أكد الأمين العام ل منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، وامكيلي ميني، أن إطلاق نظام الدفع والتسوية لعموم إفريقيا PAPSS يمثل جهدًا رائدًا لتحقيق نظام المدفوعات والتسويات لإفريقيا، الذي سيمكن القارة من تقليل الاعتماد على العملات الثالثة، والأهم من ذلك أن تصبح لها القدرة على تعزيز التجارة بين الدول الإفريقية بشكل كبير.
وأضاف أن الإطلاق التجاري لنظام PAPSS يأتي في الوقت المناسب؛ فمع بداية عام 2022 من المتوقع أن تشهد القارة تجارة قوية في ظل منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، وهو أيضًا العام الذي يتوقع فيه تراجع الاضطرابات التي يسببها الوباء، لتميل نحو عودة الأمور إلى طبيعتها في الأنشطة الاقتصادية والتجارية؛ لذا من المقرر أن يوفر الإطلاق النظام للقارة ما يقرب من 5 مليارات دولار سنويًا، وهو مقدار تكاليف تحويل العملات لإفريقيا.
وأثنى ميني، خلال حفل الإطلاق الرسمي للنظام الذي عُقِد اليوم الخميس بالعاصمة الغانية أكرا، على جهود بنديكت أوراما رئيس بنك التصدير والاستيراد الإفريقي (Afreximbank) لقيادته الجهود المبذولة لتحويل الرؤية إلى واقع، وأيضًا لوزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية في المنطقة النقدية لغرب إفريقيا على دعمهم وتعاونهم في تجربة نظام PAPSS.
وقال وامكيلي ميني: “كان أبطال نضال التحرير العظيم في قارتنا منذ أكثر من 60 عامًا لديهم رؤية لسوق متكاملة في إفريقيا، واليوم يتحول حلم إفريقيا المتكاملة إلى حقيقة في حياتنا، كم هو مناسب إذن أن يُعلَن عن الإطلاق التجاري لنظام الدفع والتسوية للبلدان الإفريقية (PAPSS) هنا في غانا، البلد الذي كان دائمًا في الطليعة الفكرية والفلسفية للوحدة الإفريقية”.
وأضاف أن أمانة منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية ستواصل عقب هذا الإطلاق لنظام PAPSS تقديم الدعم القوي لبنك التصدير والاستيراد الإفريقي “افريكسم”، حيث يتم نشر خطة عمل الجنوب الإفريقي في بقية الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي؛ من أجل تقليل تكلفة المدفوعات عبر الحدود، وتعزيز التجارة البينية الإفريقية.
وأشار إلى أن ورئيس بنك “افريكسم” بنديكت أوراما سيقدم تقريرًا مرحليًا إلى مؤتمر رؤساء الدول والحكومات خلال قمتهم المرتقبة يومي 5-6 فبراير 2022، داعيًا إلى أن يوفر هذا زخمًا سياسيًا لضمان تحول جميع أعضاء الاتحاد الأفريقي إلى PAPPS.
وتابع وامكيلي ميني: “تحمّلت قارتنا على مدى العامين الماضيين وطأة تحديات جائحة (كوفيد -19) الذي أدى إلى إغلاق الحدود والقيود، والصعوبات اللوجستية التي عطلت التجارة والاقتصاد، وفي خضم ذلك، اتخذ رؤساء دولنا القرار الجريء لبدء التجارة في ظل هذه الظروف الصعبة للغاية”.
وتابع أنه منذ انطلاق التجارة ضمن إطار منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية في أول يناير 2021، سجلت تحسينات كبيرة في جوانب رئيسية أخرى من تنفيذ الاتفاقية، بما في ذلك: زيادة عدد الدول الأطراف في منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية من 35 دولة بنسبة (64%) في ديسمبر 2020 إلى 39 دولة بنسبة (73%) في نهاية العام الماضي 2021، وتحسين الاتفاق على قواعد المنشأ ل منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية من نسبة 81.8% إلى 88.6%.
كما نوه ميني بتفعيل هيئة تسوية المنازعات (DSB)، في أبريل الماضي، وهي ركيزة أساسية في التنفيذ الناجح للاتفاقية، لافتًا إلى الاستضافة الناجحة للنسخة الثانية من معرض التجارة البينية الإفريقية IATF في ديربان بجنوب إفريقيا في نوفمبر 2021، حيث تحقق رقم قياسي بلغ 42.1 مليار دولار من الصفقات التجارية والمتعلقة بالتجارة.
وأشار وامكيلي ميني إلى مواصلة العمل التمهيدي في مفاوضات المرحلة الثانية التي تغطي بروتوكولات الملكية الفكرية والاستثمار وسياسة المنافسة والتجارة الرقمية (التجارة الإلكترونية) والمرأة والشباب في التجارة، مشيرًا إلى أن ذلك يعد دليلًا على حقيقة أن الزخم لتنفيذ اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية – أحد المشاريع الرئيسية لأجندة 2063 – لتحقيق إفريقيا متكاملة ومزدهرة وسلمية يسير على الطريق الصحيح.
وأردف أنه مع إطلاق PAPPS – الأداة الحاسمة لتعزيز التجارة داخل إفريقيا – فإن تنفيذ منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية أصبح أقرب من أي وقت مضى، لصالح الشركات الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال الشباب والتجار عبر الحدود في إفريقيا، من خلال خفض تكلفة التجارة عبر الحدود.
كما شدد الأمين العام ل منطقة التجارة الحرة الإفريقية على أن الإرادة السياسية القوية ما زالت تشكل حجر الأساس للتقدم نحو تنفيذ المنطقة، مشيدًا برؤساء الدول والحكومات الإفريقية الذين مكّن التزامهم ودعمهم الراسخين من تحقيق تقدم ملحوظ حتى الآن في طموحات التكامل القاري.
وتابع بقوله إنه مع تنفيذ منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، ستشهد إفريقيا زيادة في المعاملات التجارية، ومن ثم زيادة الطلب على خدمات المدفوعات الفعالة من حيث التكلفة؛ مما يعزز العلاقة المهمة بين نظام PAPSS وتنفيذ منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية.
وقال إنه بعد أن يقدم كل من بنك “افريكسم بنك” وأمانة منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية لرؤساء الدول تقريرًا مرحليًا عن برنامج PAPSS خلال اجتماعهم الشهر المقبل، ستكون الخطوة المقبلة نشر المنصة بسرعة في جميع أنحاء القارة لصالح الشركات الصغيرة والمتوسطة ورجال الأعمال الشباب وصغار التجار في إفريقيا.
وأشار إلى أن الأمانة العامة ل منطقة التجارة الحرة الإفريقية ستظل ملتزمة بمواصلة الشراكة مع بنك افريكسم والمؤسسات القارية الأخرى في تطوير الأدوات التي تخلق بيئة مواتية للتنفيذ الناجح ل منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية من أجل تحقيق التحول الاقتصادي وتصنيع الاقتصادات الإفريقية.
وشهد حفل الإطلاق كلٌ من الدكتور محمدو باوميا، نائب رئيس جمهورية غانا ممثلاً عن الرئيس أكوفو أدو، وأولوسيجون أوباسانجو الرئيس الأسبق لجمهورية نيجيريا الاتحادية، والرئيس محمدو إيسوفو القيادي ب منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية والرئيس السابق لجمهورية النيجر، وجان لوسيان بوسا تونغبا وزير التجارة الخارجية لجمهورية الكونغو الديمقراطية ورئيس مؤتمر رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأفريقي، وبنديكت أوراما رئيس مجلس إدارة افريكسم بنك، غودوين إميفيلي، محافظ البنك المركزي النيجيري ورئيس مجلس إدارة PAPSS، وسولومون كوينور نائب رئيس بنك التنمية الإفريقي، ممثلاً عن رئيس البنك اكينوومي أديسينا.