الأمين العام لهيئات الإفتاء في العالم: نعمل على التقارب الإفتائي الوسطي المعتدل

الأمين العام لهيئات الإفتاء في العالم: نعمل على التقارب الإفتائي الوسطي المعتدلالدكتور إبراهيم نجم

الدين والحياة29-12-2021 | 11:08

أكد الأمين العام للأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم الدكتور إبراهيم نجم، أن الأمانة تعمل بتنسيق تام مع دار الإفتاء المصرية في نشر الفكر الإفتائي المتجدد وبيان صحيح الدين من خلال التواصل المستمر مع المفتين والعلماء والوزراء المعنيين بالإفتاء على مستوى العالم والتدريب المستمر للبعثات الإفتائية التي تأتي إلى مصر أو عن طريق الفيديو كونفرانس، كما تم الإعداد خلال العام 2021 لإنشاء مكاتب تمثيل للأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء حول العالم في كل من واشنطن وبروكسل وأذربيجان والسنغال للعمل على التقارب الإفتائي الوسطي المعتدل.

وأضاف الأمين العام للأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، في تصريحات اليوم /الأربعاء/، أنه في سياق حرص دار الإفتاء وذراعها الدولية ممثلة في الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، تم عقد المؤتمر السنوي للأمانة العامة بحضور ممثلين من المفتين والعلماء والوزراء المعنيين بالإفتاء، حيث استضافت القاهرة المؤتمر العالمي السادس للإفتاء في الثاني والثالث من أغسطس 2021 تحت عنوان "مؤسسات الفتوى في العصر الرقمي تحديات التطوير وآليات التعاون" بمشاركة وفود من 85 دولة، يمثلون مفتين ووزراء وقيادات دينية، وممثلي الهيئات الإفتائية والمراكز الإسلامية على مستوى العالم، حيث استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي أبرزَ الوفود الخارجية المشاركة في مؤتمر الإفتاء العالمي.

وأشار الأمين العام للأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، إلى أن الأمانة تعمل على تم تنفيذ العديد من البرامج التدريبية يأتي في مقدمتها: دورة تدريبية لعشرين عالمًا ومفتيًا من روسيا الاتحادية، حيث شهد ختام فعاليات المؤتمر العالمي السادس للإفتاء، تخرج دفعة من أئمة روسيا الذين تدربوا على مهارات الإفتاء.. وسعى البرنامج التدريبي لأئمة روسيا، إلى تكوين شبكة من المعاونين المناصرين لنموذج الإفتاء المصري عبر الأمانة العامة نظرًا لما يقوم به القائمون على الخطاب الإفتائي من دَور مهم جدًّا في عملية الوعي، فضلًا عن أن البرامج التدريبية سياحة تعليمية في مصرنا العزيزة حيث يتعرف المشارك على مصر ويرتبط بها تعليميًّا ووجدانيًّا، وتعد انطلاقة لعلاقة ممتدة بين الأمانة والمشاركين.

كما تهدف الأمانة العامة إلى تنمية المهارات الإفتائية لدى المشاركين ليكونوا أكثر قدرة على خدمة بلادهم في هذا المجال، إلى جانب تزويد المتدربين بالمهارات اللازمة ليكونوا قادرين على ممارسة الفتوى مع الالتزام بالمنهج الوسطي، والاستفادة من خبرة دار الإفتاء المصرية في صناعة الإفتاء وإدارة شئونه، كما تم تنفيذ طائفة من المبادرات، وهي: إعلان وثيقة التعاون والتكامل الإفتائي، وتسليم جائزة الإمام القرافي لعام 2021 لمفتي القدس خلال أعمال المؤتمر العالمي السادس للإفتاء.

وأوضح الأمين العام للأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، أن الأمانة العامة قامت بإصدار طائفة من الأعمال العلمية المطبوعة والإلكترونية خلال العام 2021، يأتي على رأسها: المَعْلَمة المصرية للعلوم الإفتائية، في اثنين وعشرين مجلدًا والشروع في استكمالها، والدليل المرجعي لمواجهة التطرف، وكتاب التأسلم السياسي، والقسمان الثالث والرابع من جمهرة أعلام المفتين في ثمانية مجلدات، وموسوعة الانحرافات الفقهية للمتطرفين في ستة مجلدات، وإصدارات باللغة الإنجليزية، منها: the legacy continues، وكتاب ‏Anthology of fatwas، كما تم تطوير الإصدار الثاني من المكتبة الرقمية للفتاوى.

كما أزاحت دار الإفتاء والأمانة العامة الستار خلال أعمال مؤتمرها العالمي السادس عن المخطط التنفيذي لمشروع مركز سلام لدراسات التطرف ـ وهو مركز ومنصة بحثية وأكاديمية تعمل تحت إشراف الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم و دار الإفتاء المصرية ـ وتعنى بدراسة وتحليل ومعالجة ظاهرة التطرف باسم الدين.. ويرتكز مركز سلام على أسس علمية في تعميق المناقشات العامة والأكاديمية والدينية المتعلقة بقضية التشدد والتطرف، ودعم عملية صنع السياسات الخاصة بعملية مكافحة التطرف وقايةً وعلاجًا.

وتقوم أهداف المركز على أساس تحقيق شمولية مواجهة التطرف والإرهاب عبر تناول الأبعاد الدينية والإنسانية والاجتماعية والفكرية في عملية المكافحة، وتقديم توصيات وبرامج عمل لكيفية مواجهة تلك الظاهرة، ومحاربتها والقضاء عليها، وصولًا إلى اعتبار مركز سلام مرجعية أكاديمية وفكرية عالمية في مواجهة التطرف والإرهاب.

وأكد الأمين العام للأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، أن إطلاق تطبيق (فتوى برو) خلال مؤتمر الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، «مؤسسات الفتوى في العصر الرقمي تحديات التطوير وآليات التعاون»، عن تفاصيل مشروعها الإلكتروني المستقبلي، وهو تطبيق الهواتف الذكية والفتوى الإلكترونية «Fatwa Pro» ـ برنامج مقدَّم للمسلم في الغرب مشتملًا على عدد من اللغات: الإنجليزية والفرنسية والألمانية ـ حقق نجاحا كبيرا حيث يهدف إلى تقديم كافة الفتاوى التي تهم المسلم وتجيب عن تساؤلاته داخل المجتمعات الإسلامية، وكذلك تقديم الإرشاد الديني لهؤلاء المسلمين لضمان حفاظهم على هويتهم الإسلامية والحيلولة دون وقوعهم في براثن الفكر المتطرف وجماعاته الإرهابية.

ويأتي إطلاق تطبيق «Fatwa Pro» للمجتمعات المسلمة خاصة في ظل الاضطرابات والجوائح مثل «كورونا» وما تفرضه من ظروف اجتماعية جديدة، حيث ظهرت الحاجة إلى وجود تطبيق إلكتروني يكون بمثابة المفتي المعتدل والدائم والمتاح في أي وقت للمسلم في الغرب.

وأضاف : تتمثل رسالة التطبيق في توفير المفتي المتخصص والمعتدل بصورة آنية لحماية عقيدة المسلمين في هذه المجتمعات، وتوفير الفتاوى التي تهم المسلم في هذه المجتمعات في مختلف التخصصات، وأيضًا حماية المسلم في هذه المجتمعات من الفكر المتطرف أو الإلحادي، وضبط الخطاب الإفتائي، كما يطمح التطبيق إلى خلق بديل معتدل للتطبيقات المتطرفة وحماية المسلم من الوقوع في براثن التطرف أو انهيار عقيدته.. كما يسعى لتصدير رؤية معتدلة عن الإسلام لنشر الصورة الإيجابية التي تهدف إلى القضاء على التعصب ضد الإسلام في صوره المختلفة.

ويهدف التطبيق أيضا إلى «حماية المسلم في الغرب»، للحفاظ على دينه وعقيدته سليمة، وضمان قيامه بشعائره الدينية وتعليمه أحكام دينه بصورة صحيحة من دون تعرضها لأي فكرة مشوهة تفقده قدرته على التعايش أو تفقده عقيدته، أو تجعله مجرد أداة للفكر المتطرف، وتقديم الفتاوى الصحيحة والوسطية في مختلف مجالات الفتوى وعرضها بصور ثابتة على التطبيق بأسلوب سهل للوصول إلى أي تساؤل يشغل المسلم في الغرب، والسماح باستقبال تساؤلات المستفتين من كل أنحاء العالم وبأكثر من لغة والرد السريع والعاجل على مختلف التساؤلات.

كما يعتني التطبيق بالرد على الشبهات والفتاوى المتطرفة في أحد أقسامه، حيث يعرض هذا القسم أبرز الفتاوى المتطرفة والشبهات المنتشرة في المجتمعات المسلمة في الخارج بحكم سيطرة الإخوان والمتشددين على بعض المؤسسات والجمعيات في الغرب، بما يسهم في ارتفاع نسب الإسلاموفوبيا، ومحاولة تفنيدها والرد عليها وَفقًا للأحكام الفقهية الصحيحة.. فضلا عن أن قسما آخر بالتطبيق يعرض أحدث الأخبار المتعلقة بدُور وهيئات الإفتاء في العالم، وآخِر المؤتمرات والبيانات ذات العلاقة بالمجتمعات المسلمة في الخارج.

وقال الأمين العام للأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم : إن المؤشر العالمي للفتوى التابع للأمانة العامة أصدر عام 2021 أكثر من 50 تقريرًا، تنوعت بين (12) تقريرًا تحليليًّا لحالة الفتوى في العالم، و(12) تقريرًا رصديًّا للفتوى في العالم (نبض الفتوى)، بالإضافة إلى (12) نشرة شهرية "فتوى تريندز" (FATWA TRENDS)، وأربعة تقارير ربع سنوية، وتقريرين نصف سنوي، وتقرير سنوي، وكذلك مجموعة من التقارير والدراسات غير الدورية التي استدعاها تحليل قضية إفتائية مستجدة، لافتا إلى أن الموضوعات المتعلقة بفتاوى "كورونا" و"المستجدات التكنولوجية" و"القضية الفلسطينية" و"الإسلاموفوبيا" جاءت ضمن أهم دراسات مؤشر الفتوى خلال العام.

وأعلن أيضا مؤشر الفتوى خلال عام 2021 عن اكتمال المرحلة الثانية من مشروعه الخاص بـ (محرك البحث الإلكتروني للمؤشر العالمي للفتوى)، والذي يُعدُّ بمثابة بوابة رقمية ضخمة تستخدم آليات التكنولوجيا في الرصد والتصنيف والتحليل.. وتضمنت المرحلة الثانية من تطوير محرك البحث عدة محاور؛ أبرزها الاهتمام بشكل أكبر بالمحتويات المرئية والمسموعة باعتبارها واحدة من أهم الأشكال المستخدمة في إصدار الفتاوى حديثًا.. كما جرى اعتماد تقنيات الترجمة وتحليل الصوت الحديثة مثل الترجمة الآلية للنصوص (Automatic Translation)، واستخلاص النصوص من ملفات الصوت والفيديو (Automatic Speech Transcription).

وشهد عام 2021 إطلاق الموقع الإلكتروني للمؤشر العالمي للفتوى، ليكون منصة أو (website) لعرض أعمال المؤشر للمعنيين بالفتوى ودراساتها وقضاياها.

وأشار الأمين العام للأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، إلى أنه في عام 2021 كذلك أصدرت دار الإفتاء من خلال الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، 12 عددًا من نشرة جسور للتواصل بين دُور الإفتاء في العالـم، تناولت فيها بالمناقشة مجموعةً من الموضوعات والمسائل المهمة التي تتعلق بموقف الشريعة الإسلامية من البيئة والمحافظة عليها.

كما تعرضت لموضوعات تتعلق بالعمل الخيري ومنظومة القيم الإسلامية، وكذلك تبعات كوفيد-19 وفقه النوازل، وسعار الإسلاموفوبيا، وميلاد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وغيرها من الموضوعات المهمة، هذا إلى جانب إصدار ستة أعداد من نشرة دعم البحث الإفتائي عام 2021 لـخدمة طلاب الـماجستير والدكتوراه في مـجال الفتوى.

أضف تعليق