دعاء قيام الليل للفرج والرزق .. مع انتصاف ليل القاهرة واقتراب ساعات ثلث الليل الأخير من الانقضاء يبحث كثير من المسلمين في هذا الوقت عن دعاء قيام الليل للفرج والرزق، خاصة وأن هذا الوقت من الأوقات المجابة في كل ليلة حسبما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، فكيف لا يجاب سائل رفع أكف الضراعة إلى ربه بيقين، طالباً وراجياً رحمته وكرمه ومنه فهو خير القائلين :" وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ"، وعنه جل وعلا :"ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ".
وفي السطور التالية أبرز ما ثبت من دعاء مجاب في كتاب الله تبارك وتعالى وسنة الحبيب المصطفى ادعوا بها ثم أطلق لقلبك ولسانك العنان بما فتح الله لك من دعاء وتضرع أنت في حاجة إليه فهو سبحانه وتعالى نعم المجيب.
يذكر ابن كثير في تفسير قوله تعالى :"ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (55)"، أن الحق سبحانه وتعالى أرشد عباده إلى دعائه، الذي هو صلاحهم في دنياهم وأخراهم، فقال تعالى: (ادعوا ربكم تضرعا وخفية) أي تذللاً واستكانة، و"خفية" كما قال: (واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين) [الأعراف: 205].
وفي الصحيحين، عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : رفع الناس أصواتهم بالدعاء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيها الناس، اربعوا على أنفسكم; فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا، إن الذي تدعونه سميع قريب"، وقال ابن جريج، عن عطاء الخراساني، عن ابن عباس في قوله: (تضرعا وخفية) قال : السر .
وقال عبد الله بن المبارك، عن المبارك بن فضالة، عن الحسن قال: إن كان الرجل لقد جمع القرآن، وما يشعر به الناس . وإن كان الرجل لقد فقه الفقه الكثير، وما يشعر به الناس، وإن كان الرجل ليصلي الصلاة الطويلة في بيته وعنده الزور وما يشعرون به.
ولقد أدركنا أقواما ما كان على الأرض من عمل يقدرون أن يعملوه في السر، فيكون علانية أبدا.
ولقد كان المسلمون يجتهدون في الدعاء، وما يسمع لهم صوت، إن كان إلا همسا بينهم وبين ربهم، وذلك أن الله تعالى يقول: (ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين) وذلك أن الله ذكر عبدا صالحا رضي فعله فقال: (إذ نادى ربه نداء خفيا) [ مريم : 3 ].