الكشف عن مجموعة آبار مياه طريق حورس المفقودة بسيناء

الكشف عن مجموعة آبار مياه طريق حورس المفقودة بسيناءأثار

محافظات28-2-2022 | 18:43

نجحت البعثة الأثرية المصرية العاملة بمنطقة تل الكدوة في محافظة شمال سيناء، برئاسة رمضان حلمي مدير منطقة آثار شمال سيناء ورئيس البعثة، في الكشف عن مجموعة آبار مياه طريق حورس المفقودة، التي ترجع إلى العصور الفرعونية، وذلك ضمن مشروع تنمية سيناء 2021-2022.

وصرح الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، بأن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الكشف عن آبار للمياه بالمنطقة من العصور الفرعونية، إذ إن الأدلة العلمية تشير إلى وجودها حيث تم نقشها في عصر الملك سيتي الأول على جدران معبد الكرنك.

وأشار إلى أن عدد الآبار المكتشفة يبلغ عددها 5 آبار، تقع خارج أسوار قلعة تل الكدوة، في منطقة تتميز برمالها الصفراء كما تشير الشواهد إلى أنه تم تدميرها وردمها عن عمد، إلا بئر واحد فقط، حتى لا يستخدمها الغزاة خلال فترة الغزو الفارسي.
وقال الدكتور أيمن عشماوي، رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار، إن البئر الوحيد الناجي تم بناؤه بطريقة غير تقليدية، إذ تم حفره في الرمال الصفراء، ووضع حلقات من الفخار فوق بعضها البعض بداخله ويبلغ قطر الواحد منها متر تقريبًا، وبها ثلاث فتحات جانبية تساعد على النزول والصعود من البئر وقد قامت البعثة بالحفر والنزول به مسافة تزيد قليلًا عن ثلاثة أمتار، أسفرت عن العثور على 13 حلقة فخارية، والعديد من الأواني الفخارية ترجع إلى عصر الأسرة 26، العصر الصاوي.
أما عن نتائج أعمال حفائر البعثة داخل الحصن، قالت الدكتورة نادية خضر، رئيس الإدارة المركزية لآثار الوجه البحري، إنها نجحت في الكشف عن أحد المخازن الذي يبلغ طوله حوالي 12 مترًا وعرض 4 أمتار، وفي منتصفه يوجد عدد من الأواني الفخارية تم وضعها فوق بعضها البعض، التي كانت تستخدم كمصارف للمياه وهذه الطريق معروفة ومتداولة خلال العصر الصاوي.
كما عثرت البعثة على بقايا أفران، من منتصف العصر الصاوي، يرجح أنها ورشة لصهر خام النحاس؛ حيث تم العثور على أجزاء من سبائك النحاس على أشكال دائرية، بالإضافة إلى أجزاء من منفاخ من الفخار كان يستخدم في عمليات الصهر.
من جانبه، أكد الدكتور هشام حسين، مدير عام آثار سيناء، على أن تل الكدوة هو أحد أهم مواقع العمارة العسكرية المصرية خلال عصر الأسرة السادسة والعشرون (العصر الصاوي) بشمال سيناء، حيث كشفت البعثة المصرية عن بقايا قلعتين بالمكان تؤرخ أحداهما عصر الملك بسماتيك الأول.
ومن المعروف أن طريق حورس الحربي من أقدم الطرق في سيناء ويربط بين مصر وفلسطين بطول 220 كم، وعُرِف في النصوص المصرية الفرعونية منذ عصر الدولة القديمة باسم "طريق حورس"، ويعتبر نقش الملك سيتي الأول بمعبد الكرنك هو المصدر الرئيسي الذي يشير إلى وجود سلسلة من القلاع العسكرية وآبار المياه بطول الطريق، حيث صور نقش الملك سيتي الأول أمام كل قلعة من قلاع طريق حورس بئر مياه، وأطلق المصريون القدماء خلال عصر الدولة الحديثة تسميات محددة على كل قلعة وبئر مياه من آبار طريق حورس الحربي القديم.

أضف تعليق