الخمسة الكبار.. إلى من يستمع بوتين قبل اتخاذ قراراته المهمة؟

الخمسة الكبار.. إلى من يستمع بوتين قبل اتخاذ قراراته المهمة؟بوتين

عرب وعالم25-2-2022 | 14:01

على مدار الأسابيع القليلة الماضية، أقدم الرئيس الروسى فلاديمير بوتين على اتخاذ قرارات حاسمة سيكون لها آثار دائمة، ليس فقط على أوكرانيا وروسيا ولكن على العالم بأسره.

فمن هم الأشخاص الذين استشارهم بوتين حين اتخذ هذه القرارات؟ هل نبرة موسكو العسكرية ناجمة عن التأثير القوى لمجموعة ما يعرف باسم "سيلوفيكى" - التى تضم عددا من الوزراء ورؤساء الوكالات الأمنية - كما يقول بعض المحللين؟

سؤال طرحته هيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سى" فى تقرير نشرته على موقعها الإلكترونى.

وفى هذا السياق، أشار التقرير إلى أن روسيا يمكن وصفها بجمهورية الرئيس الخارق، فالرئيس بوتين يمسك بجميع السلطات، وجميع القرارات الرئيسية المتعلقة بإدارة الدولة تخضع فى النهاية لقرارته الشخصية.

ولكن بالرغم من كل هذه السلطات الواسعة، إلا أنه يستشير أشخاصا حوله، خاصة أولئك الذين كانوا زملاء له لفترة طويلة، والذين يثق بهم كثيرا. وهذه الدائرة تضم مجموعة من المسئولين الذين عملوا فى وكالات أمنية ويتمتعون تحديدا بصوت قوى.

وهناك عدة وكالات فى روسيا تعمل فى الأمن وإنفاذ القانون وتعرف باسم مجموعة "سيلوفيكى".

ووفقا لـ "بى بى سى"، فقد بدأ فلاديمير بوتين مسيرته فى أحد هذه الوكالات، تحديدا فى جهاز الاستخبارات السوفيتى السابق كيه جى بى، والذى بدأ مسيرته فى مرحلة ما بعد الاتحاد السوفيتى تحت اسم هيئة الأمن الفيدرالى الروسى FSB.

وقد ارتفع تأثير مجموعة "سيلوفيكى" منذ أن وصل بوتين إلى السلطة.

الخمسة الكبار

ويقول التقرير إن معظم القرارات الخاصة بالسياسة الخارجية والداخلية لروسيا يتم اتخاذها خلال اجتماعات مجلس الأمن القومى الروسى.

ويتألف هذا المجلس من ثلاثين عضوا، وهم يشكلون أهم عناصر مجموعة الـ"سيلوفيكى"، ومن بينهم رؤساء الاستخبارات الخارجية وهيئة الأمن الفيدرالى الروسى FSB ووزراء الداخلية والخارجية والدفاع، بالإضافة إلى رئيس الوزراء ورئيسى غرفتى البرلمان.

ويعرف نيكولاى باتروشيف أمين عام مجلس الأمن القومي الروسى، وألكسندر بورتنيكوف رئيس هيئة الأمن الروسى، وسيرجى ناريشكين رئيس الاستخبارات الروسية الخارجية، الرئيس الروسى فلاديمير بوتين منذ عدة سنوات. فقد خدموا معه فى سانت بطرسبورج، التى كانت تعرف باسم لينينجراد، خلال سبعينيات القرن الماضى.

وبالإضافة للأسماء الثلاثة السابقة، يكمل وزير الخارجية سيرجى لافروف ووزير الدفاع سيرجى شيوجو الخماسى الذين يعتقد أنهم الأقرب لفلاديمير بوتين، والذين يقدر الرئيس الروسى رأيهم بصورة كبيرة حين يتعلق الأمر باتخاذ قرارت تتعلق بالسياسة الخارجية.

نيكولاى باتروشيف

يشغل نيكولاى باتروشيف منصب أمين عام مجلس الأمن القومى الروسى، والذى يترأسه بوتين، ويعد "الصقر الرئيسى" فى فريق الرئيس. وقد عمل باتروشيف و بوتين فى جهاز الاستخبارات الروسية KGB خلال حقبة السبعينيات من القرن الماضى.

وفى عام 1999، حل باتروشيف محل بوتين رئيسا لهيئة الأمن الفيدرالى الروسى FSB - وهو الجهاز الذى خلف الـ KGB - وظل فى منصبه حتى عام 2008. ويقال إنه من أقرب الرجال إلى بوتين، إذ يستمع إليه أكثر من أى شخص آخر.

سيرجى شويجو

ربما يكون الصديق والمستشار الأقرب ل بوتين هو فى الواقع سيرجى شويجو، وزير الدفاع، وهو أيضا مسئول عن وكالة الاستخبارات العسكرية الروسية، التى اتهم أعضاؤها بتسميم العميل الروسى السابق سيرجى سكريبال فى بريطانيا عام 2018، وكذلك السياسى الروسى المعارض ألكسى نافالنى فى سيبريا عام 2020.

وتقول مصادر، وفقا لـ "بى بى سى"، إن تسعينيات القرن الماضى شهدت نمو علاقة جيدة بين شيوجو وبوتين، ولكن منذ بداية القرن الجديد أصبح الرجلان صديقين مقربين وجمعت بينهما لغة مشتركة، كما أنهما يذهبان، بشكل معتاد، فى عطلات إلى سيبيريا مسقط رأس وزير الدفاع.

ألكسندر بورتنيكوف

خدم ألكسندر بورتنيكوف، رئيس هيئة الأمن الفيدرالى الروسى FSB، مع فلاديمير بوتين فى مكتب الـ KGB فى ليننجراد، فقد تولى رئاسة هيئة الأمن الفيدرالى الروسى فى عام 2008 خلفا لباتروشيف. وهو عميل فى مجال مكافحة التجسس ولديه عقود من الخبرة.

ويقول المطلعون إن الرئيس الروسى يميل إلى تصديق التقارير الاستخبارية التى يتلاقاها من هيئة الأمن الفيدرالى الروسى بدرجة أكبر من تلك التى يحصل عليها من أى مصدر آخر.

وتتمتع هذه الهيئة بتأثيرها على الجهات المضطلعة بإنفاذ القانون مثل وزارة الداخلية ومكتب النائب العام.

ولدى هذه الهيئة قواتها الخاصة، من بينها قوات النخبة "ألفا" و مجموعات "فيمبيل".

سيرجى لافروف

يعد وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف على الجانب المقابل لبورتنيكوف فيما يتعلق بالشراسة. وهو من أكثر الدبلوماسيين الروس خبرة، فهو يقود وزارة الخارجية الروسية منذ عام 2004، أى لقرابة العقدين. وعلى الرغم من أنه لم يدرس أو يعمل مع بوتين فى المؤسسات الأمنية، يقال إن الرئيس الروسى يحترم لافروف كثيرا.

لافروف يس من دائرة الأصدقاء الخاصة ببوتين، لكنه اكتسب احترام الرئيس بفضل احترافيته، وعمله الجاد وعدم ارتكابه أخطاء خلال مسيرته المهنية الطويلة.

سيرجى ناريشكين

خدم رئيس الاستخبارات الخارجية سيرجى ناريشكين، مثل بورتنيكوف وباتروشيف، مع فلاديمير بوتين فى لينينجراد.

وعلى الرغم من كونه رئيسا للاستخبارات، إلا أنه مسئول عام نسبيا، حيث أجرى مقابلات مع العديد من وسائل الإعلام، بما فى ذلك مع ستيف روزنبرج مراسل بى بى سى.

ووفقا للـ "بى بى سى"، فإن أولئك الذين يعرفون ناريشكين شخصيا يقولون إنه مخلص ل بوتين ومنضبط بطبيعته، معتاد على إطاعة الأوامر والانصياع للخط الذى يرسم له. وقد ساعدته خلفيته الأمنية وفكره الحاد وخبرته المهنية فى دخول الدائرة المقربة لبوتين، ويقال إن فلاديمير بوتين يعتمد على المذكرات الاستخباراتية التى قدمتها وكالة ناريشكين.

أضف تعليق

خلخلة الشعوب و تفكيك الدول

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2