الداخلية والإخوان !

الداخلية والإخوان !سعيد صلاح

الرأى26-1-2022 | 08:01

ساعات قليلة تفصلنا عن ذكرى ثورة 25 يناير، ذات المطالب النبيلة "عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية"، تلك الثورة التى خدع فيها شباب نبيل كان له أحلام وردية، فاستيقظ على كابوس لعب فيه دور البطولة "غرب" مستعمر، و"إخوان" كاذبون طامعون.

كما أنها ساعات قليلة تفصلنا عن ذكرى عزيزة على قلوب كل المصريين وهى"عيد الشرطة"، تلك الذكرى التى توقد فى نفوسنا جميعًا مشاعل العزة والكرامة والشرف.

تلامس التوقيت بين الذكرى الأولى والثانية يحيي فى الذاكرة تفاصيل ذلك المخطط الشيطاني الذى وضعته الجماعة الإرهابية لتفكيك منظومة الأمن المصرية وإعادة هيكلتها على هواهم، هذا المخطط كشفته وثائق أمريكية مسربة وتحدث عنه وزير الداخلية الأسبق اللواء محمد إبراهيم.

ففى أكتوبر 2016، نشر موقع "فرى بيكون" وثائق تابعة للخارجية الأمريكية تتحدث عن خطة واشنطن لتفكيك الداخلية فى عهد محمد مرسى وإعادة هيكلتها تحت إشراف خبراء أمن أمريكيين.

وكشفت هذه الوثائق عن محادثــــات جــــرت بين هيلارى كلينتون ومحمد مرسى، عرضت خلالها "مساعدة سرية" لتحديث وإصلاح جهاز الشرطة بزعم خدمة "الأسس والمعايير الديمقراطية"،

وتضمنت تلك الخطة إرسال فريق من الشرطة الأمريكية وخبراء أمن إلى مصر.

وأيضا ما تحدث عنه اللواء محسن الفحام، أنه بالفعل تم وضع خطة لإعادة الهيكلة بمعرفة ثلاثة أشخاص من قيادات جماعة الإخوان الإرهابية منهم
"محمد البلتاجي" واثنان آخران من أجل استبعاد الصف الأول والثاني والثالث من قيادات الشرطة والاعتماد على قيادات الصف الرابع الذي يبدأ من رتبة عميد وهذا كله تحت ما يسمى تجريف جهاز الشرطة، ثم تبنى اللواء "عماد حسين" فكرة إنشاء جهاز شرطة موازٍ، على غرار الحرس الثوري الإيراني، إلى أن جاءت ثورة 30 يونيو، وأحبطت مخططاتهم وأطاحت بهم.

وهو ما تتشابه مع السيناريو الذى تحدث عنه اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية الأسبق عندما قال: "تكاتف قياداتهم فى مجلس الشعب، لهيكلة الداخلية وتغيير المجلس الأعلى للشرطة لكي يضموا مدنيين منهم، وتفكيك الأمن المركزي، وسعوا لتعيين رجالهم لتولي الوزارة"، وهى مساع كان هدفها تفريغ الوزارة بهدف تأسيس "كيان إخواني" بديل من قبل مكتب الإرشاد، كاشفا أن القيادي الإخواني محمد البلتاجي كان يخطط ليعتلي كرسي الوزارة.

لكم أن تتخيلوا البلتاجي وهو يجلس على كرسي وزارة الداخلية، ماذا كان سيكون الوضع وقتها – أظن أن الواقع أفضل بكثير من ذلك الخيال المفزع – الحمد لله الذى نجانا من هذا الفخ المريع، برحمته وبفضله وفضل أناس وطنيين فى جهاز الشرطة تحملوا ما لا يتحمله بشر وعاهدوا الله ألا يتخلوا عن أمانتهم ومسئوليتهم فى حفظ أمن وسلامة مصر وشعبها، وقدموا من أجل ذلك أغلى ما يملكون.. فتحية لهم وتحية للشهداء الأبرار منهم.

حفظ الله الجيش.. حفظ الله الشرطة.. حفظ الله الوطن

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء (2)

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2