن التقاليد الإنسانية التى سنها قدماء المصريين خلال أيام النسئ أن ينسى الناس خلافاتهم وضغائنهم ومنازعاتهم وتقام مجالس الصلح بين العائلات المتخاصمة وتحل كثير من المشاكل بالصفح وتناسى الضغائن ليبدأ عيد رأس السنة بالصفاء والإخاء والمودة بين الناس وكان يتسابق المتخاصمون لزيارة بعضهم البعض ويقتسموا كعكة العيد بين تهليل الأصدقاء وسعادتهم بالود والحب بين الجميع .


ويوضح الدكتور ريحان أن مظاهر الاحتفال ب رأس السنة فى مصر القديمة كانت تتضمن صناعة الكعك والفطائر والتى انتقلت بدورها من عيد رأس السنة لمختلف الأعياد وأصبح لكل عيد نوع معين منها وكانت تزين الفطائر بالنقوش وقد اتخذ عيد رأس السنة فى الدولة الحديثة مظهرًا دنيويًا ليتحول إلى عيد شعبى له أفراحه ومباهجه وكان يخرج المصريون للحدائق والمتنزهات والحقول يستمتعون بالورود والرياحين وإقامة الحفلات ومختلف الألعاب والمساباقات ووسائل الترفيه تاركين وراءهم متاعب حياة العام الماضى وهمومه فى أيام النسئ أو الأيام الخمسة المنسية من العام .
ويشير الدكتور ريحان إلى أن الأكلات المفضلة فى عيد رأس سنة فى مصر القديمة كانت بط الصيد والأوز الذى يشوى فى المزارع والأسماك المجففة وقد اصطلح المصريون القدماء على تهنئة بعضهم فى عيد رأس السنة بقولهم (سنة خضراء) وكانوا يرمزون للحياة المتجددة بشجرة خضراء.


ولفت الدكتور ريحان إلى أن المصرى القديم كان يقيم كرنفالًا للزهور فى عيد رأس السنة ابتدعته كليوباترا ليكون أحد مظاهر العيد عندما تصادف الاحتفال بجلوسها على العرش مع عيد رأس السنة وعند دخول الفرس مصر احتفلوا مع المصريين بعيد رأس السنة وأطلقوا عليه عيد النيروز أو النوروز وتعنى بالفارسية اليوم الجديد وقد استمر احتفال المسيحيين بعد دخول المسيحية إلى مصر بهذا اليوم وفى العصر الإسلامى استمر الاحتفال به كعيد قومى حتى العصر الفاطمى ثم أصبح حديثًا احتفالًا عالميًا مدنيًا لا علاقة له بأى دين.

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء (2)

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2