بعد التكهن لفترة طويلة حول ما إذا كانت لقاحات كورونا تؤثر على الدورة الشهرية، بدأت نتائج الدراسات في هذا الصدد بالظهور، وتبعًا لإحداها فإن لقاحات كورونا قد تطيل فترة الدورة الشهرية، ولكن تأثيرها العام على الدورة الشهرية لا يستدعي القلق.
وتبعًا لدراسة جديدة نشرت نتائجها مؤخرًا في مجلة أمراض النساء والولادة (The journal Obstetrics & Gynecology) تحت إشراف فريق من الباحثين في جامعة أوريغون للصحة والعلوم، قد يؤدي تلقي لقاحات كورونا لإطالة الدورة الشهرية بفترة تقارب 19 ساعة، أي أن اللقاحات قد يكون لها تأثير بالفعل على الدورة الشهرية.
لإجراء الدراسة قام الباحثون بمتابعة وتحليل بيانات الدورة الشهرية لما يقارب 4000 امرأة وعلى مدى عدة أشهر، وذلك من خلال تتبع التغييرات التي تم تسجيلها من خلال إحدى تطبيقات متابعة الخصوبة والدورة الشهرية. وقد شملت الدراسة نساء تلقين لقاحات كورونا وأخريات لم يتلقين اللقاحات بعد.
وبعد تفحص البيانات لوحظ أن تلقي الجرعة الأولى من لقاحات كورونا أدى لإطالة فترة الدورة الشهرية بمقدار 15.36 ساعة، أما تلقي الجرعة الثانية من لقاحات كورونا أدى لإطالة فترة الدورة الشهرية بمقدار 18.96 ساعة، أما تلقي جرعتي لقاحات كورونا في غضون شهر (أي فترة دورة شهرية واحدة كاملة) أدى لإطالة فترة الدورة الشهرية بمقدار 48 ساعة، ولكن هذه النتيجة كانت لعينة صغيرة فقط لم تتجاوز 400 امرأة.
فإن طول الدورة الشهرية لدى غالبية النساء اللواتي تلقين جرعات اللقاحات قد يزداد بمقدار لا يتجاوز يوم، ولكن وفي ذات الوقت لم يلاحظ أي تأثير للقاحات على طول فترة نزيف الحيض الفعلية. ويعتقد الباحثون أن هذه النتائج إيجابية؛ إذ تفيد بعدم وجود تأثيرات كبيرة للقاحات على الدورة الشهرية، وأن أي تغييرات قد تكون مؤقتة لا تستدعي القلق.
وكانت هذه الدراسة قد بدأت بعد ملاحظة العديد من النساء حول العالم حدوث تغييرات على دورتهن الشهرية بعد تلقيهن للقاحات خلال العام الماضي، مثل قدوم الدورة الشهرية مبكرًا وغزارة غير معتادة في الدورة الشهرية. والدراسة لا تزال مستمرة، وأن النتائج التي خرجت بها الدراسة المذكورة تعد أولية، إذ من المفترض بهذه الدراسة أن تستمر على مدار عام كامل.