أكد اللواء عادل العمدة مستشار أكاديمية ناصر العسكرية أن العملية العسكرية الروسية فى أوكرانيا أوشكت على تحقيق أهدافها وقد بدأت روسيا تظهر على الساحة الدولية كقوة نووية عظمى بقيادة الرئيس فلاديمير بوتين منذ 8 سنوات، والتى بدأت بضم أقليم شبة جزيرة القرم، والتى قالت روسيا وقتها إن سكان إقليم شبة جزيرة القرم يتعرضون لإبادة جماعية الذين ينتمون للقومية الروسية وقد ساعدت روسيا القوات المسلحة فى انتزاع هذا الإقليم من الجيشين الأوكرانى وضم الإقليم رسميًا لروسيا الاتحادية، ومن وقتها فرض الغرب بقيادة أمريكا عقوبات على روسيا، ولكن هذه العقوبات لم تؤثر على عزيمة روسيا فى ضم باقى الأقاليم ذات القومية الروسية مثل أقليم دونياس حيث ساعدت روسيا الانفصاليين فى منطقتى دونسيك ولوجانسيك على قتال ميليشيات القوميين النازيين والجيش الأوكرانى المساند لها، وإعلان دونسيك ولوجانسيك جمهوريتان مستقلتان عن أوكرانيا.
ومن المعروف أن سبب الاجتياح الروسى ل أوكرانيا جاء بعد تحذير دول الغرب بقيادة أمريكا من خطورة توسع حلف الناتو شرقا لضم أوكرانيا إلى عضوية الحلف والذى يشكل خطورة مباشرة على أمن روسيا، والتى حذرت من نشر قوات عسكرية للناتو، وكذلك نشر منظمومة صاروخية ونووية تكون على الحدود الروسية مباشرة.
وفى هذا السياق اتهمت روسيا الولايات المتحدة الأمريكية بإنشاء معامل سرية لإنتاج أسلحة جرثومية لاستهداف روسيا بهذه الأسلحة البيلوجية، وأكد الروس أن لديهم مستندات تؤكد صحة هذا الاتهام عثروا عليها بعد الاجتياح الروسى لأراضى أوكرانيا.
ولفت اللواء عادل العمدة أن العقوبات الاقتصادية التى فرضتها دول الغرب والولايات المتحدة الأمريكية، هدفها خلق مشاكل كبرى أمام الاقتصاد الروسى والتى شملت كافة التعاملات التجارية بما فيها النفط والغاز، وحتى هذا الوقت مازالت الكثير من الدول الأوروبية تعتمد على ضخ الغاز الروسى خاصة ألمانيا، حيث تعتمد الدول الأوروبية على 40% من استهلاك الغاز والنفط الروسى.
ومن ناحية أخرى اتخذت روسيا خطط للإفلات من هذه العقوبات أو تخفيف وطأتها حيث أتاحت الفرصة للأفراد والشركات بسداد القروض للدول الأجنبية غير المتحالفة مع روسيا بالعملة الروسية "الروبل" كما استطاعت روسيا الوفاء بسداد التزامتها المالية من خلال توفير مخصصات مالية تستطيع سداد الديون والقروض المستحقة على روسيا.
وأكد اللواء عادل العمدة أن معركة أوكرانيا الدائرة الآن تعتبر بداية لنشأة نظام عالمى جديد متعدد الأقطاب تكون روسيا والصين من ضمن أقطابه التى لها تحالف سرى وعلنى بروسيا، بالإضافة إلى أمريكا ودول الاتحاد الأوروبى والهند، بعد أن احكمت الولايات المتحدة الأمريكية هيمنتها على العالم بأسره بعد سقوط الاتحاد السوفيتى السابق فى مطلع التسعينات من القرن الماضى، كما تمكنت أمريكا من فرض الهيمنة على أوروبا بأكملها، التى لها تحالف سرى وعلنى بروسيا وتجاهلت دول الاتحاد الأوروبى بقيادة أمريكا الاعتراف بورقة الضمانات الأمنية التى تقدمت بها روسيا قبل الاجتياح الروسى ل أوكرانيا فى ديسمبر الماضى، وكان من الممكن حل الأزمة الأوكرانية من خلال الورقة الأمنية التى قدمتها روسيا.
ويرى اللواء عادل العمدة أنه من الممكن وقف الحرب فى أوكرانيا إذا جلس جميع الأطراف على طاولة المفاوضات، وأن يقدم طرفى النزاع "روسيا – الغرب" تنازلات متبادلة تحقق مصالحها فى الأمن وكذلك المصالح الاستراتيجية لكل الطرفين.
ولا يستبعد اللواء عادل العمدة عقد مفاوضات سرية بين طرفى النزاع للوصول إلى حلول وسط ترضى كليهما، بعيدا عن المعارك الإعلامية المتبادلة بينهما، بعد أن تأكد كل طرف من الأوراق التى يملكها على كافة الأصعدة الجيو/ سياسية والاستراتيجية والعسكرية والاقتصادية وإذا لم يصل الطرفان إلى حل سياسى، فإن العالم ينتظره فترة إضطراب اقتصادى واجتماعى وسياسى لأحد يعلم نتائجه الوخيمة على كل دول العالم.