يسابق الباحثون حول العالم الزمن للوصول إلى خصائص المتحور الأحدث من كورونا "أوميكرون"، وحول منشئه، ورغم أن النتائج التي تم التوصل إليها حتى الآن قليلة، إلا أن هناك بعض الناقط الواضحة أهمها أن متحور أوميكرون خطير، بسبب وجود حوالي 50 طفرة في البروتين الشوكي لفيروس كورونا (بروتين سبايك)، التي يستطيع الفيروس من خلالها أن يقتحم الخلية البشرية، ما يجعل اللقاحات الحالية تواجه صعوبة في التعرف على المتحور.
وقد ينجح المتحور أوميكرون في اختراق نظام المناعة في الجسم، من خلال ما يعرف بـ"الهروب المستضدي"، أي عندما يكون الجهاز المناعي غير قادر على الاستجابة للعامل المعدي، وهذا يعني أنه حتى الملقحين يمكن أن يصابوا بأوميكرون.
وان المتحور الجديد هو معد أكثر، ما يجعل النظام الصحي في البلاد معرضا للانهيار بشكل أسرع. وأيضا الأعراض الخطرة ممكن أن تحدث عند الإصابة بأوميكرون، فهناك مصابون بالمتحور أدخلوا المشافي، كما تم تسجيل أول حالة وفاة.
لذلك تعد اللقاحات الحالية، ومنها الجرعة التعزيزية، مهمة جدا في تقليل خطورة أوميكرون، وانتشار أوميكورن السريع يمكن أن يجعله المتحور السائد قريبا حول العالم، ويطغى على متحور دلتا.
وهناك ثلاث (نظريات) تفسر كيف نشأ متحور أوميكرون وهما
النظرية الأولى: انتشر ضمن مجموعة بشرية منعزلة
يمكن أن يكون المتحور قد تطور ضمن مجموعة سكانية منعزلة، وواصل انتشاره منذ ذلك الحين داخلها، بحيث أصيب به السكان هناك وشفي كثير منهم، دون اكتشاف المتحور، وإنما تم التعامل معه كفيروس كورونا عادي، وهذه النظرية يرجها عالم الفيروسات الألماني المعروف كريستيان دروستن، من مشفى شاريتيه البيرليني.
وقال دروستن " بأنه يرجح نشوء الفيروس في إحدى الدول في جنوب القارة الإفريقية، وليس في دولة جنوب إفريقيا تحديدا. ثم وصل إلى جنوب إفريقيا لاحقا، الدولة التي تجري اختبارات تفصيلية وتحدد أنواع المتحورات، لتكون أول دولة تعلن عن المتحور. وهناك علماء يستبعدون هذه النظرية، معللين ذلك بأنه لا يمكن للفيروس أن يبقى فترة طويلا محصورا ضمن مجموعة بشرية واحدة.
أما النظرية الثانية: نشأ في جسم إنسان ضعيف المناعة، حيث ترى هذه النظرية أن أوميكرون نشأ في جسم إنسان ضعيف المناعة، بسبب إصابته بمرض مزمن آخر، أو لأنه يتناول دواء يضعف المناعة مثل مريض بالإيدز، فالمريض ضعيف المناعة يكافح جسمه الفيروس لفترة أطول بكثير، ما يعطي الفيروس وقتا أطول لتطوير متحورات والتغلب على جهاز المناعة.
وهناك باحثون يرون أن مريضة شابة في جنوب إفريقيا مصابة بالإيدز قد تكون هي هذا الشخص، حيث تعاني السيدة من إصابتها بالإيدز، وبسبب ذلك بقي جسمها مصابا بكورونا لأكثر من ستة أشهر. كما أن هناك مرضى آخرين بقيت إصابة كورونا لديهم أسابيع أو شهورا.
أما النظرية الثالثة: تطور المتحور في جسم حيوان
تحور أوميكرون داخل جسم حيوان، ثم انتقل إلى البشر، هذه النظرية يتبناها عدة باحثين مثل الأمريكيين كريستيان أندرسن ومايك ووروبي.
ما يدعم هذه النظرية هو اكتشاف العديد من القرائن التي تشير إلى أن هناك حيوانات معينة معرضة للإصابة بفيروس كورونا المستجد، وهذا هو السبب أيضا الذي يجعل الكثير من العلماء يرجحون أن منشأ العدوى بفيروس كورونا المستجد هو حيوان من مدينة ووهان الصينية.