ناقش القادة الأوروبيون ما وصفه البعض بـ"الخيار النووى" والذى يقضى بحظر روسيا من شبكة "SWIFT" البنكية التى تربط آلاف المؤسسات المصرفية حول العالم، بعد اجتياحها أوكرانيا.
وقال الرئيس الأمريكى، جو بايدن، الخميس، إن إزالة روسيا من "سويفت" ليس الخيار الذى تفضل الدول الأوروبية اللجوء إليه فى الوقت الراهن لكنه أكد أن هذه الخطوة ستبقى دائما "مطروحة".
وكان قد دعا وزير الخارجية الأوكرانى، ديميترى كوليبا، الدول الأوروبية إلى حظر روسيا من "سويفت" فى تغريدة له على تويتر، فى حين نشرت شبكة "سى إن إن" تقريرا حول وجود انقسام بين الدول الأوروبية بشأن الذهاب إلى هذا الخيار. فما هو نظام "سويفت"؟
وفقا لـ "سى إن إن"، تأسست جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك فى عام 1973 لتحل محل التلكس وتستخدم الآن من قبل أكثر من 11 ألف مؤسسة مالية لإرسال رسائل آمنة وأوامر دفع. ومع عدم وجود بديل مقبول عالميًا، يعد هذا بمثابة شىء أساسى للتمويل العالمى.
وإزالة روسيا من نظام SWIFT سيجعل من المستحيل تقريبًا على المؤسسات المالية إرسال الأموال داخل أو خارج البلاد، مما يؤدى إلى صدمة مفاجئة للشركات الروسية وعملائها الأجانب، وخاصة مشترى صادرات النفط والغاز المقومة بالدولار الأمريكى.
ويقع مقر SWIFT فى بلجيكا ويديرها مجلس إدارة يتألف من 25 شخصًا، وتصف نفسها على أنها "أداة محايدة"، تأسست بموجب القانون البلجيكى ويجب أن تمتثل للوائح الاتحاد الأوروبى.
ماذا سيحدث إذا تم إزالة روسيا؟
هناك سابقة لإزالة بلد من SWIFT، حيث تم فصل البنوك الإيرانية فى عام 2012 بعد أن فرض الاتحاد الأوروبى عقوبات عليها بسبب البرنامج النووى للبلاد. وقُدرت خسارة إيران حينها بما يقرب من نصف عائدات تصدير النفط و 30 % من التجارة الخارجية بعد إزالتها من سويفت.
من جهتها، قالت سويفت فى بيان إنها "جمعية تعاونية عالمية محايدة تم إنشاؤها وتشغيلها من أجل المنفعة الجماعية لمجتمعها". وأضافت أن "أى قرار بفرض عقوبات على دول أو كيانات فردية يعود فقط إلى الهيئات الحكومية المختصة والمشرعين المعنيين".
ليس من الواضح حجم الدعم الموجود بين حلفاء الولايات المتحدة لاتخاذ إجراءات مماثلة ضد روسيا. فقد تخسر الولايات المتحدة وألمانيا أكثر من غيرها إذا تم إزالة روسيا، لأن بنوكهما ضمن أكثر مستخدمى SWIFT للتواصل مع البنوك الروسية.
وكان البنك المركزى الأوروبى قد حذّر المقرضين الذين لديهم تعامل كبير مع روسيا للاستعداد لعقوبات ضد موسكو، وفقًا لصحيفة "فاينانشيال تايمز". كما سأل مسئولو البنك المركزى الأوروبى البنوك عن كيفية ردها على السيناريوهات بما فى ذلك خطوة لمنع البنوك الروسية من الوصول إلى نظام SWIFT.
الإجراءات المضادة من روسيا
اتخذت روسيا خطوات فى السنوات الأخيرة لتخفيف الصدمة إذا تم إزالتها من نظام SWIFT.
أنشأت موسكو نظام الدفع الخاص بها،SPFS ، بعد أن تعرضت للعقوبات الغربية فى عام 2014 بعد ضمها لشبه جزيرة القرم فى وقت مبكر من ذلك العام. ولدى SPFS الآن حوالى 400 مستخدم، وفقًا للبنك المركزى الروسى. ويتم حاليًا 20% من التحويلات المحلية من خلالSPFS ، لكن حجم الرسائل محدود والعمليات محدودة بساعات أيام الأسبوع.
وقد يوفر نظام الدفع بين البنوك الجديدة فى الصين، أو CIPS ، بديلاً آخر لنظام SWIFT وقد تضطر موسكو أيضًا إلى اللجوء إلى استخدام العملات المشفرة. لكن هذه البدائل ليست جذابة ، بحسب "سى إن إن".