لوحة مشرقة من الذاكرة الوطنية

لوحة مشرقة من الذاكرة  الوطنيةدكتورة سهام عزالدين جبريل

الرأى7-1-2022 | 09:25

كل عام وأهل مصر كلهم بالف. خير بمناسبة عيد الميلاد المجيد عام جديد نستقبله سويا بالأمل والعمل والاجتهاد والحب الذي يربط كل ابناء مصر تحت مظلة ام الدنيا ، ودعوني ارجع معكم لسنوات الطفولة لاقف على جدار ذكرياتنا الجميلة العامرة بالتواد والمحبة لاحكي لكم كيف عشنا و أخوتنا الأقباط على أرض سيناء بيننا كجيران واصدقاء واحبة منذ عشرات السنين في الحقيقة تعليق للدكتور يحي البلك على صفحته ذكرني بهذه المعاني الجميلة واحببت ان أضيف بعض المعلومات من البوم ذكرياتي لهذه الأيام.

والتي ارجع بها معكم الي سنوات الطفولة في فترة الستينات و السبعينات فلم نشعر يومآ أن إخوتنا الأقباط أغراب عنا .. كانوا جيراننا في السكن وزملاء لنا علي مقاعد الدراسة وأصدقاء منذ الطفولة .. كانت أبلة رحمة مديرة مدرستي الابتداىية وأولادها عماد وبشرى أصدقاء طفولتنا وابنا ء الحي الدي كنا نعيش فيه القريب من ناحية ش عثمان بن عفان ونهايته شارع الصحة المدرسية والدذي كان اخره عند سد وادي العريش.

اتذكر ابلة رحمة مديرة مدرستنا باحثة البادية وزوجها المهندس مكرم والذي كان يعمل في بلدية العريش وكان من الهواة في تدريبات برنامج القسم المخصوص.

وكانت صديقاتي سنوات الطفولة وحتى قبل المدرسة جيراننا في الحي تربينا سويا هم ماري وتريزا ونادية ومليكة وماجد ة و مريم واختها ميري وكنا ندهب للمدرسة سويا وكنا نشارك بعضنا البعض في الأعياد والمناسبات ونفرح سويا نعمل الكعك والبسكوت في الاعياد ونتبادل الأطباق والاكلات نتقاسم اللقمة والفرحة واللعبة نشعل شموع الفوانيس في ليالى رمضان ونجوب بها الحي.

ولا أنسى كثير من مدرسات ومدرسين هذه الفترة اتذكر منهم استاذ نظير و ابلة فلة شكري وابلة نجاة وابلة سامية من أحب المدرسات لي في المرحلة الإبتدائية وكان أشهر مدرس للرياضيات في مدرسة زوجي الاعدادية الاستاذ الفونس واستاذ موريس.

وكان طبيب العيون الوحيد في العريش قبل عام ١٩٦٧ هو الدكتور أنسي سرجة وعندما اقتحم الإسرائيليون مداخل بلدنا العريش في نكسة ٦٧ و بعد مقاومة الضباط الذين انضم إليهم الأهالي حيث المقاومة العنيف المضنية والتي امتدت في الميادين خلال الأيام الأولى لحرب ٦٧ حيث نفذ سلاح المقاومة وسقطت العريش مساء يوم الاربعاء ٧ يونيو ١٩٦٧ وعندما سيطر قوات الاحتلال على المدينة أجبرت قوات الاحتلال ابائنا واجدادنا على الخروج من منازلنا والذهاب الي الوادي حيث تجمع الأهالي في طابور طويل يشدون ازر بعضهم البعض كان يتقدم المسيرة القس عبد الملاك راعي كنيسة مارجرجس الارثوذكسية في العريش بلباسه الكهنوتي التقليدي حاملآ الصليب علي صدره كنوع من اضفاء الحماية علي المدنيين العزل ..
وخلال فترة الاحتلال قامت قوات الاحتلال على إجبار أهلنا قاطني مدينة القنطرة الي النزوح الي العريش لاخلاء مدينة القنطرة اعمل خط بارليف وتحويلها الي ثكنة عسكرية واجبروا للنزوح الي العريش فكان رد الفعل الأهالي هو احتضان أهلنا الأقباط من سكان القنطرة حيث فتحت بيوتنا لاستضافتهم اعانتهمزعلي الإقامة وتيسير لهم كل السبل للاندماج مع سكان المدينة منهم عمو شفيق النص وبناته واذكر زميلتنا ماجده النص التي كنا نتنافس في الثانوية العامة على المراكز الأولى
وظلوا معنا طوال فترة الاحتلال كجزءاصيل من مجتمع سيناء ومدينة العريش وشاركوا معنا في أعمال المقاومة وفي لحظات الانتصار وعودة سيناء.

واصبحت سينا وطن لهم ورفضوا حتر الرحيل في اصعب السنوات حتى يومنا هذا ولايمكن ان ننسى صديق والدي الدكتور بطرس سامي ارمانيوس متخصص في الأمراض الصدر يه الذي كان يشغل مدير مكتب الصحة ل سيناء و قطاع غزة وكانت زوجته السير جانيت كبير ممرضات تشغل منصب في وكالة غوث اللاجئين وكان ابنة الوحيد كمال صديق لاخواتي وهم من كبار العائلات من ابناءأسيوط وكان الدكتور بطرس وأسرته يقيم بقطاع غزة وكان له دورة الوطني الكبير والتعاون مع قيادات المقاومة بمنظمة سيناء العربية التي كان والدي من المؤسسين لها كان للدكتور بطرس دور كبير في دعم اهل سيناء واطباء سيناء خلال فترة الاحتلال ودعم أبطال المقاومة الوطنية من القيادات الشعبية وشباب الأطباء وتسهيل مهامهم الوطنية في سيناء وتمكينهم من جمع المعلومات بتكليفهم في العمل في دروب سينا جبالها ووديانها خاصة منطقة وسط سينا عند الممرات الاستراتيجية وفي الحسنة والكونتيلا والميت متني والنقب والقسيمة ووادي الريد وفيران والطور وكاترين وكثير من المناطق التى كان يتم تكليف شباب الأطباء ومنهم زوجي دكتور خيري العيسوى وزملائه من الأطباء الذين كلفوا من قبل المخابرات الحربية بالقيام بهذه المهام وقضاء فترة الامتياز في هذه المناطق وأهمية التواجد بهذه المناطق الصحراوية ودروبها وشعابها النائية بهدفين وهو تقديم الخدمة والعون لأهلنا في هذه المناطق ولجمع المعلومات عن تحركات العدو وبما انهم كانت ادورهم تقديم الخدمة الطبية فلم يلفت ذلك نظر قوات الاحتلال بمهامهم الوطنية وحيث كانت تلك الفترة تحتاج الي دعم لتزويدهم بكافة المعلومات التي كانوا يحتاجونها لنقلها الي المخابرات الحربية فكان الدكتور بطرس أكبر داعم لهم في مهمتهم.

وبعد السلام وعودة سينأء كان من أعز الاصدقاء لوالدي وزوجي الدكتور منير جرجس أخصائي الباطنية والدكتور ماهر لبيب أخصائي العيون والدكتور جميل بطرس أخصائي الأمراض الصدرية والدكتور وديع رمسيس أخصائي العظام والدكتور يوثام عبدالمسيح أخصائي الأسنان .

كما لاننسى الاستاذ عبد الملك نخله رحمة الله عليه مدير مكتب المحافظ اللواء عبد المنعم القرماني وخدماته لطلبة سيناء ودعمه الدائم لنا خلال فترة الدراسة وتقديم كافة التسهيلات لنا بتوجيهات من اللواء القرماني رحمهم الله جميعا .

على أرض كنا ومازلنا لانعرف المسلم من القبطي إلا حين يذهب أحدهما للمسجد ويذهب الآخر للكنيسه .. اهديكم هذه المعلومات التي احسب انها لها قيمة وطنية عالية وذكريات أشعر انه من واجبي سردها الي أعضاء المنتدى الكرام لتشهدون لوحة وطنية عظيمة تمت على أرض سيناء صنعتها الوحدة الوطنية وهي هديتي إليكم خالصة تحمل كل كلمة منها الصدق والأخلاص في قراءة واقع عشناه هنا في بلدنا العريش الحبيبة وهي هديتي لكم بمناسبة عيد الميلاد المجيد ارجو ان تقبولها مني بكل الحب والاحترام لكم جميعا خالص التهنئة للأخوه الأقباط ولكافة المصريين وكل عام وأنتم جميعا بالف خير.

أضف تعليق

سيناء بلدنا الحبيب الجمعة 7 يناير 2022 - 11:27 ص

أشكر الدكتورة سهام عزالدين جبريل لذكرها والدى الأستاذ عبدالملك نخلة فى مقالها ...... كان إحتضان أهل سيناء لأسرتى منذ أن توطنوا بالعريش منذ عام 1951 سببا فى أنى يبذل كل مالديه لخدمتهم والسهر على مصالحهم بتفانى وبحب كان يشعر به من جميع أهالى سيناء والعريش خاصتا ..... أنا وأسرتى تشكرك دكتورة سهام عزالدين.

مقال ولا اروع الجمعة 7 يناير 2022 - 09:54 ص

مقال رائع بجد يؤرخ لمرحلة مهمة شكرا يا دكتورة .

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2