أكد المشاركون في ملتقى الفكر الإسلامي على أن الحياء هو رأس الأخلاق، ودليل على بقية الأخلاق، مَن تحلى به استطاع أن يتحلى بباقي الأخلاق الفاضلة، وأنه سمة من سمات أهل المروءة والشرف، وعنوان الفضل والعقل، من حُرِمه حُرم الخير كله، ومن تحلى به ظفر بالعزة والكرامة ونال الخير أجمع.
جاء ذلك في ندوة ملتقى الفكر الإسلامي الذي ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية في إطار التعاون والتنسيق بين وزارة الأوقاف المصرية والهيئة الوطنية للإعلام تحت رعاية وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، لنشر الفكر الإسلامي الصحيح، ومواجهة الفكر المتطرف، وتصحيح المفاهيم الخاطئة، والتي جاءت بعنوان: "الحياء"، وحاضر فيها كل من: الواعظة غادة عبد المتعال والواعظة آمال غالب من واعظات وزارة الأوقاف.
وفي كلمتها، أكدت الواعظة غادة عبد المتعال أن الحياء من أعظم الأخلاق الإسلامية التي حث عليها ودعا إليها، وأن الحياء هو رأس الأخلاق، ودليل على بقية الأخلاق، مَن تحلى به استطاع أن يتحلى بباقي الأخلاق الفاضلة ويتخلى عن كل خلق قبيح، ومَن حُرم الحياء عجز عن التحلي ببقية الأخلاق الفاضلة وانغمس في كل خلق مذموم، يقول (صلى الله عليه وسلم): "إِنَّ لِكُلِّ دِينٍ خُلُقًا وَخُلُقُ الإِسْلاَمِ الْحَيَاءُ"، فقد كان النبي المثل الأعلى في الحياء، حيث "كَانَ النَّبِيُّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) أَشَدَّ حَيَاءً مِنَ العَذْرَاءِ فِي خِدْرِهَا، فَإِذَا رَأَى شَيْئًا يَكْرَهُهُ عَرَفْنَاهُ فِي وَجْهِهِ"، موضحة أن الحياء نزعة نفسية تجعل الإنسان يمتنع عن المعاصي وتدفعه لفعل الطاعات.
وأكدت أن الحياء من خصائص الإسلام حيث عده رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من أخص شُعب الإيمان، فعن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة ، فأفضلها قول لا إله إلا اللَّه، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان ، معنى ذلك أن الحياء الحقيقي يحفزك على فعل باقي شعب الإيمان الكثيرة وكافة الطاعات، موضحة أن النبي (صلى الله عليه وسلم) ذكر في الحديث الشريف أن الله سبحانه يحب الحياء حيث يقول النَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): "إِنَّ اللَّهَ حَيِيٌّ كَرِيمٌ يَسْتَحْيِي إِذَا رَفَعَ الرَّجُلُ إِلَيْهِ يَدَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا خَائِبَتَيْنِ".
من جانبها، أكدت الواعظة آمال غالب أن الحياء خلق من أخلاق الكرام، وسمة من سمات أهل المروءة والشرف، وعنوان الفضل والعقل، من حُرِمه حُرم الخير كله، ومن تحلى به ظفر بالعزة والكرامة ونال الخير أجمع، وأن الحياء خصلة من خصال الإيمان، وخلق من أخلاق الإسلام، من اتصف به حسُن إسلامه، وعلت أخلاقه، ومن اتصف به هجر المعصية خجلًا من ربه سبحانه، وأقبل على طاعته بوازع الحب والتعظيم، إنها خصلة تبعدك عن فضائح السيئات وقبيح المنكرات، إنها من شعب الإيمان، إنها تكسوك وقارًا واحترامًا، إنها خصلة هي دليل على كرم السجية وطيب النفس، بل هي صفة من صفات الأنبياء والصالحين والصالحات، إنها صفة جميلة في الرجال، وفي النساء أجمل، كسبها يجعل القبيح جميلًا، وفقدها يجعل الجميل قبيحًا.
وأضافت أن الحياء شعبة من شعب الإيمان، يقول النبي (صلى الله عليه وسلم): "الإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَانِ"، ومَرَّ النَّبِيُّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) عَلَى رَجُلٍ، وَهُوَ يُعَاتِبُ أَخَاهُ فِي الحَيَاءِ، يَقُولُ: إِنَّكَ لَتَسْتَحْيِي، حَتَّى كَأَنَّهُ يَقُولُ: قَدْ أَضَرَّ بِكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): "دَعْهُ، فَإِنَّ الحَيَاءَ مِنَ الإِيمَانِ "، فالحياء مفتاح لكل خير، وَكَفَى بِالْحَيَاءِ خَيْرًا أَنْ يَكُونَ عَلَى الْخَيْرِ دَلِيلًا، وَكَفَى بِالْوقاحَةِ وَالْبَذَاءِ شَرًّا أَنْ يَكُونَا إلَى الشَّرِّ سَبِيلًا.