فى إطار حرص المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، على متابعة أحدث التطورات العلمية، عقد المركز حلقة نقاشية بعنوان "الحشرات ودورها فى البحث الجنائى: بين العلم والتطبيق"، تحت رعاية الأستاذة الدكتورة، هالة رمضان "مديرة المركز"، وبرئاسة الأستاذة الدكتورة منى فوزى عبد العزيز رئيس قسم علم الحشرات – كلية العلوم- جامعة بنها، وقد أشارت إلى ضرورة تصحيح الفكرة السلبية لدى معظم الناس عن الحشرات والناجمة عن آثارها السيئة فى البيوت وأضرارها الاقتصادية التى تؤثر سلبًا على المنتجات الغذائية، ولكن على جانب آخر فإن منافعها أكثر من أضرارها فهى سبب رئيسى لبقاء الإنسان واستمرار وجوده.
وأكدت أن الإنسان قد استخدمها فى تطوير العلوم مثل علم الوراثة والبيئة والمناعة والفسيولوجى، كذلك فى الاختراعات التكنولوجية- بسبب صغر حجمها وسرعتها التى ألهمت الكثير من العلماء لدراستها بالإضافة إلى دورها فى الكشف على الجرائم.
وقدم الدكتور أحمد عبد الرؤوف الحفناوى- مدرس علم الحشرات الجنائى بقسم علم الحشرات- كلية العلوم- جامعة بنها، ورقة علمية بعنوان "الحشرات ودورها فى البحث الجنائى ... بين العلم والتطبيق" وقد عرف علم الحشرات الطبى الجنائى بأنه علم ذو مجال واسع حيث يعمل على ربط العلم الذي يهتم بدراسة المفصليات والنظام القضائى. مشيرًا إلى أن الباحثون قاموا بتقسيم علم الحشرات الجنائى كعلم واسع المجال والتطبيقات الى ثلاثة مكونات والتى اعتبرها الكثير من العلماء لاحقا حقولا لهذا العلم وهذه المكونات هى: علم الحشرات الطبى الشرعى، علم الحشرات الطبى المدنى، علم حشرات المواد المخزونة، وقد أوضح التطور التاريخى لعلم الحشرات الجنائى، والجوانب التطبيقية لاستخداماته، واستخدام علم الحشرات الجنائى حول العالم.
وقد أشار إلى أن علم الحشرات الجنائى يعتبر مجال علمى متطور باستمرار، لا يتبع الأسلوب التحليلى لتخصصات الطب الشرعى الأخرى المشتقة من علم الوراثة أو الكيمياء أو الفيزياء (تحليل الحمض النووى، اكتشاف المخدرات.... إلخ)، فهو مستمد من الفرع الطبيعى لعلم الأحياء الذى يعتمد على خبرة الفرد فى تفسير الأدلة التى توضح التنوع البيولوجى.
وقد عقب على الورشة عدد من المتخصصين والأكاديميين والخبراء فى العلوم الكيميائية وعلوم الحشرات وعلوم التزييف والتزوير، وقد توصلت المناقشات لعدد من التوصيات منها،
ضرورة توحيد جهود جميع المراكز البحثية وكليات العلوم فى مصر من أجل إنشاء قاعدة بيانات تفصيلية لكل الحشرات الموجودة فى مصر والتى تختلف باختلاف المناخ لكل منطقة جغرافية، تكوين فريق عمل من المركز بصفته مهتم بالبحث فى المجالين الاجتماعى والجنائى ومن الجهات المختصة، والطب الشرعى وكليات العلوم لوضع تصور لقاعدة بيانات لتلك الحشرات وشكل المعمل والأجهزة وطرق التدريب، ضرورة انشاء قسم لعلوم الحشرات تابع لشعبة البحوث الكيميائية بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، مع تدريب علماء الحشرات الجنائية على جمع الأدلة، وتقييمها وكتابة التقرير الجنائى الذى يجب أن يكون ملمًا بمعايير التحقيق الجنائى فى مصر، و إجراء المزيد من الدراسات فى علم الحشرات الجنائية، التوسع فى الوظائف التى تتيح فرص عمل للباحثين فى هذا المجال، و إنشاء قاعدة بيانات للحشرات التى تساعد فى تحديد زمن الوفاة فى جرائم القتل، وضرورة تخصيص ميزانيات لدراسة علم الحشرات الجنائى لإثراء الدراسات العلمية فى هذا المجال، إجراء بحوث توثيقية لكل الدراسات والبحوث فى هذا المجال لتكن نواة لقاعدة البيانات.
ومن جانبها اقترحت الدكتورة هالة رمضان، تقديم مبادرة من المركز بتشكيل فريق عمل متكامل من مختلف التخصصات والجهات المعنية بالموضوع لتقديم تصور كامل وشامل لإنشاء قاعدة بيانات للحشرات كمساهمة حقيقية فى هذا الصدد، وتقديمه للجهات التنفيذية.