أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء ب وزارة السياحة والآثار أن سيناء كنز عالمى للاستجمام و السياحة العلاجية المتمثلة فى الحمامات الكبرتية منها جبل حمام فرعون 240كم من القاهرة والذى يخرج من سفحه نبع كبريتي يطلق عليه "حمام فرعون"، درجة حرارته 57 درجة مئوية، وفم النبع الكبريتي تسيل ماؤه للبحر ويقع قرب منحدر الجبل مغارة كبيرة تتصل بمجرى النبع في بطن الجبل، حيث ينزل الطالبون للاستشفاء في البحر بعيدًا عن فم النبع تجنبًا لحرارته، ثم يقتربون من النبع تدريجيًا وذلك لمعالجة العديد من أمراض العظام والأمراض الجلدية.
ونوه الدكتور ريحان إلى اهتمام أسرة محمد على بتطوير المناطق السياحية بسيناء، حين زار الخديوى عباس الأول سيناء وأمر ببناء حمام فوق النبع الكبريتي بمدينة الطور وهى القبة التي تهدمت وبنيت بدلًا منها القبة الحديثة الحالية، يقع الحمام شمال مدينة طور سيناء على بُعد 3 كيلو من المدينة، وتتدفق مياهه من خمسة عيون تصب في حمام على شكل حوض محاطًا بمبنى، وتستخدم هذه المياه الكبريتية الساخنة في شفاء العديد من الأمراض، منها الروماتيزم، والأمراض الجلدية والتهاب العظام والتئام الجروح ويعيد تنظيم طاقة الجسم لمقاومة أمراض الشيخوخة.
ولفت الدكتور ريحان إلى أن الحمام يتكون من مساحات خضراء كبيرة ويوجد به قُبة أسفلها الحمام نفسه، وهناك 3 حمامات صغيرة للأطفال وكافتيريا بأعلى الجبل والبوابة الرئيسية مبنية من الحجارة الغشيمة والصخور الصغيرة الطبيعية مختلفة الألوان، وتعلوا البوابة الرئيسية لوحة منقوش عليها "حمام موسى"، وعلى يسار البوابة مباشرة حديقة من النخيل منها الصغيرة والعالية، وبها بعض الأشجار الطبيعية التي جعلت للمكان رونقًا وبهاءً.
وتدخل المياه للحمامات الثلاثة سالفة الذكر من منفذ حائط صخري مبني من الصخور تسيل المياه عليه عن طريق مواتير ضخ من سفح الجبل مباشرة إلى الحمامات، وعلى بعد 20 م من حمامات السباحة قبة الحمام نفسه وهو المنبع الوحيد الذي يغذي جميع الحمامات السابقة، وتخرج مياهه من سفح الجبل ولهذه القبة بابين للدخول والخروج بجانب بعضهما ويتجهان الاثنان غربًا نحو شاطيء خليج السويس، كما تحوي القبة على عدة منافذ صغيرة مربعة الشكل للتهوية، ويتخذ المبنى شكلًا دائريًا من الأحجار الصخرية ذات الألوان المختلفة، وأسفل القبة مباشرة بئر الحمَّام نفسه الذي يصل عمقهُ نحو مترين إلى الأسفل، مياهه دافئة نابعة من سفح جبل حمام موسى مباشرة، ويقوم الزائرين بالاستحمام بداخلها للشفاء من الأمراض الروماتزمية.
ومن جانبه أشار الآثارى ياسر أحمد على مدير عام شئون مناطق خليج السويس بمنطقة آثار جنوب سيناء للآثار الإسلامية والقبطية إلى عين ماء كبريتية بوادى العسل جنوب مدينة رأس سدر بحوالى 10كم وتبعد عن طريق الأسفلت 5كم لا يعرفها الكثيرون درجة حراراتها 90 درجة تصل إلى درجة الغليان وقد اكتشفتها إحدى شركات البترول منذ فترة كبيرة وحاولت إغلاقها بطبة خرسانية وحديدة حتى لا تعيق العمل ولكنها تآكلت بفعل ضغط المياه ودرجة حرارتها وانسابت فى المنطقة مكونة ثلاث بحيرات ساحرة وسط الصحراء تضفى منظرًا رائعًا على المنطقة بالإضافة إلى قيمتها العلاجية.
ومن هذا المنطلق يطالب الدكتور ريحان بإنشاء منتجع سياحى للاستجمام بهذه المنطقة الساحرة يجتذب السياحة العلاجية الأجنبية والمحلية خاصة مع شهرة رأس سدر كمصيف للمصريين ويمكنها اجتذاب السياحة الأجنبية أيضًا بتحويلها لمنتجع استشفاء كما تتعدد مقومات السياحة برأس سدر منها السياحة الثقافية المتمثلة فى وجود قلعة الجندى الذى أنشأها السلطان صلاح الدين فى طريقه الحربى ب سيناء فى الفترة من 1183 إلى 1187م وكذلك السياحة الشاطئية والرياضات البحرية كما يمكنها أن تكون نقطة انطلاق لزيارة كل معالم سيناء خاصة دير سانت كاترين وقلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون بطابا.
ولفت الدكتور ريحان إلى مقومات العلاج بالرمال ب سيناء والذي يتطلب إنشاء مراكز صحية للعلاج بالرمال بشمال سيناء ورأس سدر، والعلاج بالأعشاب حيث تحوى منطقة سانت كاترين 472 نوعًا من الأعشاب والنباتات الطبية منهم 42 نوعًامن النباتات النادرة، وهذه الأعشاب تحتاج إلى إنشاء معهد لبحوث النباتات الطبية بسانت كاترين يستوعب الباحثين من كليات الصيدلة والعلوم والزراعة ويخلق منظومة علمية متكاملة لدراسة البيئات الطبيعية لهذه النباتات والمواد الفعالة المستخلصة منها.
وأكد الدكتور ريحان أن الأبحاث العلمية أثبتت أن هذه الأعشاب تعالج العديد من الأمراض، ومنها الهنيدة للقضاء على الحصوة والأملاح والنقرس والساموا لعلاج السكر وطرد السموم، والجعدة للمسالك البولية والبكتيريا والوزن الزائد، والقيصوم لعلاج الصداع والرمد ومهدئ وزيت الأعشاب المكون من 40 نوعًا من العشب ويستخدم مساج للفقرات والمفاصل والخشونة وحساسية الجلد وشاي الروزماري لالتهاب اللوز والمفاصل ومهدئ للعضلات، واللصف الذي ينبت في شقوق الصخور لعلاج الروماتيزم بغلي أوراقه وتبخير المصاب به، والعاذر يشبه الزعتر لعلاج المغص.