البدو على الشاشة

البدو على الشاشةمحمد رفعت

الرأى11-1-2022 | 14:15

ارتبطــت صــــورة البدوي على شاشة السينما المصرية منذ بداياتها الأولى بالشرف والشهامة والأصالة والكرم، وهو ما يظهر من عنوان أول فيلم مصري صامت قصير يقوم ببطولته المخرج الشهير محمد كريم وهو «شرف البدوي»، ويستمر مع الأفلام التي قدمها الأخوان إبراهيم وبدر لاما والفنانتان الرائدتان عزيزة أمير وبهيجة حافظ، مثل «ليلى» و«قبلة فى الصحراء» و«بنت البادية».

ولكن هذه الصورة تغيرت كثيراً فى الأفلام التي تناولت صورة البدو المعاصرين، بعيداً عن الشخصيات البدوية المستوحاة من قصص التراث العربي مثل «سلامة» و«وداد» و«رابحة» و«رابعة العدوية»، والتي شاركت سيدة الغناء العربي أم كلثوم فى بطولة بعض منها قبل أن تتوقف عن التمثيل، وأصبح البدوي موصوما إما بالخيانة والتجسس لحساب إسرائيل، أو تجارة وتهريب المخدرات عبر الحدود.

وصحيح أن الأفلام التي أظهرت هذه الصورة السلبية لبدو سيناء، مثل «إعدام ميت» و«المصلحة»، حاولت أن تحقق قدراً من التوازن بتقديم شخصيات بدوية وطنية مثل شخصية الأب فى فيلم «إعدام ميت» مقابل شخصية الابن الخائن، ولكن الانطباع الأساسي ظل هو تلك الصورة السلبية التي أغضبت البدو كثيراً، خاصة وأنهم يشكلون جزءاً مهماً من تاريخ وتعداد المصريين، ويقدر عددهم بنحو 5 ملايين مصري.

ولا يمكن أن نتحدث عن صورة البدو فى السينما المصرية، دون أن نتذكر الفنانة السمراء الجميلة «كوكا»، وهي أول فنانة عربية تصل إلى العالمية وتشارك فى بطولة أكثر من فيلم من إنتاج عاصمة السينما الأمريكية هوليوود، بعد أن اكتشفها مخرج أمريكي شهير وأسند إليها بطولة فيلم «تاجر الملح».

وبنى المخرج الذكي دعاية الفيلم على أن من تقوم ببطولته أميرة إفريقية هاربة من أهلها ، مما أدى إلى تحقيقه لإيرادات كبيرة، شجعته على إسناد بطولات أخرى لها، ولكنها اضطرت للعودة إلى مصر بناء على رغبة زوجها المخرج الراحل نيازي مصطفى، والذي قدمت معه عدداً من أهم وأنجح الأفلام البدوية مثل «عنترة بن شداد» و«بنت عنتر» و«عنتر وعبلة» و«بنت البادية»، وكان آخر أعمالها للسينما فيلم «أونكل زيزو حبيبي»، بطولة الفنان محمد صبحي، وقدمت فيه شخصية سيدة بدوية تتعاطف مع «زيزو» وتعطيه أعشاباً تمنحه قدرات خارقة.

كما لا يمكن أن ننسى الفنان الكبير الراحل محمد الكحلاوي، الذي بدأ حياته الفنية طفلاً، وسافر وعمره 12 عاماً مع فرقة عكاشة المسرحية إلى بلاد الشام، وهناك استهواه الفن والغناء البدوي وتعلم أصوله وقوالبه الموسيقية، وعاد إلى مصر بثروة صنعها من عمله بالفن هناك لمدة ثماني سنوات، وأسس شركة إنتاج فني باسم «القبيلة»، وأنتج لنفسه نحو 40 فيلماً، تدور أحداثها جميعاً فى البيئة البدوية، وقدم مجموعة من أجمل الأغنيات البدوية من ألحانه وكلمات الشاعر الكبير بيرم التونسي، قبل أن يتجه للغناء الديني ويعتزل التمثيل.

أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2