يغفل كثير من المسلمين فضل العبادة في وقت الغفلة، ومع المرور السريع لأيام شهر شعبان واقتراب شهر رمضان المبارك يتسابق البعض للتدريب والعمل و الطاعة قبل رفع الأعمال في ليلة النصف من شعبان، فيما يستعد آخرون للطاعة وحصد أعلى المراتب والدرجات في شهر رمضان.
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن فضل العبادة في أوقات الغفلة فقال: «الْعِبَادَةُ فِي الْهَرْجِ كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ». [صحيح مسلم]
وبين المصطفى صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث فضلَ العبادة في أوقات الغفلةِ والفتنِ وانتشارِ المعاصي، التي يغلبُ فيها الانشغالُ بالدنيا، والبحثُ عن المتعة والسعادة بعيدًا عن منهج الله سبحانه، حيث جعل المُلتجِئ إلى الله عز وجل، والمُستعصِم بحبله حين انصرافِ كثيرٍ من الناس إلى الشهوات والشبهات، بمثابة المهاجر من ظلمة الفتن إلى النور الذي جاء به سيدنا رسول الله.
تقول الداعية فاطمة موسى، إن سيدنا أنس بن مالك حينما سأل النبي عن كثرة الصيام في شهر شعبان، فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم أنه شهر يغفل عنه الناس بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال وأحب، لافتة إلى أن النبي بين سبب مهم وهو أن الناس تغفل فيه عن العبادة، لذا فالعبادة لها ثواب عظيم، والسبب في ذلك ليس لكثرتها بل لعظم ثوابها.
وبينت أن هناك أعمال بسيطة ثوابها عظيم، وذلك لأن الناس يغفلون عنها، وتعادل الهجرة إلى المدينة، البعض قد يترك الفرائض في وقت الغفلة، ومن العبادات المهمة التي نبه إليها النبي ذكر الله في السوق، من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له وحده لا شريك له يحي ويميت وهو على كل شيء قدير، كتب لها مليون حسنة ومحيت عنه مليون سيئة ورفع مليون درجة، وبني له بيتاً في الجنة.
واستدلت بعظم الذكر وقت الغفلة بما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله :"ذاكر الله في الغافلين بمنزلة الصابر في الفارين"، أي كمن يذكر الله وقت يفر الناس في الحرب.