وقع أكثر من 550 ألف شخص على عريضة تطالب بسحب وسام فارس من رئيس الوزراء البريطانى السابق السير تونى بلير.
وحصل زعيم حزب العمال السابق، الذى كان فى السلطة من 1997 إلى 2007، على وسام الشرف من الملكة فى قائمة الشرف الصادرة للعام الجديد.
لكن العريضة تشكو من أن دوره فى حرب العراق يجعله "مسئولاً شخصياً" عن العديد من القتلى وتتهمه بارتكاب "جرائم حرب".
وقال زعيم حزب العمال الحالى، السير كير ستارمر، إن السير تونى "استحق" وسام الفروسية.
وقال وزير فى الحكومة إنه "من الصواب" مكافأة رئيس الوزراء السابق، الذى فعل "الكثير من الأشياء الجيدة" للمملكة المتحدة.
وفى قائمة الشرف للعام الجديد، أصبح السير تونى عضوا فى وسام الرباط، أقدم وسام للفروسية فى إنجلترا، واصفا إياه بأنه "شرف عظيم".
وكان التعيين اختيارا شخصيا من قبل الملكة ولم يتم إشراك رئيس الوزراء الحالي بوريس جونسون فى اتخاذ القرار.
لكن عريضة نشرها أنجوس سكوت على موقع change.org تقول إن السير تونى "تسبب فى ضرر لا يمكن إصلاحه لكل من دستور المملكة المتحدة ونسيج مجتمع الأمة" أثناء توليه منصبه.
وأضافت: "لقد كان مسئولاً شخصياً عن التسبب فى مقتل عدد لا يحصى من الأبرياء والمدنيين والجنود فى نزاعات مختلفة. ولهذا وحده يجب أن يحاسب على جرائم الحرب".
وتابعت العريضة: "تونى بلير هو الشخص الأقل استحقاقا لأى تكريم عام ولا سيما أى شىء تمنحه جلالة الملكة".
ونظرا لأن وسام فرسان الرباط يتم منحه كهدية شخصية من قبل الملكة، فلا يمكن للجنة مصادرة الشرف أن توصى بتجريد أى شخص من وسام الفروسية الممنوح له.
ويمكن للجنة أن تنظر فقط فى التكريمات التى تقررها الحكومة، لأسباب مثل ارتكاب المتلقى لجريمة أو الإساءة إلى نظام التكريم.
وقال السير كير، المدير السابق للنيابة العامة الذى حصل على وسام فارس لخدماته فى القانون والعدالة الجنائية فى عام 2014، إن السير تونى "نال الحق فى الحصول على اللقب الشرفى".
وقالت الوزيرة المحافظة ماجى ثروب، لراديو إل بى سى: "لقد قام (تونى بلير) بالكثير من الأشياء الجيدة ومن الصواب أننا نكرم رؤساء وزرائنا السابقين".
ومن بين رؤساء الوزراء الأربعة الآخرين الأحياء، حصل السير جون ميجور فقط على وسام الفروسية، مع غياب جوردون براون وديفيد كاميرون وتيريزا ماى.
لكن ثروب، وزيرة الدولة لشئون اللقاحات، قالت إن جائزة السير تونى "تفتح الآن الأبواب أمام الآخرين ليتم الاعتراف بهم بنفس الطريقة".
وفى عام 2009، قدم الرئيس الأمريكى جورج دبليو بوش للسير تونى وسام الحرية الرئاسى - وهو أعلى وسام مدني أمريكى - على "جهوده لتعزيز الديمقراطية و حقوق الإنسان والسلام فى الخارج".
ووصف بوش حليفه فى حرب العراق بأنه "زعيم استثنائى" تعامل مع "التحديات التاريخية بإصرار كبير".
ووجد تقرير شيلكوت لعام 2016 حول حرب العراق أن حكومة السير تونى قد اختارت الانضمام إلى الغزو الذى قادته الولايات المتحدة قبل استنفاد جميع الخيارات السلمية لنزع السلاح.
وقالت أيضا إن التخطيط والاستعدادات للتعامل مع الوضع فى العراق بعد الإطاحة بصدام حسين كانت "غير كافية على الإطلاق".