الغزو الروسى لاوكرانيا.. الأهداف والتداعيات

الغزو الروسى لاوكرانيا.. الأهداف والتداعيات الدكتور وليد فاروق

الرأى4-4-2022 | 08:52

اليوم وبعد مرور نحو (43 ) يوم من بدء العمليه الروسيه فى أوكرانيا اتضح بشكل كبير أن الاهداف الروسيه من هذه العمليه قد تحقق العديد منها بينما هناك أهداف أخرى مازالت قيد الإنتظار .. وحتى نكون منصفين وبعيدا عن تأثيرات الميديا الغربيه وتابعيها والمسيطره بشكل شبه كامل على وسائل الاعلام فى العالم علينا فى بادئ الامر الإقرار بأن ما فعلته روسيا من غزوها ل أوكرانيا هو مفاجأه إستراتيجيه من العيار الثقيل ..

بالرغم من أن الولايات المتحده الامريكيه كانت اول من تنبأ بهذا الغزو ...إلا انه كان تنبؤ فى توقيت بالغ التأخر فقد سبق السيف العذل ولم يعد فى إمكان حلف الناتو إتخاذ اى من الإجراءات والتدابير اللازمه لإيقاف هذه العمليه أو حتى الحد من تأثيراتها ..الامر الذى تسبب فى ظهور القيادات الغربيه ولا سيما الولايات المتحده ممثله فى حلف الناتو فى موقف أشبه بالعاجز .. واكتفوا بالتنديد والوعيد وفرض عقوبات إقتصاديه لها من الآثار السلبيه على المجتمعات الغربيه نفس الأثر الواقع تقريبا على الشعب الروسى ...!!

وبقراءه مبسطه للخريطه الجيوسياسيه وما آلت اليه اوضاع القوات على الارض حالياً يمكننا أن نحدد أى من الاهداف الروسيه قد تحقق ومن منها مازال فى قائمه الإنتظار وما هى تداعيات هذه العمليه العسكريه الضخمه على الاوضاع السياسيه والعسكريه ليس فى منطقه شرق أوروبا فقط بل فى العالم بأثره

فى البدايه كان تحرك القوات الروسيه قبل بدء الغزو تحت ستار إجراء مناورات عسكريه للتدريب على تأمين الحدود الغربيه لروسيا ولكن سرعان ما عبرت القوات الروسيه الحدود الاوكرانيه بزعم تأمين المنطقتين الإنفصالتين شرق أوكرانيا (دونيتسك – لوهانسك) ويشار اليهم مجتمعتين بمنطقه( دونباس ) وهما منطقتين يسيطر عليهما إنفصاليون مدعومون من روسيا وقد لجات روسيا الى هذا المسار بعد ان يأست تماما من ممارسات القياده الأوكرانيه الراميه الى الإنضمام الى حلف الناتو وبالتالى السماح بوجود قوات وقواعد عسكريه على مقربه من الحدود الروسيه فى اوكرانيا وهو ما يعد تهديداً مباشراً للامن القومى الروسى فكان البديل هو إظها أوكرانيا للغرب بالدوله الغير مسيطره على أراضيها وبالتالى لا يمكن إنضمامها الى الاتحاد الاوربى او حلف الناتو بالإضافه الى احتلال شريط حدودى فاصل بين روسيا و أوكرانيا كما يظهر الآن فى أوضاع القوات الروسيه على الأرض وهو ما قد يصبح منطقه منزوعه السلاح فى أى مفاوضات سلام قادمه إن لم يكن جعل اوكرانيا بالكامل دوله منزوعه السلاح (تمارس سياسه الحياد) وهو ما بدا مطلب روسى واضح فى المفاوضات الجاريه الآن برعايه تركيا بغرض إجبار النظام الحاكم فى اوكرانيا على عدم الانضمام الى الإتحاد الاوربى او حلف الناتو مستقبلا من خلال تعديل الدستور الاوكرانى.

وهو ما قد يقبل به الاوكران تحت وطأه الضغط العسكرى الروسى الغير مسبوق والذى أدى الى هجره قرابه ثلاثه مليون لاجئ اوكرانى الى دول الجوار وتدمير شبه كلى لقدرات الجيش الاوكرانى وخسائر إقتصاديه بالغه فى ظل خذلان واضح للغرب وعلى الرأس منه الولايات المتحده للنظام الحاكم فى اوكرانيا حيث أكتفوا بتأمين الرئيس ( زيلينسكى) وأسرته بينما تركوا ملايين من الشعب الاوكرانى يواجه مصيره منفردا ودون غطاء جوى رغم مناشده الرئيس زيلينسكى المتكرره لهم فى هذا الشأن بضروره دعمه بقوات جويه بصفه عاجله ..لكنه لم يجد الإستجابه من الغرب مما دفع الروس مراراً وتكراراً الى فتح ممرات آمنه لخروج السكان المحليين من المدن التى تداهمها القوات الروسيه بعد حصارها وهو ما تسبب فى الشعور ببطئ العمليه العسكريه بصفه عامه وهو ما حاول الإعلام الغربى تصويره على انه تعثر للقوات الروسيه و إشاره واضحه على عدم جاهزيتها ....!! وتبعهم فى ذلك تحليلات العديد من غير المختصين فى الشان العسكرى ..!!!

بقى أن نشير الى أن أحد أهم أهداف هذة العمليه هو السيطره الروسيه على كل المدن الاوكرانيه المطله على شمال بحر آزوف .. ليصبح الساحل الشمالى له من أقصى الشرق حيث ميناء( تاغانروج) الروسى الى أقصى الغرب (شبه جزيره القرم) الواقعه تحت السيطره الروسيه مروراً بالمدن الاوكرانيه (ماريبول –جدانوف – برديانسك - ..) وبذلك يصبح بحر آزوف بحيره روسيه خالصه .وهذا هو الهدف الذى يتم تحقيقه الآن على الارض

إن تداعيات الغزو الروسى لاوكرانيا تداعيات لايمكن إغفالها باى حال من الاحوال وقد لا يتسع المجال لسرد كل التداعيات لعدم الإطاله .. على ان نتعرض لها فى المقال القادم بإذن الله .. لكن يكفى الإشاره الى أن العالم بعد غزو اوكرانيا ليس هو العالم فيما قبل غزو اوكرانيا .

أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2