الصلب المدرع

الصلب المدرعسعيد صلاح

الرأى31-1-2022 | 09:21

من يملك قوته يملك حريته، ومن يملك سلاحه يملك قراره واستقلاليته، ومصر حرصت خلال السنوات الماضية أن تملك الحرية والاستقلال وتم ترجمة ذلك بقرارات مدروسة ومبنية على خطط واستراتيجيات أوجدتها الدولة المصرية وشرعت مسرعة فى تنفيذها وقد حققت خلالها نجاحات كبيرة، وكلنا رأينا بما لا تخطئه عين، المشروعات التي تكفل وتضمن توفير الأمن الغذائي لمصر وآخرها إحياء مشروع توشكي بعدما ظن الجميع أنه مات وراح بلا رجعة.

كما رأينا حرص مصر على تسليح جيشها بأحدث الأسلحة وتنويع مصادر التسليح، بل وتوطين تكنولوجيا التصنيع العسكري ودعم التصنيع داخل مصانعنا الحربية من أجل أن نمتلك السلاح دون قيد أو شرط.. فنمتلك بذلك استقلاليتنا دون نقصان، وقرارنا دون تدخل.

مؤخرًا حالفني الحظ وكنت ضمن مجموعة الصحفيين الذين حضروا مراسم إطلاق مشروع إنتاج "الصلب المدرع" من داخل مصنع 100 الحربي أحد قلاع الصناعة العسكرية المصرية، بالتعاون مع إحدى شركات القطاع الخاص المصرية، ذلك المشروع الذي سيحقق لنا مزيدًا من الاستقلالية والقوة فهو مشروع يأتي فى إطار توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، بتوطين صناعة الصلب المدرع، الذي يعتبر منتجًا استراتيجيًا يمثل أساس صناعة المعدات القتالية والدفاعية من عربات مدرعة ودبابات وغيرها، ويتعلق دون شك بالأمن القومي للبلاد والحرص على إنتاجه يأتي فى ضوء الحرص على امتلاك القدرة، لأن من يمتلك مفاتيح القدرة والقوة هو القادر على صنع السلام.

وقد واجهت الدولة المصرية بعض التحديات فى فترات سابقة لاستيراد هذا المنتج بالإضافة لارتفاع أسعاره، لذلك اتخاذ مصر خطوات جادة نحو توطين هذه الصناعة هو "حدث ضخم"، فمن خلاله سيتم الاكتفاء ذاتيًا من "الصلب المدرع" ، كما سيحقق وفرًا للعملة الأجنبية التي كانت تستخدم لاستيراده.

ولا يتوقف الأمر عند التصنيع لسد الحاجة محليًا وإن كان هذا أمرًا فى غاية الأهمية، لكن أيضًا التخطيط لتصديره إلى الخارج وفتح أسواق جديدة إقليمية وعالمية بما يساهم فى تحقيق قيمة نوعية مضافة للاقتصاد المصري.

الحمد لله.. امتلكت الدولة المصرية قوتها فامتلكت حريتها، وامتلكت سلاحها فأصبحت ذات قرار مستقل وسيادة.

حفظ الله الجيش.. حفظ الله الشرطة.. حفظ الله الوطن

أضف تعليق

إعلان آراك 2