وزير الأوقاف: مسابقات القرآن الكريم تساهم في الارتقاء بالمستوى الثقافي بالعالم العربي والإسلامي

وزير الأوقاف: مسابقات القرآن الكريم تساهم في الارتقاء بالمستوى الثقافي بالعالم العربي والإسلاميوزير الأوقاف

الدين والحياة19-2-2022 | 15:55

أكد وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، أن مسابقات القرآن الكريم من أهم أدوات القياس، وإظهار ثمرة عملية التعليم، والدورات التدريبية، والملتقيات الثقافية، ومعاهد إعداد والمحفظين، مما أسهم بدور كبير في الارتقاء بالمستوى الثقافي في العالم العربي والإسلامي حيث يتصاعد تصاعدًا مبشرًا بالخير.

وأشار وزير الأوقاف خلال لقائه بالمشاركين في النسخة الخامسة من مسابقة بورسعيد الدولية للقرآن الكريم اليوم السبت، بحضور عادل الغضبان محافظ بورسعيد ، والمهندس عمرو عثمان نائب محافظ بورسعيد، ويوسف الشاهد سكرتير عام محافظة بورسعيد ، والدكتور عبد الكريم صالح رئيس لجنة التحكيم بمسابقة بورسعيد الدولية، إلى أنه بمرور الأعوام يزداد المتسابقون خبرة ودربة وتمكنًا في المنافسة وارتقاء في المستوى مما يسعدنا بهم وبنجاحاتهم دون أي تمييز ، مما دعا وزارة الأوقاف إلى إضافة فرع للطلاب الوافدين وغير الناطقين بالعربية لإعطائهم الفرصة للمنافسة ، فكلما ارتقى مستوى المتسابقين ارتقى مستوى المسابقات .

وأوضح وزير الأوقاف أن وزارة الأوقاف قد أجرت عدة مسابقات تحريرية ونظرًا لتقدم مستوى المتسابقين تم إعداد اختبارات على مستويات أعلى من السنوات التي قبلها مع استمرار تحقيق المتسابقين لدرجات متفوقة ومتميزة ، إضافة إلى الاختبارات الشفوية ، حيث تم إعداد لجنتين إحداهما للحفظ والأحكام والأخرى للصوت ، مشيدًا بهم جميعًا على الصورة الحسنة التي خرجت بها المسابقة ، والتي تليق بالقرآن وبأهل القرآن خاصة وبالمسابقة عامة، موضحًا أن المسابقة بالنسبة للسادة المحكمين قضية تعليم إلى جانب كونها تحكيم ، وللمتسابقين فرصة كبيرة ومتميزة لمعايشة كبار القراء والاستفادة من خبراتهم.

وأكد وزير الأوقاف أن القرآن غالب والله ( عز وجل ) يعطي الإنسان على قدر اجتهاده ، وأن فهم معنى القرآن الكريم ومقاصده فهمًا صحيحًا يعين القارئ على مواجهة جماعات التطرف وأهل الشر والضلال الذين قتلوا وأرهبوا باسم الدين وباسم القرآن ، فالقارئ حين يقرأ قول الله (تبارك وتعالى) : "وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ" وقول الله (تبارك وتعالى) : "وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا" ، بذكر الواو مع أهل الجنة في قوله تعالى "وَفُتِحَتْ" ، وبدون ذكر حرف الواو مع أهل النار ، يدرك أن الواو مع أهل الجنة واو الحال أي جاءوها والحال أنها مفتوحة ، قال تعالى : "جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الْأَبْوَابُ".

وأضاف وزير الأوقاف قائلا: ذلك إكرامًا من الله (تبارك وتعالى) للمؤمنين فجعل الله الجنة مفتحة لهم قبل وصولهم إليها ، كما أن هذه الواو واو الثمانية على لغة بعض القبائل التي تضيف الواو مع العدد الثامن ومن ذلك قول الله (تبارك وتعالى) : "سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ" وقول الله (تبارك وتعالى) : "التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ" ، وقول الله (تبارك وتعالى) : "عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا" .

وتابع قائلا: أن الواو قد تفيد التنويع ، فالمرأة قد تكون قانتة تائبة ، ولكنها لا تكون ثيبًا وبكرًا في وقت واحد ، وأبواب الجنة ثمانية لذلك جيء معها بالواو ، وكأنه يقول فتحت أبواب الجنة جميعها استقبالًا للمؤمنين وإظهار لسعة رحمة الله (تبارك وتعالى) بعباده ، حيث جعل أبواب الجنة ثمانية وأبواب الجنة سبعة فقط ، مضيفًا أنه لا مانع أن تفيد الواو المعنيين معًا الحال والثمانية.

وأوضح وزير الأوقاف: أن رحمة الله (عز وجل) أوسع من غضبه قال الله (عز وجل) : "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ" فإذا كان هذا خطاب الله (تبارك وتعالى) للمسرفين فما بالنا بخطاب المؤمنين ، مؤكدًا أن معايشة النص مع فهم معانيه يثبت الحفظ ، وأن هذه المسابقات تؤكد الاتقان وتمكن المتسابق في الحفظ والأحكام والأداء والفهم ليضطلع بأداء دوره في مواجهة الجماعة المتطرفة والمتشددة الذين يقتلون باسم القرآن وتحت راية الدين زورًا وبهتانا ، فالحفظ مرحلة أولى ثم يتبعه مرحلة أهم وهي الفهم والعمل بالقرآن ، فقد كان الصحابة (رضي الله عنهم) إذا تعلم الواحد منهم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن ، والعمل بالعلم يورث العلم اللدني قال الله (تبارك وتعالى): "وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ" فالمسابقات تولد المنافسة والحماس وتبادل الخبرات ، وتعد موسمًا لحصاد جهد طويل من الأعوام ، فهي ليست مضيعة للوقت فكل ما ينفق على القرآن وأهله هو في سبيل الله وتبادل للتجارب فنحن نسعد بإكرام أهل القرآن فهم أهل لهذا الكرم.

أضف تعليق