تحل اليوم ذكري وفاة كوكب الشرق أم كلثوم، التي رحلت عن عالمنا في 3 فبراير عام 1975، متأثرة بإصابتها بقصور فى القلب عن عمر ناهز 76 عاماً، شيعت جنازتها من مسجد عمر مكرم بالقاهرة، وكانت جنازةً مهيبة مليئة بمحبيها من كل مكان، رحلت بعدما تركت إرثا ثقافيا وفنيا كبيرا، لا يزال عالقا فى وجدان عشاق الفن الراقى والطرب الأصيل.
ترصد «بوابة دار المعارف»، أهم وأبرز المحطات في حياة كوكب الشرق أم كلثوم.
نشأة أم كلثوم
نشأت «فاطمة إبراهيم السيد البلتاجى»، الاسم الحقيقي ل أم كلثوم في أسرة متواضعة الحال في قرية طماي الزهايرة بميت غمر بمحافظة الدقهلية في 31 ديسمبر عام 1908، حرص والدها على تعليمها في الكتاب وحفظت القرآن الكريم وكان والدها الشيخ إبراهيم السيد البلتاجى، كان يعمل منشد في حفلات الزواج بالقرية وتعلمت الغناء من والدها في سن مبكر، فبرزت موهبتها النادرة، شيئا فشيئا لمعت موهبتها.
كانت نقطة التحول في حياة أم كلثوم، حينما أحيت ليلة الإسراء والمعراج بقصر عز الدين باشا عام 1922، ورآها الشيخ أبو العلا محمد وهو من أهم الملحنين في الربع الأول من القرن العشرين، وتحمس لها ونصح والدها بالسفر للقاهرة كي تتألق وتظهر موهبتها النادرة.
انطلاقها وتألقها
بداية مشوار أم كلثوم كان من خلال خشبة مسرح البوسفور في ميدان رمسيس و مسرح حديقة الأزيكية، وتعلمت عزف العود على يد أمين المهدي ومحمود رحمي، وصدرت أول إسطوانة لها في منتصف العشرينيات وبيع منها ثمانية عشر ألف إسطوانة ومن هنا سمع الجميع صوتها الذي طرب آذان كل من سمعها.
لم يكن صوتها النادر هو السبب الوحيد في سطوعها وانطلاقها، بل كانت نقطة التحول في حياتها عندما تعرفت علي الشاعر الكبير أحمد رامي الذي قدم لها كلمات غنائية رائعة ومميزة في تاريخ الغناء العربي مما ساهم في نجوميتها وانتشارها، ليدوي اسم أم كلثوم بقوة في الساحة الغنائية وكانت أول من قامت بالغناء في الإذاعة المصرية عام 1934، وأطلق عليها العديد من الألقاب منها سيدة الغناء العربى وكوكب الشرق، الست، شمس الأصيل.
أطربتنا كوكب الشرق بمجموعة من الأغاني الراقية التي كانت معظمها تنادي باسم الحب والرومانسية ولكن قامت أيضا بالغناء للوطن مازالت تسمع حتى هذة اللحظة، ومن أبرزها:
مصر التي في خاطري وفي دمي، شمس الأصيل، بعد الصبر ما طال، بأبي وروحي، ألف ليلة وليلة، النيل، سيرة الحب، الحب كده، ليلة الحب، ياسلام علي عيدنا، صوت بلدنا، حق بلادك، يا ناسيني، أنت عمري، الأطلال، حب اية، للصبر حدود، طاب النسيم العليل، يا ليلة العيد.
حياتها الأسرية
تزوجت من الطبيب حسن السيد الحفناوي عام 1954، وهو كان الطبيب المعالج لها حيث كانت تعاني من قصور القلب واستمر زواجهما حتي وفاتها ولكن لم يثمر عن زواجها أبناء.
رحيلها
رحلت كوكب الشرق عن عالمنا، في 3 فبراير عام 1975، حينها ألقي الكاتب يوسف السباعي في تمام السادسة مساء نبأ رحيل كوكب الشرق أم كلثوم، وخرج الملايين من كل مكان لتشييع جثمانها في مشهد مهيب، ورغم رحيلها بقيت أغانيها محفورة في تاريخ الفن.