يعيش الكثيرون في خوف مستمر من التعرض للهجوم من قبل عدو غير مرئي، هو الفيروسات، لذلك فإن الإجراء الأساسي الذي يمكن أن يحافظ على قوة مناعة جسم الإنسان هو الطعام الجيد، فيما يعد إعادة صياغة لكلمات أبقراط، الطبيب والفيلسوف اليوناني، صاحب لقب أبو الطب الحديث، والذي توصل إلى نظريات طبية أصبحت أساسًا للكثير من الدراسات الحديثة: "ليكن الطعام دواءك، ودواؤك طعامك"، وفقا لما نشره موقع صحيفة Times of India.
إن التغذية الجيدة هي مطلب حيوي للجسم، كي يتمكن من محاربة مسببات الأمراض. ويمكن أن يساعد الطعام الجيد الغني بالمتطلبات الغذائية الكافية في مكافحة فيروس سارس-كوف-2 ومتغيراته. قال الخبراء إنه خلال جائحة كوفيد-19 يمكن للنظام الغذائي الجيد أن يعزز القدرة على الصمود، في حين أن تناول الطعام غير السليم وغير الصحي يمكن أن يؤدي إلى سوء التغذية وبالتالي يجعل الجسم عرضة للعدوى الفيروسية.
وفيما يتعلق بالمتطلبات الغذائية لمريض كوفيد-19، فإن ما يجب على المرء التركيز عليه أكثر هو البروتين، واللبنات الأساسية للحياة. ويمكن أن يساعد تضمين الكمية المناسبة من البروتين في النظام الغذائي للمريض على تعويض العناصر الغذائية المفقودة في الجسم.
يعتبر البروتين من العناصر الغذائية الأساسية لجسم الإنسان. ويقول هارفارد هيلث إن أصل كلمة بروتين في اليونانية هو بروتوس، والتي تعني "الأول"، أي أن مكانة البروتين تأتي في المرتبة الأولى في قائمة المواد المغذية لجسم الإنسان. ويمنح البروتين اللبنات الأساسية للحياة ويساعد الجسم على إصلاح الخلايا وصنع خلايا جديدة.
أكدت الدراسات البحثية أن نقص البروتين مرتبط بضعف وظيفة الجهاز المناعي، ويرجع ذلك أساسًا إلى آثاره السلبية على كل من كمية الغلوبولين المناعي الوظيفي والأنسجة اللمفاوية المرتبطة بالأمعاء GALT. إن تناول كميات أقل من البروتين يجعل الجسم أكثر عرضة لهجمات فيروس كورونا.
ويمكن أن يؤدي وجود حالات طبية مزمنة أخرى، والتي تحد من تناول كمية معينة من الطعام، إلى جعل المريض عرضة للإصابة بعدوى كوفيد. ومن أجل تجنب الإصابة بالعدوى يحتاج المريض إلى تناول التغذية المناسبة للجسم للتغلب على عدوى كورونا.
ونظرًا لأنه يرتبط ارتباطًا مباشرًا بالمناعة، فإن نقص البروتين يجعل الشخص عرضة للإصابة بكوفيد-19 بالإضافة إلى عدد من الالتهابات الفيروسية الأخرى. وفي هذه الأيام، تتزايد حالات فلورونا حيث يصاب الشخص بالإنفلونزا وفيروس كورونا. لذا، يوصي الخبراء من أجل مواجهة هجمات الفيروسات، بتعزيز المناعة عن طريق تناول الأطعمة الغنية بالبروتينات.
من الناحية المثالية، يلزم 0.8 غرام من البروتين لكل كيلوغرام من وزن الجسم، ولكن يمكن أن يحرص مرضى كوفيد-19 على تناول كميات أعلى من البروتين. ولأن الأمر يعتمد على عوامل مختلفة مثل العمر والحالات الطبية والجنس فإنه يمكن أن يتم استشارة الطبيب أو اختصاصي تغذية بشأن كمية البروتين المناسب تناولها يوميًا لكل شخص، من أجل مزيد من الدقة والفائدة.
يوجد البروتين في المنتجات الحيوانية مثل الدجاج ولحم البقر أو الأسماك ومنتجات الألبان ومن المنتجات النباتية المختلفة مثل الفول والعدس والمكسرات والحبوب الكاملة. يختلف التركيب الكلي للبروتين باختلاف المواد الغذائية، ولذلك، يُنصح بأخذ توصية الخبراء ومعرفة الكمية الدقيقة من البروتين المطلوب للجسم بحسب الوزن والعمر والحالة الصحية لكل شخص.