الورطة والفرصة

الورطة والفرصةسعيد عبده

الرأى11-3-2022 | 15:32

مازالت حرب أوكرانيا وروسيا مشتعلة رغم الجهود والوساطات التى تتم والاتصالات مع كل من الرئيس بوتين ورئيس أوكرانيا من أطراف عديدة سواء مع الجانبين أو جانب واحد.

لقد ساهمت أو نجحت أمريكا والغرب فى استدراج بوتين إلى هذه الحرب بكل الوسائل من دخول معظم الدول الأعضاء السابقين فى الاتحاد السوفيتي إلى الاتحاد الأوروبى، والبعض الآخر إلى حلف الناتو، وما لهذه العضوية من أثر كبير على الأمن فى القارة وتغيير موازين القوى واقتراب هذه الدول من الحدود مع روسيا مما يهدد أمن روسيا وهناك اتفاقية على عدم انضمام أوكرانيا إلى الناتو لضمان أمن روسيا.

فمازالت الدول المستقلة عن روسيا البعض منها يمثل ورقة ضغط من أمريكا على روسيا وبعد انتهاء الحرب الباردة ومازال الصراع يتطور خاصة فى ظل وجود القطب الواحد «أمريكا» وإعادة بناء روسيا من جديد فى ظل حكم بوتين وأصبحت القوة العسكرية الثانية فى العالم.. ولابد أن تطمئن وتؤمن حدودها وأهمها أوكرانيا لخطورة موقعها مع الحدود الروسية والمطلوب حياد أوكرانيا وأن تكون دولة محايدة منزوعة السلاح ولا تكون عضوًا فى الناتو.. مثل سويسرا وغيرها من الدول الأوروبية التى تنتهج الحياد.

لكن هل استطاعت أمريكا فعلاً أن تورط بوتين فى هذه الحرب؟ سؤال مهم ستجيب عنه الأيام القليلة القادمة.. وهل كانت حسابات بوتين خاطئة وأن دخول أوكرانيا لأيام معدودة وحرب خاطفة لم تكن دقيقة وأن الجيش الروسى فوجئ بمستجدات لم تكن فى حساباته.

كل هذه الأمور تداعيات لم تجد لها إجابة حتى الآن.. وعلى الجانب الآخر قيام الآلة الإعلامية الغربية بالحشد للرأى العام العالمى ضد بوتين ووصفه بالسفاح وغيرها من الصفات التى
لا تليق بزعيم لثانى أكبر قوة فى العالم.. ومن وجهة نظره هو يدافع عن بلده ويؤمن حدوده.

وتحركت كل المنظمات الدولية و حلف الناتو بقيادة أمريكا لإدانة بوتين وإظهار كل التصرفات التى تتم على الأرض الأوكرانية بالوحشية ودعم كل دول الحدود مع روسيا.

ولأول مرة ترصد ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية ميزانية ضخمة لدعم الجيش الألماني.. كذلك بعض الدول الغربية حتى سويسرا تعيد النظر فى نظرية الحياد.. وكانت فرصة لاتحاد أوروبا وأمريكا متناسين خلافاتهم ومشاكلهم وتعقيدات قبول أعضاء جدد فى حلف الناتو.. ويظل المتقدم أكثر من عشر سنوات لتجاوز الشروط الصعبة للحلف وأقرب مثل على ذلك تركيا وفجأة يتحرك الناتو لتقديم مساعدات عسكرية لدول الحلف والدول الصديقة غير الأعضاء.

هل كل هذا من أجل كسر شوكة بوتين ووضع لمسات النهاية له.. والحفاظ على القطب الأوحد وأيضًا عودة الشباب للقارة العجوز من جديد خوفًا من روسيا!!

وكان من السهل ألا تقوم هذه الحرب بورقة بسيطة وتعهد من الولايات المتحدة بأن تظل أوكرانيا خارج الناتو حفاظًا على الأمن الروسى وأمن أوروبا.. لكن هناك حسابات أخرى أصعب من ذلك والصراع الذى يدفع ثمنه كل دول العالم وأولها أوكرانيا التى دفعت الثمن مقدمًا من انهيار بنية اقتصادية وبنية تحتية ونزوح ملايين من الأسر الفارة من الحرب فى مشهد يعيد لدينا مشاهد الحرب العالمية الثانية.. كذلك التلويح بالنووى من جانب بوتين واحتمالات استخدامه التى ستدمر العالم بأسره ولن يكون هناك طرف رابح.

كل دول العالم تدفع ثمن هذه الحرب حتى أبعد دولة جغرافيًا فالكل مضار ولن نستطيع الصمود كثيرًا أمام آثار هذه الحرب الشرسة.

الفرصة

هل هناك فرصة الآن؟.. نعم بكل المقاييس على المستوى الدبلوماسي فهو الحل الوحيد والأصلح لوقف الحرب وآثارها المدمرة على الجميع، وهناك أطراف كثيرة مثل الرئيس ماكرون وسيط معلن ويحاول الخروج بحل هذه الأزمة.

وتدخل إسرائيل على الخط من خلال علاقاتها بكل من روسيا وأوكرانيا.. إضافة إلى العقوبات التى تزيد الأزمة اشتعالاً..

فرصة أيضًا لتحقيق المكاسب من الظروف الحالية مثل إيران التى تضغط بكل قوة للاستفادة من تصدير البترول والغاز بديلاً عن روسيا و أوكرانيا ورفع العقوبات عنها فى ظل الضغوط على أوروبا وأمريكا وامتناعهم أو محاولة ذلك بوقف الاستيراد للبترول والغاز الروسى.

فرصة أخرى لفنزويلا وعرض أمريكا عليها التفاوض وعدم التحالف مع روسيا فى سبيل البترول والغاز الفنزويلى.

فرصة أكبر للصين كقوة اقتصادية وقطب مهم على المستوى الدولى لها علاقات ومصالح مع روسيا ومصالح مع الغرب أن تلعب دور الوسيط وهذه أبرز الحلول.

فرصة تستحق التفكير أين نحن فى الشرق الأوسط وبالأحرى الدول العربية؟.

مصر لديها منتدى غاز المتوسط ويمكن أن يكون لها دور فعال ومهم ومحورى.

منذ خمسين عامًا أو يزيد نحلم بزراعة القمح وغيره من المحاصيل بالسودان وأن يكون لرأس المال العربى والخليجى بصفة خاصة دور مهم فهى بحق يمكن أن تكون سلة الغذاء للقمح وغيره من المحاصيل لسد احتياجات الكثير من البلدان العربية.. إضافة إلى الثروة الحيوانية.. لكن مازالت تقتصر على المحاولات البسيطة ولم ترق إلى مستوى الاستثمار الكبير والجاد الذى يساعد السودان ويوفر العمل والتكامل الاقتصادى العربى.

أين السوق العربية المشتركة ألم يأن الأوان لتكون فرصة؟ ومجلس الوحدة الاقتصادية الحقيقة ليس له دور مؤثر على الأرض.

أين القوة العسكرية المشتركة للدفاع عن الدول العربية فى حال تعرضها للخطر؟.

مصر بدأت بنفسها وهناك العديد من المشروعات القومية التى نفذت أو يجرى تنفيذها لكن أين العرب؟!

أضف تعليق

المنصات الرقمية و حرب تدمير الهوية

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2